بعد “بالنسبة لبكرا، شو؟”، ها هي “فيلم أميركي طويل” لزياد الرحباني تتحوّل الى شريط سينمائي من إنتاج Mercury وبمبادرة من M (m.media) المسرحية التي عُرضت عام 1980، وافق زياد على نشر المقاطع المصوّرة منها، بعد سنوات من المفاوضات. فهذه المشاهد قامت الراحلة ليال الرحباني بتصويرها آنذاك مستخدمةً كاميرا Super 8 ، ولم يكن مقرراً عرضها أبداً.
اقرأ أيضاً: زياد الرحباني سيعرض «فيلم أميركي طويل»
يحمل هذا الشريط طابعاً توثيقياً، بالتالي، قد تشوبه بعض الثغرات رغم الإنجازات التي تحققت في عملية الترميم التي استمرت أكثر من سنتَين، قبل إنجاز المونتاج النهائي. مع الإشارة الى ان “فيلم أميركي طويل” يتمتع بنوعية جيدة، صوتاً (enhanced surround 5.1) وصورة.
تتناول مسرحية ”فيلم أميركي طويل“ الحرب الأهلية اللبنانية في سنواتها الأولى العبثية والقاسية وتعكس صورة عن مجتمعنا من خلال حالات ”غير طبيعية“ أفرزتها الحرب بشكل مباشر. تجري أحداث ”فيلم أميركي طويل“ في مستشفى للأمراض العقلية، حيث تعالَج مجموعة أشخاص يعانون اضطرابات عصبية، مثل انفصام الشخصية، الصدمة النفسية، الطائفية المفرطة، رُهاب الميليشيات والفلتان الأمني… بالإضافة إلى الإدمان على المخدّرات. هكذا، يمرّ العلاج بمراحل عدّة لمحاولة إعادة دمْج المرضى في المجتمع الذي يُعتبر ”طبيعياً“. تفشل جميع طرق العلاج التقليدية، وصولاً إلى علاج المجموعة الذي يفضح النوايا المبيَّتة لدى الطاقم الطبّي، ما يهدِّد بفقدان السيطرة الكاملة على الأمور. هنا يتم اللجوء إلى الحلّ الجذري الذي يُترَك للمُشاهد استنتاج نتائجه في ختام المسرحية.
تتمتع مسرحية”فيلم أميركي طويل” بقيمة فنية عالية في ذاكرتنا الشعبية وإرثنا الثقافي العام، هذا ما دفع M إلى تحويلها من عملٍ مسرحي الى شريط سينمائي، إذ أُنشئت هذه الشركة لتكون منصّة تقدّم محتوى رقمياً مميّزاً على الصعيدّين المحلّي والإقليمي، ولتكون مساحة غير تقليدية تجمع الثقافة بالترفيه.
يُعرض الفيلم ابتداءً من 20 تشرين الأول 2016 في معظم صالات السينما وفي مختلف المناطق اللبنانية. وسيتمكّن الجمهور لاحقاً من مشاهدة ”فيلم أميركي طويل“ و”بالنسبة لبكرا، شو؟“، بالإضافة إلى إنتاجات أخرى على الموقع الإلكتروني لـM.
