رسالة الحسين لشيعته والمسلمين من ساحة كربلاء .. حذار من الحسين الدجال!!

إن أهم إنجاز حققه الإمام الحسين (ع) في كربلاء -بنفسه ونسائه وأطفاله- هو فضحه لإسلام مزيف كان يزيد بن معاوية يسعى لاستكمال نشره بعدما كان من سبقه من حكام (باستثناء حكومة الإمام علي ع) قد أسسوا له أساس ذلك .

فبعد حرمان أمير المؤمنين من استلام الخلافة بعد النبي (ص)، وبعد أن تلبس هؤلاء المغتصبون للخلافة بلباس الدين على مدى أكثر من 24 سنة . وبعد ان استلم أمير المؤمنين زمام السلطة ووجد المسلمين قد اعتادوا على شريعة لم ينزل الله تعالى بها سلطانا، وبعد استشهاد أمير المؤمنين وإبعاد الإمام الحسن (ع) عن الحكم مجددا كما فعلوا بأبيه، ثم استلام معاوية للحكم وبدء تنفيذ المرحلة الأخيرة من القضاء على الإسلام الصحيح عبر ممارسات قام بها معاوية، حيث حارب الدين وأهله بلباس الدين نفسه . بعد كل ذلك، لم يكن بدا للإمام الحسن إلا مصالحة معاوية بسبب قلة الناصر وتظاهر معاوية بالدين، ما جعل المسلمين في شبهة دفعتهم للإبتعاد عن النزاع بين الحسن (ع) ومعاوية، مما دفع بمعاوية لاستلام الحكم عبر بثه للسفهاء الأراذل الذين لم يبقوا ذا فضيلة إلا آذوه، شتما أو قتلا أو تشريدا . ما دفع بهؤلاء الطيبين إلى “خطأ” الإعتزال الذي أعطى معاوية دفعا قويا للإستفراد بالحكم وتصفية أهل الحق واحدا بعد آخر، حتى وصل الأمر ليزيد الذي تظاهر بالفسق والمجون، فترك الصلاة وشرب الخمر وزنا بمحارمه وقتل النفس المحترمة جهارا نهارا وبكل وقاحة، من دون أن يزين هذه الأعمال الشنيعة بزينة الإسلام كما كان يفعل أبوه ومن سبقه من حكام الجور !!

وهنا وجد الحسين (ع) أن ظروف المعركة من الناحية الإعلامية والتعبوية في صالح مشروع الإستنهاض المحمدي، حيث لم يكن لأحد من المسلمين -الذين يدينون ولو ظاهرا بشريعة الإسلام- أي مبرر “ديني” لنصرة يزيد وخذلان الحسين (ع) كما كان الحال مع من سبق يزيد من حكام . وقد أدخل الإمام الحسين (ع) إلى معركته -ضد الباطل اليزيدي- أهل بيته من نساء وأطفال، ليظهر للمسلمين جميعا أن يزيد “المدعي للخلافة” ليس بمسلم فضلا عن أن يكون أهلا للخلافة . فوقع يزيد في فخ الحسين (ع)، فقتله وسبى نسائه وأطفاله في البلاد جهارا نهارا، وهم المعروفون بين المسلمين أنهم “بقية الله ورسوله” بينهم !!

وهنا، ورغم أن الحسين (ع) قد خسر المعركة عسكريا، لكنه ربح الحرب وعلى طول المدى، وذلك من خلال كشف حقيقة الإمبراطور يزيد المتزين بزي الدين وأهدافه الشيطانية !!

إقرأ أيضاً: عاشوراء نحر الرؤوس
وبما أن صراع الحق والباطل مستمر، وبما أن الباطل دنيء وخبيث، لدرجة أنه يستعمل نفس مظاهر الدين وشعاراته وسيفه للفتك بالدين وأهله أنفسهما ، فيجب علينا -إن كنا حقا عاشورائيون– أن نتعلم أن أهم وسيلة لهزيمة الباطل هو كشف زيفه أمام الفطرة البشرية التي فطر الله الناس جميعا عليها، والتي ترفض الظلم والشرور وتحن إلى العدل والخير .

إن ما نراه اليوم من ظلم وفسق وفجور من قبل المدعين للتدين، هو حالة يزيدية، وهي حالة تقاتل الحسينيين بإسم الحسين كما قاتل يزيد الحسين بإسم محمد (ص) !!

الشيخ عباس حطيط

إن نظرة سريعة للبيئة “الشيعية” التي تدعي التدين في لبنان ولحكام هذه البيئة، يظهر لنا أنهم لا يتورعون عن فعل أي شيء، بل هم انتقلوا من مرحلة سياسة معاوية في التخفي بالظلم والفسق إلى مرحلة يزيد بالتجاهر بهما . فتراهم يمارسون الفسق عبر التجاهر بالغيبة والنميمة والشتيمة والتحريض والإيقاع بين المؤمنين ومحاربة الشيعة الإثني عشرية لمجرد أنهم لا يؤمنون بعجل عشقوه كما عشق بنو إسرائيل عجلهم، فعبدوه من دون الله . وهؤلاء اليوم يفعلون ذلك تحت “عناوين حسينية” كما فعل يزيد ما فعل بالحسين الطيب تحت عناوين محمدية، كدعوى “خروجه على إمام زمانه” لشق صفوف المسلمين إلخ !!

إقرأ أيضاً: العلامة السيد محمد حسن الأمين في عاشوراء: السنّة يتنكرون لمعاوية و الشيعة هم في الأصل سنّة

إن أهم درس نتعلمه من عاشوراء هو أن نحسن التمييز بين الحسين الصادق الداعي إلى الحق وبين الحسين الدجال، كما أراد الحسين لأهل زمانه أن يميزوا بين محمد الصادق ومحمد الدجال الذي كان يمثله يزيد بن معاوية !!

إن أكثر بيئة ما يسمى اليوم ب”بيئة المتدينين” هم -وبعد التجربة العميقة المحسوسة الملموسة- مجرد يزيديين بلباس الحسينيين . فهم يرتكبون في حياتهم مختلف أنواع المعاصي بحق الدين وأهله الطيبين، وهم يعلنون وبكل وقاحة أن الغيبة والنميمة والشتيمة والتبرج وإيذاء المؤمنين هي أمور مباحة مغفورة ما داموا يمارسونها ضد من لا يوالي “عجلهم” الذي عشقوه فعبدوه من دون الله .
والله ورسوله والحسين بريئون من هؤلاء الفسقة البغاة “المتشيعة الأراذل” !!

السابق
شعبة المعلومات توقف الشيخ الطراس
التالي
بطرس حرب: أختار فرنجية رئيساً