السعودية تخلّت عن لبنان فوقع الحريري في فخ الإغراء العوني

ساخر الواقع السياسي كما العنوان، فأمس طالعنا وزير الخارجية جبران باسيل بآيات المديح والغزل بالحريري والسنّة واعتدالهم، ومن قبله استفاض الجنرال ميشال عون في التأكيد على حيثية الشريك السياسي وعلى أهمية طائفته كعنصر لبناني أساسي لا قيامة للوطن إلا بوجوده.

كلام يناقض لسان حال قائليه، فالأوّل أي (الصهر)، كان منذ مدة ليست ببعيدة قد وصل لنتيجة أنّه لا يمكن له العيش مع الآخر ويقصد به المسلم، بينما الثاني أي (العم) فهو لا يرى في السنّة الذين يمثلهم الحريري إلا دواعش، فيما الحريري نفسه بالنسبة إليه “فاسد” وقد سبق وقطع له (واي واي تكت).

أما مناصريه، فقد اقدموا منذ عام أو أكثر على استبدال علم المستقبل بـ راية  “الدولة الإسلامية إمارة لبنان”، كما قاموا بالدعس عليها  بأقدامهم تحقيراً للتيار!

ما استعرضناه أعلاه، هو فصل من الفصول العونية، وليس تجنياً، بل كل ما تمّ ذكره هو موثق بالصوت والصورة، إلا أنّ اللافت بعد كل ذلك هو الرئيس سعد الحريري الذي لم يلقَ إطلالتي غزل حتى أكدت الوسائل الإعلامية أنّه سوف يرشح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.

يقال في الصالونات السياسية أنّ الحريري طلب ضمانات من ميشال عون، ولعلّ الأخير قدمها إليه (وحبة مسك) فالأهم بعبدا، في حين تهمس الصحف إلى أنّ السعودية تركت الخيار للحريري وهذا إن صحّ فمعناه أنّها قد نأت عن لبنان إلى ما لا رجوع.

ولكن لننظر إلى الترشيح بعين المنطق وفعالية الضمانات، فالحريري سوف ينهي الفراغ ولكنه لن ينقذ البلد فذراع المحور الإيراني لن يمثل إليه شعار “لبنان أولاً” سوى تغنيات صوتية لإثارة الشعب.
أما الضمانات التي طلبها الحريري من عون، ومهما كانت تطميناتها، لن تكون شيئاً بميزان الرئيس الوافد، فالجنرال الذي هرب إلى السفارة الفرنسية، لن يقف مع الحريري ضد القمصان السود، أو ينقلب عليه أو لنبحث عنه في إحدى السفارات القريبة من بعبدا.

ترشيح عون خطيئة، وما يتم تداوله الإعلام إن صحّ، لم يبقى لمناصري المستقبل الأوفياء سوى الترحم على الحريرية السياسية وعلى الأحياء فيها قبل الأموات.

السابق
عون: السعودية تركت الخيار للرئيس الحريري
التالي
الأمم المتحدة تطعم أهل الزبداني ما يمنع على الحيوان