حزب الله: أصبحنا قوة إقليمية.. ولن نقاتل إسرائيل!

بعد ان انتقل حزب الله من مواجهة إسرائيل، الى الحرب السورية وانهى الصراع معها فعليا في العام 2006 بشكل يبدو أنه ليس الا إلتزام بالقرار1701، فلا نيّة لحزب الله ان يثير العدو الإسرائيلي مجددا.

انطلق حزب الله بعد العام 2011 الى سوريا للدفاع عن حصن من حصون المقاومة، كما برر للعالم أجمع، وعن زعامة الخط المُمانع الذي تقوده سوريا، تحت عناوين عدة منها حماية خط إمداد المقاومة الممتد من إيران الى لبنان، مرورا بسوريا المحطة.

إقرأ أيضا: ما هي أوجه الشبه بين الإسلاميين واسرائيل؟

هذه الجبهة الجديدة التي فتحها الحزب احتاج معها الى تهدئة الجبهات الداخلية كافة، وهذا ما صرّح به نائب الأمين العام لحزب الله مؤخرا لوكالة “تسنيم الايرانية”، وقبله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ردا على سؤال حول امكانية حصول مواجهة مع اسرائيل، أكد قاسم ان “كل المؤشرات تدل على أنه لا يوجد في المدى القريب معركة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، فمن ناحية حزب الله لا نيّة له بفتح معركة والعدو يدرك أن اي معركة تفتح لها تكاليف وأثمان باهظة والخسارة هي الأرجح لأنها تعلم مستوى التقدم الذي أحرزه حزب الله، وازدياد الخبرة في سورية، فاذا ليس من مصلحة اسرائيل ان تخوض معركة مع حزب الله تكلف العدو كثيرا، ناهيك عن الأزمة في الداخل الاسرائيلي، وتخشى ان تتلمع صورة حزب الله، لهذه الاعتبارات اسرائيل ليست مهيئة للقيام بعدوان، وفضلا عن ذلك هم يعلمون ان جهوزية حزب الله عالية، ولن يتراجع اذا فرضت عليه الحرب”.

هذا التصريح الخطير يُدل على ان حزب الله ينصاع -كما انصاعت الأنظمة العربية بأجمعها سابقا وحاليّا نحو الملفات الداخلية مُبعدة الخطر الإسرائيلي الذي يقضم الأراضي الفلسطينية ويبطش بالفلسطينيين- تاركا إياهم دون أي دعم إسلامي او عربي من قوى لازالت تدّعي “الممانعة” الى اليوم.

والنظام السوري الممانع الأول كما يحب أن يُطلق عليه، لم يبذل من قوته العسكرية تجاه العدو الإسرائيلي بقدر ما بذل في محاربة أهله وناسه.

تشييع مصطفى بدر الدين
تشييع مصطفى بدر الدين

لكن يبقى تصريح الشيخ نعيم قاسم، وما يظهر انها سياسة الحزب المستقبلية، فبمجرد ان يعتبر قاسم ان مشاركته في الحرب السورية اعطته دفعا وقوة واعتراف بأن هذا الحزب كبُر ونما على حساب السوريين، واستفاد من المعارك، واختبر قدرته التي ظهرت مؤخرا في العرض العسكري في القصير المحاذية للأراضي اللبنانية، حيث ان هذا العرض لم يكن سوى وضع يد على جزء من الأراضي السورية التي سيطر عليها الحزب وطرد منها أهلها، ليبدأ بقطف الثمن مباشرة.

الاعتراف المزدوج والخطير هذا، الذي جاء على لسان حزب الله، أكد على تناميّ قوته الإقليمية بحيث أصبح في موقع متوسط ما بين المليشيات والقوة النظامية، وهي خبرة مزدوجة حيث كان الحزب يفتخر سابقا بان انتصاره على اسرائيل جاء بسبب أدائه البارع في حرب العصابات من على أرضه التي يعرف شعابها جيدا.

لكن السؤال المطروح حاليّا هو كيف تحوّل حزب الله الى قوة إقليمية على أرض ليست أرضه وشعب ليس شعبه، وفي ظل حالات كرّ وفرّ، لم تكن إلا على حساب أرواح ثلة من الشبيبة اللبنانيين الشيعة، غير المدربين بما يكفي ليخوضوا معارك، ولو صغيرة، على أرض لبنانية. فكيف أمكن لحزب الله ان يُدخلهم في معارك لا هدف فيها سوى عقيدة الدفاع عن المقامات، وان التكفيريين قادمون إلينا إن لم نذهب إليهم.

هذه المقولة العقائدية، هي “البروباغندا” التي اوصلت الحزب لأن يصير قوة إقليمية يُحسب لها حساب في ميزان الربح والخسارة، فكان ان ربح رئاسة الجمهورية في لبنان وسيربح من حصة رئاسة الحكومة جراء المماحكة الداخلية ليخضع الرئيس المكلف أكثر فأكثر.

ويقول قاسم في هذا الخصوص “لم نفكر يوما ان تكون الإنتخابات الرئاسية في لبنان ثمنا لموقف اتخاذناه في لبنان او المنطقة، ونحن نعتبر ان هذه المسألة يجب أن تنجز في لبنان، وكنا أول من طالب بانجازها، وكنا واضحين انه لا يمكن أن نقبل برئيس أي كان انما برئيس يمثل الشعب اللبناني من ناحية، ويحمي استراتيجيا استقلال لبنان ومقاومته وخصوصية لبنان، والان مع هذا الانتخاب الذي حصل نعتبر ان حزب الله حقق انجازا لمصلحة لبنان. وبالتأكيد العوامل الخارجية أثرت على الاطراف الأخرى الذين يئسوا من الانتظار، ويئسوا من قدرة تغيير المعادلة. ولذا فهم ذهبوا الى الموافقة على انتخاب الرئيس. بالنسبة لحزب الله هذا امر جيد وسنتابع لتشكيل الحكومة”.

إقرأ أيضا: هل يخاف اللبنانيون من الحرب الآتية؟

هذه هي خلاصة الحوار الذي اجرته “وكالة تسنيم” الإيرانية مع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم مؤخرا والذي جاء متوافقا ايضا مع ما نقله عنه مؤخرا أحد الزملاء في جريدة السفير بأنه قال عن الحزب “أصبحنا جيشا نظاميا” فأخذ التصريح ضجة كبيرة في الاوساط السياسية والدبلوماسية.

السابق
«داعش» يستخدم أسلحة «ملك الولايات المتحدة والسعودية»
التالي
لقاء الاستقلال لم يطلق سراح الحكومة