التشكيلة الحكومية نحو «الثلاثين» وحزب الله لتحجيم حلف «القوات – عون»

لترقّب سيّد المواقف، لمعرفة مسار التأليف، مع بدء العدّ العكسي للاحتفال بالاستقلال الثلثاء المقبل، بعد سجال بعبدا – عين التينة الذي خيّم على الأجواء ما أثار تساؤولات حول مصير التشكيل الحكومي.

ساد أمس انطباع أنّ تأليف الحكومة رُحّلَ إلى ما بعد عيد الاستقلال، على أمل ألّا يطول به الحال إلى ما هو أبعد، بسبب الاشتباك السياسي بين بعبدا وعين التينة. مع العلم أنه يجب الإسراع في تأليف الحكومة، لان المهلة الزمنية القصيرة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية تفرض نفسها.

وقد نقلَ زوّار قصر بعبدا أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر حصيلة المشاورات واللقاءات التي يعقدها الرئيس المكلف سعد الحريري لتذليل بعض العقد التي استجدّت منذ اللقاء الأخير بينهما منتصف الأسبوع الجاري.
من جهة ثانية، قالت مصادر تواكب التأليف لصحيفة النهار إنّ ما رافقَ ردّات الفعل على مواقف صدرَت في بكركي لم تهدّد مساعي التأليف، لكنّها فَرملت الحركة المعلنة وأبعَدتها عن الأنظار. وهو ما عكسَته أجواء “بيت الوسط” التي تحدّثت عن تكتّم الحريري عمّا يقوم به من اتّصالات ومعه مستشاراه نادر الحريري وخوري، اللذان واصَلا اتصالاتهما مع مختلف الأطراف الذين يتعاونون في هذا الملف.

إقرأ أيضًا: هل تحوّل الصراع في لبنان الى ماروني – شيعي؟

كما كشفت مصادر نيابية مقربة من حزب الله لصحيفة الحياة، أن الحزب لم يكن مرتاحاً إلى السجال الذي طغى على الجهود الرامية إلى تشكيل الحكومة، خصوصاً أنه ليس مع إعادة فتح ملف التمديد للبرلمان لأن الأخير كان وراء انتخاب حليفه عون، وقالت أن الحزب سيحيط من يعنيهم الأمر بموقفه هذا وأن لديه من وسائل التواصل ما يتيح له وضع النقاط على الحروف ولو بعيداً من تناول وسائل الإعلام لرد فعله هذا.
وإذ شددت المصادر النيابية على ضرورة المشاركة الواسعة في الحكومة الجديدة، اعترفت في المقابل بالحجم التمثيلي لـ «التيار الوطني الحر» وحليفه حزب «القوات اللبنانية»، لكنها ليست مع السماح لهما باجتياح الآخرين أو إلغائهم في محاولة واضحة لاحتكار التمثيل المسيحي على خلفية إفادتهما من تشكيلها للدخول مع خصومهما في تصفية حساب، لا سيما مع «تيار المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية.
وعلم من مصادر موكبة للمشاورات التي يجريها الحريري مع الكتل النيابية لتشكيل الحكومة، أن الأخير ليس طرفاً في الصراع المسيحي – المسيحي ويرفض الاستقواء به لتحجيم هذا الطرف أو ذاك، وهو أول من تجاوب مع طلب فرنجية في مشاورات التأليف التي تولاها في البرلمان بأن تسند إليه حقيبة أساسية.

إقرأ ايضًا: فيتو حزب الله ضد القوات لأنها رسخت الجمهورية القوية
وأضافت أن فرنجية لم يسمِّ في المشاورات الحقيبة التي يريدها مكتفياً بتأكيد أنه يريد أن يتمثل بواحدة أساسية وهذا ما استجاب له الحريري بإسناد حقيبة التربية للوزير الذي يختاره زعيم «المردة».
كذلك، تقول مصادر عاملة على خط التأليف لصحيفة الجمهورية، إنّ مساعٍ تجري بعيداً من الأضواء لتهدئة الأجواء، وربّما أفضَت هذه المساعي للعودة إلى التشكيلة الثلاثينية التي تُرَحرح الجميع ويمكن مِن خلالها حلُّ عقدتَي الوزيرَين الشيعي والسنّي الكامنة في الحصة التي يريدها رئيس الجمهورية. وعندها يُصار إلى توزير فرنجية أو مَن يمثّله ضمن الحصة المارونية التي تصبح 6 وزراء، ويكون البديل للوزير الشيعي لعون النائب أسعد حردان ممثّلاً للحزب القومي، وكذلك الأمر بالنسبة للوزير السنّي الذي يكون مقابله غطاس خوري. وتؤكّد هذه المصادر أنّ الأمر مرهون بمدى قبول رئيس الجمهورية بهذا الطرح الثلاثيني، فإذا حسَمته الاتصالات، يمكن توقّع الولادة الحكومية في أيّ وقت قبل الاستقلال.

السابق
«هنري كيسنجر» لا تظلموا ترامب.. واختباره سيبدأ قريبا
التالي
ثورة… كالسورية في جبال اليمن