الرقابة اللبنانية على الأفلام: عين حزب الله الساهرة!

أثارت قضية منع ثلاثة أفلام من العرض في مهرجان بيروت الدولي للسينما بدورته الـ16 حفيظة العديد من الإعلاميين والنقاد، هذا المهرجان الذي افتتح في السادس من تشرين الاول ويستمر حتى الثالث عشر منه.

الأفلام الثلاثة التي منعتها الرقابة هي “أمور شخصية” – للمخرجة الفلسطينية مها حاج، “كأس العالم” – للأخوين ملص، شارع زايندا – للمخرج الإيراني المعارض محسن مخملباف.
إدارة المهرجان تأسفت من جهتها هذا المنع معلقة في بيان لها ” نأسف لاقحام الاعتبارات السياسية في الثقافة والفن، وللتعاطي مع الأعمال الثقافية والفنية من خلال نظرة ضيّقة، ووفق لغة خشبية”.
وبحسب المعطيات فإنّ أسباب المنع هي سياسية ولكون هذه الأفلام تمس ببعض الأحزاب وبإيران، ولنكن أكثر دقة لأنها لا تناسب نظرة حزب الله.

قرار المنع اصطدم بالعديد من المواقف منها ما قاله الصحافي حازم الأمين الذي اعتبر في تدوينة فيسبوكية أنّ “الرقيب اللبناني صار شرطيا لدى حزب الله. فمنع الافلام السورية والفلسطينية والايرانية تم بسبب عدم انسجامها مع ما يرغب حزب الله لنا ان نشاهده”.
مضيفاً “لا شيء اوضح من هذه الخطوة يصور حقيقة اننا اصبحنا نعيش في دولة حزب الله. فالاخير لم يوح للامن العام بضرورة المنع، لكن الاخير قدر لوحده الموقف واقدم على المنع. على هذا النحو تعمل مؤسسات الاستبداد في جمهورية الخوف”.

مهرجان

بدورها أعربت الكاتبة السورية ديمة ونوس عن موقفها في موقع جيرون، إذ اعتبرت أنّ الأقدار في لبنان منعتها من شهادة هذه الأفلام ملخصة الصورة بأنّ “الأقدار هي مشيئة “حزب الله، ومن يقف في صفّه وإلى جانبه وتحت جناحيه، الآخذين في التمدّد والتسلّل إلى عمارات الساكنين هنا وبيوتهم”.

إقرأ أيضاً: الفيحاء تستعيد نيسانها بـ «مهرجان الأفلام»: طرابلس ليست حربًا

متابعة أنّ “الأمن العام موظّف عند الحزب، ورقيب على ما يُعكّر صفوه؛ فسورية الدولة هي “سورية الأسد” فحسب، وإيران الدولة هي “ولاية الفقيه” فحسب، وفلسطين هي “فلسطينه المحتلة” التي لم تتحرّر بعد”.

واختضرت ونوس المنع بأنّه ” دعوى للمخرجين العرب لإنتاج نسختين من أفلامهم، واحدة للعالم، وأخرى لمن يعيش في بلاد الخوف والرعب و”المقاومة”..

الكاتب الصحافي عقل عويط عبر من جهته عن هذه السوداوية بمقال كتبه في جريدة النهار مطالباً بتوقيف المهرجان بعد هذه الإهانة، إذ قال “لو كنتُ مكان إدارة المهرجان، لدعوتُها على الفور إلى عدم الاكتفاء بـ”تبلّغ القرار”، بل إلى اتخاذ قرار مضاد يقضي بإلغاء المهرجان عن بكرة أبيه، أياً تكن النتائج المترتبة على هذا الموقف المبدئي.”.

إقرأ أيضاً: الرقيب اللبناني صار شرطيا عند حزب الله

يبقى أنّ كل شيء هو رهن حزب الله في دويلة حزب الله، اليوم الرقابة تستجيب لإيديولوجيته، ليفرض علينا ماذا نشاهد، غداً لربما يفرض على أقلامنا قيوداً، حزب الله الذي يرى سوريا بشار وإيران الخامنئي وفلسطين بطريق القدس الضائع، يحركنا جميعاً … ونحن جميعاً حجارة شطرنج على رقعته.

السابق
فضل الله: لولا ذهاب حزب الله إلى سوريا لرأينا نساء مسبيات وحسينيات مهدمة
التالي
زمن الوصاية الشيعية على لبنان