على الرغم، من الحديث عن المناخ الإيجابي الذي خيّم فوق التشكيل الحكومي، إلا أنه إلى آن لم يتصاعد الدخان الأبيض مع انقضاء 5 أسابيع على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة العهد الأولى من دون أن يتحقق أي اختراق يؤدي إلى ولادتها.
لقد أظهرت معطيات الأسابيع الخمسة الماضية، أن معوقات التأليف لا تقف عند عتبة الصراع على الحقائب والأحجام والأوزان داخل الحكومة العتيدة، بقدر ما تتصل بالصراع على القضايا الاستراتيجية والإمساك بالقرار السياسي في البلد، وذلك يشمل الحسابات المرتبطة بالتحالفات الجديدة بعد انفراط عقدي فريقي «8» و«14»،
إلا أنه يبدو أن الساعات القادمة ستكون حاسمة على مستوى تأليف الحكومة العتيدة التي يجمع الأطراف على أنها “حكومة إنتقالية لإجراء الإنتخابات النيابية”.
إقرأ ايضًا: فرنجية يلتقي عون اليوم
وسط أنباء تتحدث عن زيارة مرتقبة اليوم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى الرئيس ميشال عون في بعبدا برفقة البطريرك الماروني بشارة الراعي ، وبحسب “الأنباء” فالزيارة هي تمهيد لطي صفحة التباعد بين الرجلين التي فتحتها الانتخابات الرئاسية، وعلى أمل حضوره قداس الميلاد في بكركي يوم 25 الجاري. وستسبق هذه الزيارة زيارة لفرنجية إلى بكركي في الثانية عشرة الا ربعا من بعد ظهر اليوم.
كما اشارت أوساط صحيفة الى أن بكركي دخلت على خط تقريب وجهات النظر بين عون وفرنجية لتوفير كل الدعم المسيحي والوطني لرئيس الجمهورية بما يمكنه من توفير الأجواء الملائمة للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة في وقت قريب، تفاديا لمزيد من المراوحة وشد الحبال، ما قد يدخل البلد في أزمة حكومية ربما تمتد أشهرا مع ما لذلك من ارتدادات سلبية على سمعة العهد الجديد وعلى قدرته على تنفيذ خطاب القسم.
وتشير مصادر مطلعة على المشاورات، “عن تجاوز قطوع كبير في مايتعلق بمسألة العقد لا سيما على جبهة الوزير سليمان فرنجية الذي يبدو أنه ظفر بحقيبة وزارة الأشغال بالإتفاق مع الرئيس نبيه بري وهو أمر من شأنه تسريع عجلة إنهاء معضلة التأليف، وهو ما فتح باب التكهنات للأوساط السياسية من إمكانية ولادة الحكومة مطلع الأسبوع الجاري”.
إقرأ ايضًا: الدخان الأبيض بدأ بالتصاعد والحكومة ستشكّل قبل الأعياد
كما أعلنت أوساط معنية لصحيفة “الراي” ان التنسيق بين المراجع المعنية وخصوصاً بين عون والحريري وبري بلغ في الأيام الأخيرة ذروته بما يؤشر الى اقتراب العدّ العكسي من نهايته لزيارة الرئيس الحريري قصر بعبدا حاملاً الطبعة الأخيرة من التشكيلة الحكومية في الأيام القليلة المقبلة، إلا اذا اقتضت اللمسات الأخيرة زيارةً ما قبل إعلان الولادة لإنجازها لاحقاً.
وأشارت الأوساط للصحيفة الى ان مجمل المشاورات تتركز على تجاوز العقدة الأخيرة التي تفترض منْح تيار المردة حقيبة الأشغال، الأمر الذي يبدو انه اتُفق عليه بين الحريري وكل من بري وفرنجية، ويتطلب في المقابل التوافق مع القوات اللبنانية على منْحها حقيبة الصحة، فيما يجري البحث مع بري في الحقيبة البديلة التي ستأخذها كتلته مقابل الأشغال التي تمسك بها دائماً.
