الغرب يسوّغ للميليشيات العراقية الإفلات من العقاب

وهج الميلشيات الشيعية يسرق الأضواء من الجيش العراقي، خصوصا بعد ان وصل الأمر بقادة تلك المليشيات أن يعقدوا لقاءات مع سفراء ومسؤولين غربيين، وهذا فسّر انه نجاح من قبلها بانتزاع اعتراف بشرعية دولية لنشاطها العسكري في العراق.

تتصرف قيادات الحشد الشبعي كأنها هي المسؤولة عن سير المعارك في العراق ضدّ داعش. فلا تتوانى عن التصريح بأنها تقدمت في منطقة معينة، وتعلن ولاءها لجهات خارجية، وهي تطلب في احيان اخرى منع ألوية معينة في الجيش العراقي عن المشاركة في العمليات العسكرية ضد داعش.. وتوافق برحابة صدر الحكومة العراقية على مطالبها.
badr_organisation_military_flag-svg
ليلة أمس، أعلن رئيس «فيلق بدر» هادي العامري لقاءه سفير بريطانيا في العراق فرانك بيكر ووفد بريطاني رفيع المستوى وتباحث الطرفان في مسألة تحرير الأراضي العراقية المستولى عليها من قبل تنظيم داعش الارهابي.

فمن هي قوات بدر التي زارها السفير البريطاني؟

إقرأ أيضاً: قاسم سليماني يصل الفلوجة لإدارة المعارك فيها
«قوات بدر» تنظيم مسلح يقوده منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا هادي العامري. سطع نجم التنظيم بين عامي 1979 والـ1981 وخاض معارك عدة ضد الجيش العراقي في جنوب العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين. وصل قائد ميلشيا بدر هادي العامري إلى منصب وزارة النقل العراقية بعد تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء عام 2006.

هادي العامري يبدو مزهواً من إنجازات «بدر» العامود الفقري لقوات الحشد الشعبي، وقد صرح مراراً ان منظمته أقوى وأكبر من الجيش النظامي للدولة العراقية وتمكنت من إعادة الروح إلى الأمن العراقي بعدما شارفت على الإنكسار امام تقدم داعش في الموصل والفلوجة. ظهر الرجل من جديد في مشهد تشاوري مع دبلوماسيين بريطانيين لمناقشة اخر تطورات المعارك في العراق.

شعبية المليشيات العراقية تلقى رواجاً في الأوساط الغربية بحيث إرتفع رصيدها وقبولها لديهم بسبب ضرباتها الفاعلة إلى جانب الجيش العراقي في محاربة أخطر التنظيمات الإرهابية؛ داعش.

ولكن هذا ليس كافياً كي يمحى سجل جرائمها وإنتهاكاتها للمباديء الأساسية للحروب إلا أن لغة محاربة التنظيمات الإرهابية كالنصرة وداعش اخرج الحرب المستعرة في سوريا والعراق عن طور المعاهدات الدولية المتعلقة بسيادة الدول وكسرت ابسط معايير احترام حقوق الإنسان وهو ما سمح لأميركا والدول الغربية وضع يدها مع منظمات تندرج في سلم الشياطين الأقل تهديداً كذلك أثير في شهر حزيران خبر عن حصول إجتماع سري جمع قيادات من الحشد الشعبي مع جهات اجنبية في بيروت.

فيلق بدر وخلال عملية تحرير الفلوجة قام بإعتقال وتهجير وتعذيب وإخفاء عدد من السكان الأصليين لمدينة الفلوجة فقط لأنهم من الطائفة السنية  بعد إتهامهم بالضلوع في قضايا دعم تنظيم داعش وتأمين بيئة حاضنة له، وعند سؤال قائد الفيلق هادي العامري عن الأمر أجاب، «أن الحروب تحمل خروقات ولكنها تبقى محصورة وسيعمل على عدم تكرارها».

الإتهامات بحق بدر ثبتتها منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي صدر منتصف العام الحالي ، وقد اعلنت فيه عن أسفها لإشراك الميلشيات في عمليات عسكرية إلى جانب الجيش العراقي وتسويغ فكرة الميلشيات.

 

إقرأ أيضاً: النجيفي: حزب الله يدرب مليشيات شيعية في العراق

تفشي مرض الميلشيات وتعاظم قوتها ونفوذها والتغاضي عن إنتهاكاتها وعقدها لقاءات مع جهات غربية في صورة «منحها شرعية» يجعل الأسئلة عن ما سيؤول إليه المشهد العراقي مشرع على مصراعيه.

قد تنتهي الدولة العراقية على يد الميلشيات التي أؤتمن لها التعاون مع الجهاز الرسمي المتمثل بالجيش والقوى الامنية العراقية من أجل محاربة داعش الساعي إلى تقسيم العراق وضرب وحدة وسيادة وأمن الدولة العراقية، الا اذا عاد الى الواجهة طلب اميركي سابق كان قد وجهته بضرورة حل الميلشيات وحصر السلاح بيد الدولة العراقية.

السابق
الأمن العام اوقف 7 سوريين في صيدا
التالي
إيران وإسرائيل .. من تقاطع المصالح الى التحالف