إيران وإسرائيل .. من تقاطع المصالح الى التحالف

تخصص وسائل اعلام الممانعة جهوداً كبيرة لاتهام السعودية بالسعي الى “تحالف مع اسرائيل”، مجتهدين في تركيب سيناريوهات وافتعال مقصود لوقائع مبهمة تخدم هذه النظرية وكل ذلك تحت عنوان “تقاطع مصالح” بين “السعودية” و “الكيان الصهيوني”.

إقرأ أيضًا: تقرير يكشف كيف أنتجت أميركا أفلامًا مزورة ونسبتها لـ«القاعدة»؟
يستند اعلام الممانعة الى ان السعودية “تتموضع في نفس الحلف الدولي والاقليمي الذي يضم اسرائيل”!. و هنا تجهيل لعقل القارىء، والشيء بالشيء يذكر، فبعد انقضاء عام على التدخل العسكري الروسي في سوريا ليس خافياً على احد التنسيق العلني بين “الروس والاسرائيليين والايرانيين” في العمليات العسكرية الجارية في سوريا والمعلنة، وبإزاء ذلك، نحن أمام وقائع تدين “حزب الله” التابع لايران و”المتموضع” في حلف يضم “اسرائيل”، في حين أن السعودية، و على مدى تاريخ العلاقة مع الولايات المتحده لم تستخدم هذه العلاقة لتعقد حلفاً مع اسرائيل او تستغل لحظة تاريخية تتقاطع فيها مصالحهما.
هذا الاداء الاعلامي “الممانع” يدفعنا للتساؤل: اليس الاميركيون رعاة و حماة اسرائيل؟ فهل تسعى السعودية لتحالف مع اسرائيل في اسوأ توقيت من العلاقة مع الاميركيين ؟! و ان كان الموضوع ممكناً في الزمن الصعب الم يكن الاجدى ان يحصل في زمن قوه العلاقات؟
في عهد جمال عبد الناصر كان العالم منقسماً بين قطبين “الولايات الاميركية المتحدة” و “الاتحاد السوفياتي”، و كل القضايا كانت في حالة استقطاب من المحورين، و الخلاف بين السعودية ومصر كان جزءا من هذا الانقسام واحتدم الى ان وصل الى الصدام العسكري في اليمن، وإرسال عبد الناصر الجيش المصري الى اليمن، الحديقة الخلفية للسعودية تاريخيا و حاضرا، الامر الذي يعتبر في ادبيات العلاقات الدولية تهديداً للأمن القومي السعودي.
السعوديه لم تلجأ الى تعاون سعودي – اسرائيلي على قاعده “عدو عدوي …صديقي” و لم تلجأ الى استخدام كل “السبل القذرة” لحماية أمنها القومي في زمن تموضعها مع “الحلف الدولي والاقليمي”، فكان أقوى مما هو عليه اليوم حيث تعيش السعودية عصر “تراجع” في العلاقة مع الامريكيين. إيران اليوم تشارك في الحرب السورية وتلجأ “للتعاون” و”التنسيق” مع “روسيا” و”اسرائيل” لحماية “مشروعها التوسعي” و نفوذها في سوريا الذي تعتبره جزءاً من أمنها القومي في زمن القطب الواحد في العلاقات الدولية.
في زمن تراجع العلاقات السعودية – الاميركية، يتقدم الايراني على خط التنسيق وعقد الاتفاقات و ترتيب ملفات المنطقة مع “الاميركي”، فأنجزت اتفاقها النووي مع الغرب (دول 5+1 ) بعد مفاوضات ال12 عاماً، و نفوذها في العراق وسوريا واليمن فهي معنية بالتفاوض حول اي موضوع يتعلق بهذه البلدان.
التنسيق العسكري بين ايران و الولايات المتحده قائم على قدم وساق مع “حزب الله” و”الحشد الشعبي” فالتعاون قائم في العراق مع الحشد الشعبي، و كذلك الامر مع حزب الله فهذا ما ظهر في تصريح لوزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية “جون كيري” حيث قال :” لن نقاتل حزب الله فهو لا يتآمر علينا ….. “. أضف الى ذلك الاعجاب الاسرائيلي بقدرات قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي نشر في تقرير ل”منتدى التفكير الإقليمي الإسرائيلي” الذي نشر مؤخرا.
ويشير اعلام “حزب الله” الى أن السعوديه واسرائيل نشأتا في نفس الفتره الزمنية وبذات الرعاية الغربية!!! فهذه مغالطة تاريخية حيث أن “العالم العربي” بكل دوله نشأ بعد اتفاقيه سايكس بيكو التي قسمت الامبراطورية العثمانية على الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الاولى ونشأت كل الدول العربية و كذلك الكيان الاسرائيلي بعد وعد بلفور! فهل التوافق الزمني هو مستند لبناء نظرية تشكيكيه في أصول التكوين للدول؟!.

إقرأ أيضًا: موازين قوى جديدة في سوريا لاجبار الأسد على قبول الحلّ
بين “الكذب” و”الافتراء” تعمل ماكينه اعلامية سياسية على استغباء عقول الناس و اثارة الفتن وبث المغالطات المشوهة للتاريخ والحاضر طبقا لنظريه “غوبلز” وزير الاعلام النازي “أكذب حتى يصدق الناس”.

السابق
الغرب يسوّغ للميليشيات العراقية الإفلات من العقاب
التالي
فرنجية يسأل عن «الاتفاق السري» بين نادر الحريري وباسيل