انسداد في الأفق الرئاسي.. وملامح توحي بانفجار قريب؟

لا توحي الأجواء العامة بايجابيات قريبة في الملف الابرز وهو رئاسة الجمهورية، بل على العكس عمّ لبنان هدوء سياسي وصمت مطبق على خط الملف الرئاسي، خَرقه موقف تصعيدي جديد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حافظ فيه على النبرة التي أرساها في عظة الأحد الماضي، خلافاً للمناخ الإيجابي الذي شاعَ على خط عين التينة ـ بكركي أخيراً.

تشتد ازمة الملف الرئاسي دون أي مؤشر للانفراج ما ينذر بإنفجار تصيب شظاياه الجميع، وبانتظار نتائج الجولات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري في الداخل والخارج، كان اللافت لقاء جمع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس فؤاد السنيورة طرحوا فيه الكثير من الاسئلة عن مبادرة الحريري والمضي بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة. وربما استدعي بعض منهم الى عواصم بلاده للتشاور في الخطوة وما يمكن ان تؤدي اليها.

من جهة اخرى، توقفت مصادر سياسية أمام ما أشيع أخيراً حول تفاهم السيد نادر الحريري مع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل على سلة تفاهمات سياسية تقوم على انتخاب عون رئيساً للجمهورية. واستغربت ما أشيع عن وجود تفاهم سياسي يتعلق بتوزيع الحقائب أكانت سيادية أم خدماتية، وبتعيين قائد جديد للجيش اللبناني خلفاً للحالي العماد جان قهوجي. وسألت من باب الاستخفاف بالترويج لهذا التفاهم. ورأت المصادر” أن الجهات السياسية التي تروج لحصول مثل هذا التفاهم وهي متعددة الانتماءات، تسعى لاستحضار الذرائع لنسف أي محاولة لإنهاء الشغور الرئاسي في محاولة لتبرير عدم جاهزيتها لاعتبارات خارجية لانتخاب الرئيس.

اقرا ايضًا: علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون

“التيار العوني”: أنجزنا تفاهمات لا صفقات

وفي هذا السياق، علّق رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ “من اعتاد أن يزحف ليكون رئيساً للجمهورية، لن يرانا زاحفين ولا راكعين بل واقفين ورأسنا الى الأعلى”. وقال :” كل من يحاول ان يسوّق اننا أجرينا صفقات واتفاقات على حساب أحد، نقول له: إننا لم نُجر أيّ صفقات، نحن أجرينا تفاهمات لنستردّ فيها دورنا وحقّنا وموقعنا في الدولة ولنحفظ فيها حق الجميع ودورهم وموقعهم في الدولة. هذا هو الإطار الذي نعمل فيه ونحصّن الجمهورية ونحافظ عليها”.

اقرا ايضًا: ورقة عون الرئاسية تحترق.. مَن هو الخيار الثالث؟

الراعي يصعّد .. ويواصل رفض الشروط

إلا أن ما يزيد الأمور تعثرا اعتماد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة أمس، النبرة عالية كالنبرة التي كان قد أرساها في عظة الأحد الماضي، فأكّد على ما ورد في عظة الأحد الماضي ونداء المطارنة الموارنة، واعتبر أنّ “المواضيع التي طرحت على طاولة الحوار، أو في لقاءات ثنائية، على أهميتها، لا يمكن أن تكون ممراً إلزامياً لانتخاب الرئيس أو شروطاً أو قيوداً على المرشّح أو على الرئيس المنتخب، لكونها تخالف الدستور نصّاً وروحاً”. مسائلا: “لماذا السرية في المبادرات؟ فليدل كل فريق بما لديه”.

وقالت أوساط كنسيّة إنّ الراعي “يحاول الدفع لإتمام الإستحقاق الرئاسي وذلك عبر وضع كل الأفرقاء امام مسؤولياتهم، ويستند في خطابه الى الدستور، ويحضّ كل مرشّح للضغط على حلفائه أولاً او من يتبنّى ترشيحه ثانياً لإعلان موقف علني، وذلك لِيتّضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويظهر موقف كل فريق على حقيقته”.

ورأى متابعون في مضمون كلام البطريرك عن رئيس حكم وليس طرفاً محاولة لفتح الباب على اسماء اخرى اذا فشلت المساعي الحالية. وتوقع المتابعون عقد لقاء قريب للراعي وعون.

السابق
ما السر الذي بين برّي وجعجع؟
التالي
من فجّر عزاء صنعاء؟