مبالغة الشيعة بالاحتفاء بالأحزان شرط لإعلان الانتصارات؟

الإسلام بجناحيه، السنيّ والشيعي، مفترقين على أرض الواقع، رغم اتفاقهما فعليّا، فمَن  له مصلحة بتكبير حجم الفرقة التي تتخذ مدخلا الى تقسيم إضافيّ يتجسد عمليّا في "داعش"، و"حزب الله"، و"النصرة"، و"الحشد الشعبي"، و"الإخوان المسلمين"، "حماس"، والسلفيين، وووو...

منذ بداية السنة الهجرية عند كل عام، يبدأ الشيعة في العالم أجمع وخصوصا في إيران والعراق ولبنان، بالإحتفاء بالموت رغم انه عام الإحتفاء بهجرة الرسول(ص) أي انطلاقة الإسلام الذي هو خاتم الرسالات، ولا اعتقد ان ثمة مناسبة أهم من هذه المناسبة يفترض بهم الاحتفاء بها.

علما ان بعض الجمعيات السنيّة البيروتية والطرابلسية والصيداوية كانت تحتفي وعلنا بالمناسبة الا ان ارتفاع أصوات الشيعة في العقد الأخير، خَفَت صوت الاحتفاء بالمناسبة الإسلامية الجامعة هذه.

إقرأ أيضا: تجارة مجالس العزاء: مبالغات السيرة.. والبدل المالي

وبالعودة الى موضوعنا، نجد ان الحزن يلف حياة المسلمين الشيعة على مدارالعام، بل انهم يسعون الى تكريسه كنظام خاص ترتبط به حياتهم بشكل تلقائي، أولا لان لديهم اكثر من 14 مناسبة وفاة تختص أولا بالنبي محمد الذي كانت مناسبة وفاته أمس، اضافة الى ذكرى وفاة الزهراء التي أطلق عليها مؤخرا كلمة (استشهاد). وبالطبع هناك 11 إمام معصوم يقيمون العزاء لاستشهادهم في كل عام.

اضافة الى الأيام الفاطميّة، التي هي مناسبة للشيعة ايضا لاقامة العزاء، ولكن لثلاث مرات في السنة. لماذا؟ لان الشيعة لا يملكون معلومات موّثقة عن التاريخ الحقيقي لوفاة أم الائمة أجمعين ابنة رسول الله. وهي التي يصار الى اشعال الفتنة السنيّة- الشيعية جراء الترديد والتأكيد ان وفاتها جاءت بعد ان “عصرها” الخليفة عمر بن الخطاب وراء باب منزلها حين هجم على منزل الإمام علي ليفرض عليه المبايعة او البيعة. وظلت تعاني الآلام الى ان توفيت جراء الضربة هذه، لكن المرجع السيد محمد حسين فضل الله رفض الاعتراف بهذه الحادثة التاريخية  متسائلا عن غياب الامام علي عن الدفاع عن زوجته؟ مما فتح عليه النار الشيعية الشعبوية، والتي كبرت مع انطلاقة وجهها السلفي ولما تزل.

وبالعودة، الى العقيدة الشيعيّة القائمة في بنيانها الذهني، ولاوعيها الثقافيّ على البكائيات، فمن وفاة الرسول التي مرّت منذ يومين باقامة مجالس العزاء في كل مكان، الى اقامة العزاء بمناسبة استشهاد الامام موسى الرضا، وكنا قبل أيام قليلة قد شهدنا انتهاء اربعين يوم من اقامة العزاء المتواصل منذ الأول من محرم الى العشرين من صفر، أي طيلة 50 يوما مع ما يرافق العزائيات هذه من لباس الأسود واقامة المجالس والندوات والمؤتمرات وتوزيع الطعام وتسيير الحملات السيارة والمشّاية باتجاه كربلاء، مع ما يرافق ذلك من مخاطر على كافة الأصعدة.

ورغم وجود عيدين إسلاميين كبيرين لدى المسلمين مجتمعين معا هما “عيد الفطر” الذي يأتي بعد صيام لمدة شهر، وعيد الأضحى الذي هو العيد الأكبر أي الحج الى الكعبة المقدسة، الا ان الشيعة يدخلون الحزن ايضا في شهر الصوم، قبيل العيد ومع نهاية الصوم تقريبا من خلال اقامة العزاء لمناسبة استشهاد الامام علي في الأيام الأخيرة من رمضان.

كل هذه المناسبات الأليمة والحزينة تسيطر- في حال وزعناها على الاشهر الإثنتي عشر- فنجد ان كل شهر تقع مناسبة حزينة او مناسبتين.

فهل يكره الشيعة الفرح؟ وهل يمكن القول ان ارتفاع عدد الشهداء لدى العوائل الشيعية ليس مستكثرا من قبلهم، ولا يضعفهم، بل لا يزيدهم الا اصرارا على انهم على خطى أهل بيت النبي الذين قُتلوا جميعا بطريقة من الطرق؟

إقرأ أيضا: مجلس عاشوراء حزب الله: كلنا اليمن!

وليس ذلك انتقاصا من عقيدة الشيعة الذين يعتبرون الموت راحة المؤمن، فكيف اذا كان في سبيل الله؟ وعلى خطى أئمتهم الذين قدموا أنفسهم لأجل عقيدتهم.

فالعلميات الاستشهادية انطلقت بفتوى من مرجع شيعي لبناني، يردد البعض انه السيد محمد حسين فضل الله الذي لقب في فترة من الفترات بـ(المرشد الروحي لحزب الله)، وكانت البداية مع تفجير شاب من حركة أمل، (هو أحمد قصير وقد تبنّاه حزب الله فيما بعد بحسب مصادر من الحركة نفسها)، لسيارة يقودها بنفسه بمبنى لجيش الإحتلال الإسرائيلي في صور.

السابق
علوش: حزب الله والمحيطون به يريدون إبقاء الدولة في موقع «المطهر»
التالي
فيصل القاسم: لماذا لم تحمِ روسيا سماء سوريا من الغارات؟