هل تستطيع هيلاري كلينتون تنفيذ وعودها في سوريا؟

كررت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وعدها بتأسيس منطقة آمنة ومنطقة حظر جوي في سوريا في مناظرتها أول أمس، حمل موقفها هذا إنتقادات لاذعة إلى سياسة الرئيس الاميركي باراك أوباما وتردده في إتخاذ قرارات حازمة بالنسبة للحرب السورية. فهل كلينتون قادرة على تحقيق وعدها؟

في مقابلة اجرتها جنوبية مع المحلل السياسي “محمد عقل” رأى ان الخيارات الاميركية أمام تقدّم الروس في خطواتهم تجاه سوريا يجعلها بطيئة في إتخاذ الخيار المناسب حالياً، إلا ان الخيارات الأميركية اصبحت ضرورية بعد تجاوز روسيا الخطوط الحمراء في الصراع السوري وسعيها إلى تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية لها، خصوصاً بعد إعلانها ليلة الأمس الإستعداد لنشر منظومة جوية دائمة فوق الأراضي السورية.

اميركا

 

في حال وصول كلينتون للبيت الأبيض هل ستتدخل عسكرياً في سوريا؟

 

ـ يتوقف تدخل إدارة كلينتون عند تحوليين أساسيان جعلا الدفع بالزخم العسكري قراراً حتمياً مع العلم ان شكل التدخل وآلية عمله مازالت غير واضحة. أولاً أميركا فقدت الثقة بالقوى المعارضة المقاتلة على الأرض، وتفهم تماماً ان خطوط إلتقاء القوى المعارضة المعتدلة والمتشددة بات واضحاً. اليوم أعلنت المعارضة ان مقاتلي فتح الشام هم سوريين وهذه إشارة خطيرة ودليل عدم نضج في الوقت الحالي من قبل الفصائل المعارضة في وقت يتحدث الخبراء العسكريين عن إمكانية تقديم دعم عسكري أميركي لهم لمواجهة الهجمة الروسية  والنظام السوري عليهم.

 

إقرأ أيضاً: اتفاق أمريكي – روسي على سوريا.. ومباركة بشار الأسد!

كذلك فإن روسيا هي من انهت خريطة الشرق الأوسط وبناءه السياسي المعروف لعقود من الزمن. وأعتقد ان البحث في الاوساط المؤثرة في اميركا يدور حول هوية سوريا الجديدة، بحيث لا يمكن ان تكون سوريا قاعدة متقدمة روسية تتخذ من خطاب العداء ضد اميركا كينونة لها. روسيا تجاوزت كثيرا خطوط اللعبة الدموية بعد ان عولت اميركا وبارك وزير الخارجية الاميركي التدخل الروسي في بدايته ودعمه لأنهم كانوا يظنون أن الروس سيضعون حد للصراع ويأخذون قطعة من قالب الحلوة السوري.

 

 

ماذا سيترتب نتائج على إقامة منطقة امنة سورية؟

ـ الروس يسيطرون على قرارات منطقة الساحل السوري، وهو ما يسمى بسوريا المفيدة، اما المنطقة الامنة سيكون التوازن الروسي – الاميركي، صار ضرورياً او حتمياً دخول اميركا إلى لعبة الحرب على شكل اذرع تتحرك من خلف الستار. لقد تمكن في منتصف العام الحالي الأتراك التقدم في مناطق شمال حلب، مما يجعل سعي اميركا لتأمين هذه المنطقة مع حظر جوي شبه منجز وسيسمح لها بتطويق وتطويع مناطق النظام الساحلية، بالإضافة إلى ان الحضور الاميركي قد يضع حداً للنزاع الكردي – التركي او تخديره. بالإضافة الى ذلك فإن المنطقة الأمنة سيبعد عقدة الذنب عن أميركا، لأنها ستكون منطقة مفتوحة للاجئين السوريين، وبالتالي إمكانية عودة اللاجئين السوريين وسيستفيد الأوروبيين من الخطوة لإعادة فائض اللاجئين إلى أراضيهم لأن من شروط المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة ان يعودوا الى مناطق امنة. وحل نقط الخلاف الاميركية – الاوربية المتعلقة باللاجئين في ظل تدعي وضع أوروبا في خطاباتها السياسية والإجتماعية بسببها.

 

إقرأ أيضاً: زيارة ولايتي لسوريا.. تكامل اقتصادي وإسقاط لمشاريع أمريكا

 

هل روسيا قادرة على عرقلة تنفيذ المنطقة الامنة في حال اخذ قرار جدي لإنشاءها؟

ـ روسيا إكتسبت الكثير من الأعداء في مدة زمنية ضئيلة جداً. ولكن حالياً نلاحظ انها تكثف انتشارها العسكري بمحيط شمال سوريا التي دخل عليها الأتراك، هذه المنطقة هي نواة المنطقة الامنة التي يتحدث عنها الاميركيين لكنها للآن لم تعلن  امنة ومحظورة جوياً لأن تبيعات الامور تحتاج فترة لتباحثها في الأروقة الاميركية كما ان داعش يسيطر على أجزاء منها. ولكن، التصعيد الفرنسي من جهة والكلام الهجومي من قبل بريطانيا من جهة اخرى ضد روسيا، ولا يغيب ان هذه الدول أساسية في مجلس الأمن فهما يقفان في صف اميركا وينتظران المبادرة الاميركية لتطبيق الخطوات العسكرية، وفي حال أنشأت المنطقة الأمنية فإن ذلك سيلقى دعم دولي لأنها تحمل طابعاً إنسانياً أكثر منه عسكرياً.

 

 

ألا تعتقد ان خيار المنطقة الامنة او دعم المعارضة بالسلاح هو خيار الحرب المفتوحة والطويلة الامد؟

ـ قرأت الكثير من الكلام عن خيار الحرب العالمية الثالثة، الكلام هذا عاطفي لأن الدول تبني سياساتها على إستراتجيات ومصالح رغم التأزم الذي قد يبلغ ذروة مخيفة بينهما. كلا الطرفين يسعيان لشيء ما، ربما تهدئة النزاع. أميركا بحاجة إلى ذلك لأن روسيا تتورط وبدأت تورط معها العالم. حدود الصراع السوري إقليمي تنجرف معه بعض التلميحات الدولية، لذلك نجد ان الايدي الاميركية خارج نيران الصراع. بما معناه ان اميركا تشعر بإستنزاف النظام وحلفاءه ومن بينهم روسيا ويمكن التعويل على هذا الإستنزاف في مستقبل الصراع السوري رغم تعنت روسيا والنظام في قرارات الحرب والتسويات.

 

 

اليوم، توحد جند الاقصى مع فتح الشام (القاعدة). في حال كان الخيار دعماً للمعارضة، هل تثق اميركا فعلياً بالقوى المقاتلة على الأرض؟

 

ـ هذه مشكلة اساسية تواجهها اميركا وقد تكون “العصي في دواليبها” غير ان هذا لن يجعلها مترددة هذه المرة في تقديم دعمها للفصائل المثبت انها معتدلة وعلى قدر مهم من المسؤولية والثقة. يوجد عدة جهات سورية معارضة على خلاف افقي وعامودي مع المتشددين من بينهما الفرقة 13 للجيش السوري الحر وفصائل اخرى. فاليوم مثلاً أكد الجيش الحر امرين ان مقاتلي فتح الشام سوريين، والنقطة الاهم جاءت في القسم الثاني لبيان المعارضة حين قالت أنها هي من يسيطر على الأرض الواقعة تحت نفوذها، بما معناه لجم دور المعارضة المتشددة والقول لأميركا انه بإمكانها كمعارضة معتدلة اخذ المبادرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

السابق
ليندسي لوهان فاجأت جمهورها… بالحجاب!
التالي
M media تعلن عن اطلاق «فيلم أميركي طويل»