بري لسعد الحريري: «لن أستقبلك فلا ترشّح ميشال عون !»..

تساؤلات كثيرة طفت على السطح، وسط تسارع مفاجئ للتطورات والأحداث التي أفضت الى ان المسار الرئاسي سلك طريقه، في وقت تتجه الأنظار إلى ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري، وما سيلي هذا الإعلان من حراك منتظر، وتشكيل جبهة معارضة ضد انتخاب عون، يكون الرئيس بري على رأسها.

يبدو أن الرئيس سعد الحريري قد اتّخذ قراره، لكن ماذا بعد إعلان ترشيحَ العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية؟ كيف سيكون مشهد البلد؟ مع ارتفاع المتاريس السياسية بين ضفّتَي المؤيّدين والمعارضين لترشيح عون؟  هل سينجح حزب الله في التقريب بين حليفَيه عون والرئيس نبيه؟

إلا أن المعلومات تشير أن الحريري لن يعلن اليوم تبنّي ترشيح عون وأرجأه إلى مساء غد الخميس،  سيما أنه اليوم الأربعاء يصادف ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن، وبالتالي فإن رئيس “المستقبل” قد يفضّل تجنّب المجاهرة بقراره في هذا التوقيت.  ويرجّح ان يزور عون “بيت الوسط”، ومن ثمّ يعلن الحريري امام كتلة “المستقبل” الترشيحَ مباشرةً في حضور عون.

في هذه المرحلة يواجه الحريري عدة محاذير سيما أوّلاً، مع بدأ تشكيل جبهة معارضة ضد انتخاب عون، وهذا ما عكسَه موقف للرئيس فؤاد السنيورة أمس قال فيه: “لست قائد الجبهة ضد وصول العماد عون إلى الرئاسة”، ما يؤكّد وجود مثل هذه الجبهة، إضافة إلى  تمسّك رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بترشيحه .

اقرا ايضًا: «سيناريو» ما بعد ترشيح الحريري لعون..

هذا عدا عن  موقف لوزير المال علي حسن خليل أكثر وضوحاً، قال فيه: “إنّنا سنشارك في جلسة انتخاب الرئيس وسنصوّت ضد العماد ميشال عون وسنذهب الى المعارضة وسيكون الرئيس نبيه بري أولَ من يهنّئه بالفوز. وفي هذا الكلام تحذير من صراع مذهبيّ استدرج ردّاً قاسياً من تكتّل “التغيير والإصلاح” ما قد يحمل “حزب الله” إلى التدخّل لرأب هذا الصدع الخطير. ناهيك  عما أعربَ عنه رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط بتغريدة عبر “تويتر” لمّح فيها إلى انّ أصوات كتلته قد لا تصبّ في مصلحة عون وحده، معتبراً “أنّها كتلة نيابية متنوّعة من حزبيين ومستقلين وأصدقاء، لها رأيها إلى جانب رأي رئيسها”.

اقرا ايضً: أمل تحذر حزب الله من عودة الثنائية المارونية – السنية

والأهم رفض بري أمس استقبال الحريري، إذ تم التداول أمس أن الأخير طلب موعداً للقاء بري، فقبل الأخير. لكن بعد وقت قصير، وصلت إلى رئيس تيار المستقبل رسالة من رئيس المجلس النيابي تقول: “إذا كنت تريد أن تبلغني أنك سترشّح عون، فلا داعي للقائنا. استقبِل علي (حسن خليل) لتناقشه بما تشاء”. وبالفعل، زار خليل الحريري، وسمع منه تأكيداً لنيته ترشيح عون، أما خليل،  فوجه رسالة وصفت بالساخنة والعاتبة من الرئيس برّي فقال للحريري: “أنت تقوم بخطوة في المجهول؛ فلا السعودية موافقة، ولا الفرنسيون ولا الأميركيون”.  وأكد الفراق في مرحلة ما بعد انتخاب عون رئيساً، من خلال تحول الرئيس برّي من الموالاة إلى المعارضة، ونفض يده من أي اسهام في تشكيل حكومة يرأسها الرئيس الحريري، ساحباً ما سبق واعلنه من انه مع رئيس “تيار المستقبل” ظالماً كان أو مظلوماً.

ووصفت الرسالة التي نقلها خليل إلى الحريري اقدام الأخير على ترشيح عون بأنه “طعنة في الظهر للرئيس برّي وكتلة التنمية والتحرير التي قررت بكامل نوابها ألا تصوت للنائب عون بل ضده جهاراً نهارا”ً.

بهذا المعنى، يوحي بري، بأن سلّة التفاهمات الوطنية التي اقترحها كانت ستسمح بإنجاز تسوية شاملة بكلفة مقبولة على اساس “سعر الجملة”، أما وأن هذه السلة رُفضت، فان مضمونها بات سيُناقش بـ “المفرق” وعلى “القطعة”، الامر الذي يعني ارتفاع “السعر السياسي” لكل بند من بنودها.

السابق
بالصوت.. زياد الأسود لمناصري التيار: حضروا اليافطات لفخامة الرئيس
التالي
معركة «الممر الشيعي»