فيروز: شدوٌ ملائكي تصاعد من لبنان نحو السماء

فيروز
كلمات إلى السيدة فيروز في عيدها.

صلوات صوت يمتطي تراتيل الصباح.. قهوةٌ لا نكهة لها إلا بـ تلك الموسيقى التي تتسلق سيقان الضوء وتعانق تقاسيم الأرواح.

إنّها “فيروز”، التي لا تشرق الشمس إلا لصوتها، ولا يؤذن الفجر إلا على موسيقاها ولا تقبل الصلوات إلا حينما تحمل ناي الرحابنة وتغني بدندنة كنسية “نحنا والقمر جيران”، فيخجل قمر المساء من ليالي “الجارة” ويندس في غطائه الأفقي غافياً فاسحاً للصباح أن يطلّ ولطريق النحل أن يختال عند حدود “السما الزرقا”.

إنّها فيروز، ابنة بعلبك بالمعمودية، صوتٌ يعانق الحضارة الفينيقية والإغريقية، وأنثى لم تخلق من رحم الأرض لعلّها ولدت من إكسير المسيح، ومن خمر الرسل، ومن كوثر الأنبياء، لعلّها لم تأتِ من هذه الأرض وأهداها أحد الآلهة لـ”لبنان”، لعلّها هي “أمّ” الأرز ونحن بها وطن السلام.

إقرأ أيضاً: فيروز هي فيروز

الحديث عن “الفيروزة”، لا تداهمه مبالغة، اللغة تتعثر، والكلمات ترتجف حروفها، فنصمت نحن والأبجدية ويصمت قدموس  الذي حمل الحرف من “جبيل”  لتغنيه هي.

الحديث عن “الفيروزة” هو الحديث عن لبنان عن الهوية، عن عاصمته الفنية، فوحدها فيروز تختزل كلّ الألقاب وتعلو فوق الألقاب.. وحدها من تصنع الثقافة والحضارة بترتيلة وأغنية.

 

fayruz
إلى فيروز في عيدها 81 قبلة.. وقبلة، إليها الطفولة والصبا والحب الأوّل..

إليها “أول فنجان قهوة”، وليالي المطر، إليها.. رسائل الصيف والشتاء، و”دراج بعلبك” لا تتعب.

إلى فيروز ومنها عشقنا الأرض والتراب والوطن، سقطت الطوائف، واكتملت الخارطة لوناً أبيضاً، وخربشنا على الأرصفة والطرقات حروفاً لم تمحَ..

إقرأ أيضاً: فيروز ليست «سودا ولا بيضا»…ولكن صحافتكم صفراء‏

إلى فيروز ومنها “نعود أطفالاً على سطوح الجيران”..فـ لا فيروز تكبر ولا نحن نكبر.. ولا الطائرة الورقية تسقط.

إلى فيروز ومنها.. كلّ الحب .. كلّ الحب.. لأيقونة بحجم الوطن، لربّة الوطن.

السابق
كلمة الرئيس ميشال عون في عيد الاستقلال
التالي
مسقط رأس الأسد يحترق.. فما هي الأهداف؟