لا تسوية في سوريا إلّا بموت الأسد

هل سيكون بشار الاسد في المشهد السوري في المرحلة الانتقالية الجديدة؟ أم أنه سيتم اغتياله لحذفه من المشهد من أجل انجاز تسوية ترضي الجميع؟

منذ بداية الثورة السورية وخبر موت أو قتل الرئيس السوري بشار الاسد يتردد بإستمرار، وكان أخر هذه الإشاعات أمس، حيث تم الإعلان فجر اليوم على الموقع الرسمي لوزارة الإعلام السورية بيان يفيد بتسميم الأسد وقد جاء في المنشور: “وصلنا أخيراً خبر إصابة سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد رعاه الله ويحفظه من كل شر بمرض معد خطير، وإلى هذه اللحظة لم يتمكن طاقم الفريق من معرفة التفاصيل للأسف الشديد”، لافتاً إلى أن “المرض انتقل إلى سيادة الرئيس بشار الأسد من طريق تسميم الطعام، والجهات المختصة ما زالت تبحث عن صاحب هذه العملية الشنيعة”.

اقرأ أيضاً: الغارات الروسية على حزب الله في «نبل والزهراء»: نيران غير صديقة!

وقد إنتقل الخبر كالنار في الهشيم إلى أن عاودت بعد ساعات الوزارة المعنية و نشرت خبر نفي عبر بيان على حسابها في الـ”فيسبوك”، موضحة أن “موقع الوزارة تعرض لعملية قرصنة فجر اليوم، حيث تم نشر أخبار كاذبة وعارية من الصحة تمسّ بشخص الرئيس بشار الأسد”. ولفت البيان إلى أنّ “الكادر الفني استعاد السيطرة على الموقع ويقوم حالياً بمعالجة الموضوع”.

ولا يزل الموقع الإلكترونى للوزارة متوقف عن العمل لا يمكن الدخول إليه فى الوقت الراهن، بعد حصول عملية القرصنة والاعلان عن تسمم الأسد.

وهذه ليست المرة الاولى التي تُبث فيها هكذا شائعات عن الرئيس السوري، إلا انه ومع الأنباء التي تشير مؤخرا الى قرب حسم المعارك الدائرة في سوريا مع سيطرة الجيش السوري على الجزء الشمالي من منطقة ريف حلب الشرقية ما يشير إلى أن سوريا دخلت مرحلة التقسيم والتغيير الديموغرافي، وهذا يعني إقتراب الحل السياسي في سوريا، لكن السؤال هنا أي تسوية تضمن بقاء الاسد على قيد الحياة؟

علم الثورة في ساحة الشهداء

الوقائع التاريخية تشير إلى أنه ما من حاكم مستبد إلّا كانت نهايته سيئة كسياسته، فإبتداءا من الشاه الايراني محمد رضا بهلوي، إضافة الى الرئيس العراقي صدام حسين، ورئيس ليبيا معمر القذافي وهو الذي كان يحظى بدعم فرنسي قوي، لأن القذافي كما كشفت معلومات تناقلتها الصحف الاوروبية، كان يدعم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الانتخابات وكان يدفع مبالغ طائلة دعما له. إلّا أنّه خلال الثورة الليبية التي جرت في مرحلة انفجار ثورات الربيع العربي، يقال ان الرئيس ساركوزي بعد ان وقف علانية ضد القذافي، فانه لم يتردد فوشى عن مكان مخبأه حيث تم قتله بطريقة مشينة.

اقرأ أيضاً: إيران تسجن أحمد حسين منتظري لنشره تسجيل إعدام السجناء

لذا فهذه الاحداث التاريخية لا تعطي أي مؤشر أن الأسد سيكون رئيسا للمرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا، سيما مع اعتراض العديد من الدول على اعادة تسلمه السلطة بعد ان تسبب بحرب كلفت بلده نصف مليون قتيل، عدا عن فصائل المعارضة السورية مجمعة وتدعمها تركيا والسعودية وغالبية الدول الكبرى، لن يقبلوا باعادة حكم شار رئيسا في المرحلة القادمة، لهذا يؤكد خبراء انه من الغير المتوقع أن تنضج تسوية تؤمن بقاء حكم البعث، حتى أن حلفاء النظام هم أول من سيستغنوا عن الأسد عند أول مفترق لانضاج تسوية دولية اقليمية يحفظون بواسطتها حقوقهم وحصصهم من خلالها في المنطقة.

السابق
مصلحة طلاب كسروان تقيم عشاءها السنوي برعاية الدكتور جعجع
التالي
هل هذه الصورة الأكثر جاذبية في العالم؟