ربما هي صدفة أن تكون ولادة فيروز والرئيس ميشال عون بنفس التاريخ في عام 1935، واذا كان مناصرو الجنرال قد احتفلوا بذكرى ميلاده في شهر شباط الماضي وأكملوا فرحتهم في قصر بعبدا بداية الشهر الحالي، فإن محبي فيروز في الاعلام وعلى مواقع التواصل احتفلوا بها على طريقتهم الخاصة في مقالات وتحقيقات مكتوبة ومتلفزة عرضت لتاريخ “سفيرتنا الى النجوم” وهو اللقب الذي اسبغه اللبنانيون عليها تعبيرا عن تمجيدهم لصوتها الملائكي.
وفي حين ان بدايات فيروز الفنية مع الأخوين رحباني كانت في الخمسينات من القرن الماضي لتبلغ ذروتها في الستينات والسبعينات منه، ولتنتهي تقريبا نهاية الثمانينات، فإن بداية الجنرال عون السياسية كانت نهاية الثمانينات، ليغيب في التسعينات في فرنسا وليعود عام 2005، ثم ليتولى رئاسة جمهورية لبنان عام 2016 الحالي.
فيروز في بداية عمرها تألّقت وهي الآن تكرّم في 81 من عمرها لما حققته من انجازات فنية، أما ميشال عون فيتألّق في 81 من عمره وهو جالس الآن على كرسي الرئاسة الأولى يستعرض الجيش اللبناني في عيد الاستقلال.
وصلت فيروز الى مسمع الجمهور اللبناني عبر صوتها الملائكي الحنون، في حين ان الجنرال وصل عبر سلسلة من حروب ونزاعات وانقسامات سياسية، والمفارقة انه ما ان وطأت قدماه قصر بعبدا حتى بدأت تلك الانقسامات بالتلاشي والزوال وأصبح رئيسا مجمعا عليه من كافة الفرقاء المتخاصمين.
ربما يكون ما قام به الرئيس عون هو فنّ أيضا…فنّ السياسة الذي جمع كلّ اللبنانيين ساعة انتخابه، فنّ قد يكون استعان به من شريكته في العمر ونقيضته في التجربة…فيروز!
