نشطاء شيعة ردا على نصرالله: التطبير أشرف من القتال في سوريا!

عاشوراء
كلام حق يراد به باطل هو ما تفوّه به امس أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فانتقاد التطبير والمبالغة في احياء مراسم عاشوراء هو كلام حق، أما الباطل فكان في دعوته للشباب ان يستعيضوا عن التطبير بالقتال في سوريا والموت في سبيل الدفاع عن المقامات، وهو المنطق التضليلي المستخدم من أجل الدفاع عن نظام بشار الأسد، كما هو معروف.

وجّه السيد حسن نصرالله أمس انتقادات اللاذعة للشيرازيين وما يقومون به من شعائر مبتدعة حسب قوله، وقال: «إنه لمحزن ومخجل ما يقوم به جماعة ما في مكان ما “كربلاء”، وأضاف يا أخي أنتم المتحمسون لهذه الشعيرة وتلك الشعيرة لماذا لا نجدكم في أماكن الدفاع عن الحسين وآل بيت الحسين أي في سوريا الأسد، لماذا يصرّ البعض أن ينزف دمه في مكان فيه نقاش موضوع التطبير وغير التطبير، ولكن أين كان هؤلاء وغير هؤلاء عندما كان المسلمون وغير المسلمين والعتبات المقدسة والشيعة والتشيّع وعتبات أهل البيت والحوزرات العلمية وتراث أهل البيت بخطر، “جايين يخدونا على عالم آخر”، وصلنا إلى مكان معيب ومؤلم جداً».

اقرأ أيضاً: التطبير من وجهتي نظر شيعيتين توهين أم تعزيز؟

مناصرو حركة أمل والشيرازيون، الذين ينجذبون إلى المرجعية في العراق بدل إيران، يبدو ان كلام نصرالله استفزّهم واعتبروه تضليليا، وانه شتان ما بين شعائر حسينية موجودة منذ مئات السنين وهي موضوع نقاش فقهي وشرعي، وما بين دعوته للتحريض للقتال في سوريا من أجل الموت في سبيل نظام الأسد وسوريا وإيران.
نعم التطبير، معيب وقد يكون محرما، برأي عقلاء الشيعة، ولكن يبقى أرحم بكثير من “الذهاب إلى بلاد لا نعرفها لنقاتل ونموت دون أسباب موجبة” كما قال هؤلاء الناشطون ، وفقط لأن الماكينة الإيرانية السياسية تريد هذا وتحت راية الدفاع عن المقامات، والتصوير أن الشيعة في خطر محدق، فهل يجوز للسيد حسن نصرالله أن يدعو إلى قتل الشباب في سوريا بدلا من إحياء شعائر حسينية وطقوس مبالغ فيها موجودة قبل أن يولد هو في العراق والنبطية وغيرها، ويسال فيها دم  غير مؤذٍ وبريء من الأحقاد ومن من أية مشاريع سياسية إقليمية؟

الـ”قلوب مليانة” من قبل أنصار حركة أمل، فما إن أقدم نصرالله وطرح هذا الكلام المهين بحق المطبرين والذي يحرّض الشباب على الذهاب للقتال في سوريا، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالاستنكار والدفاع عن شعائر التطبير التاريخية للتأسّي على الإمام الحسين، والدفاع عن حركة أمل وخطها، الذين اعتبروا أنهم بذلوا الغالي والنفيس لبقاء الشيعة وخط الإمام الحسين…

وقال ميثم المصري: ” لطالما طبر المطبرون بصمت! إيماناً منهم بأن المواساة لا تحتاج إلى كثير كلام.. ولطالما تجرعوا الغصص مما يسمعونه من (بعض) أبناء مذهبهم.. من تخوين وطعن وافتراء واتهام !
ولطالما كانوا دعاة الوحدة والحوار بالتي هي أحسن، مع أن القامات(السيوف) في أيديهم لا يضربون بها إلا رؤوسهم مواساة لسيد الشهداء”..

 

وتابع المصري:”لكن..لما صدر التجريح والطعن فيهم من رموزٍ سياسية شيعية.. كان لا بدّ من الجواب..

وكما لم يكن الصمت ضعفاً في يوم من الأيام بل درءً للفتنة..

فليس في الجواب اليوم تعدٍ على الآخرين.. بل بيان الحق لا أكثر”..

وأضاف “قلنا لهم:إن لم تريدونا إخوة لكم فإنا إخوة لكم شئتم أم أبيتم.. حتى لو خالفتم منهج آل محمد وأثرتم التفرقة بين المؤمنين..

لكم رأيكم ولنا رأينا..

لا تريدون بعض الشعائر.. لم يجبركم أحد عليها..

ولن نسمح لأحد أن يلزمنا برأيه..

لن نقبل أن يفرض أي رأي علينا من أي رمز مهما علا شأنه في السياسة..

لا تقولوا: السيد الخميني حرم والسيد السيستاني حرم..

هذا كذب وافتراء أو اشتباه.. نعرف رأي مراجعنا أكثر مما تعرفون..

بل إنكم من لا يعرف رأي مراجعه..

السيد الخميني يحرم إثارة الفتنة ويحرم الافتراء على الآخرين ويحرم الإساءة للمؤمنين ويحرم الطعن بالعلماء فكفوا عن ذلك أو لا تنتسبوا إليه.

آثرنا الصمت كثيراً.. وسنعود إليه إلا أن عاد الاستفزاز ورأينا جهلاً لا بد من رفعه.. وطعناً لا بد من ردّه..

ولسنا ممن (لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه)!

وليس فيما نقوله مخالفة لنهج الحسين.. بل دعوة للإصلاح في هذه الأمة..

فكفوا ألسنتكم وكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون!”

وأضاف مصري: “دماؤنا كرمى لعيون السوري والروسي دون الحسين”!

وفي مقابلة بين المنطقين عرض  المصري ما قاله نصرالله:

“قال السيد نصر الله: لماذا يصر البعض أن ينزف دمه في مكان (فيه نقاش) موضوع التطبير وغيره!!
قلنا:أنكروا علينا نزف دمنا على الحسين !
ونزفت دماؤهم في حلب وأنحاء الشام !
إن كان في التطبير (نقاش) ففي سفك الدماء حرمة مؤكدة!
وإن كان في الشعائر الدينية (نقاش) ففي الشعائر (السياسة) حرمة مؤكدة!

اقرأ أيضاً: كل الدول التي تتباكى على الحسين ينخرها الفساد

وختم المصري ساخرا: فلتسل دماء شبابنا قتلى كرمى لعيون روسيا وسوريا، ويحرم أن تسيل دماؤنا جرحى كرمى لعيون (شعائر الحسين)!

كما علّق ناشطون من حركة أمل على كلام نصرالله على “فيسبوك” جاء فيها:

السابق
علي الأمين: وئام وهاب أحد رموز الممانعة وسرايا التوحيد استعراض!
التالي
راشد فايد: سرايا التوحيد نوع من القمصان السود وهل المستهدف منها وليد جنبلاط؟