الطفلة تيا رنو قضت.. الأهل يتهمون الطبيب وابو فاعور يحقق

شكلت وفاة الطفلة تيا رنو البالغة من العمر ثماني سنوات يوم الجمعة 23 أيلول في مستشفى محمود الجامعي في صيدا صدمة للمدينة، حيث أنّ حادثة الوفاة تمت بظروف غامضة.

عند الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة فارقت فراشة والديها الحياة، وذلك بعد 24 ساعة من التخبط بالألم ، العائلة توضح أنّ صحة تيا تدهورت بفعل السخونة، وتمّ إعطاؤها إبرة MEDAXONUM ومن ثم نصح الطبيب المتابع لملفها منذ الولادة بنقلها للمستشفى.
تيا التي أدخلت إلى مستشفى صيدا الحكومي، غادرته في نعش، وذلك بعدما حاول الفريق الطبي اسعافها وتأمين ما يلزم لها، والجدير بالذكر أنّ الوالد قد صرّح لـ”النهار” بعد الحادثة أنّ المستشفى لم تقصر، حيث قال “لا اتهم احدا بوفاة ابنتي، لا اعلم ان حصل خطأ طبي، لكن ما رأيته ان الاطباء حاولوا جهدهم لانقاذها”.

بحسب المعلومات التي توفرت، فإن تيا قد توقف عمل كليتيها، والرئتين والطحال، وأنّها أصيبت بجرثومة تسببت بوفاتها.

وفاة تيا، استدعت تحقيقات ومطالبة بالكشف عن الجثة ودخل قوى الأمن الدخلي لإجراء التحقيقات، ليتداعى الأمر صباح اليوم الاثنين 24 أيلول، حيث تظاهرت عائلة الطفلة أمام المستشفى وقطعوا الطريق مطالبين وزير الصحة وائل أبو فاعور بفتح تحقيق، وتشريح الجثة، وأكدوا أنّهم لن يفتحوا الطريق قبل أن يتواصل معهم الوزير.
وحمل الأهالي لافتات تتهم الطبيب المعالج بأنه يتحمل مسؤولية التسبب بوفاة الطفلة، كتب عليها :” ضحية الطب الفاشل”.
هذا وعمد أقارب الطفلة على تكسير زجاج المستشفى فيما حاول البعض الأخر الدخول إليها، مما دفع القوى الأمنية للتدخل فارضين طوقاً حول المستشفى.

%d8%aa%d9%8a%d8%a7

 

هذا وأصدر وزير الصحة وائل أبو فاعور بياناً أوعز من خلاله بفتح تحقيق، كما طلب من مدير العناية الطبية التواصل مع اهل الطفلة واستدعاءهم وإدارة المستشفى الى الوزارة.

بدورها أصدرت المستشفى توضيحاً وتضمن:
“تتقدم إدارة المستشفى والطاقم الطبي والتمريضي بأحر التعازي لكل من أهل الطفلة المرحومة تيا رنّو وكل من عائلتها وأصدقائها كما نتفهم الامهم و حزنهم”.
مضيفاً “أحضرت الطفلة المريضة تيا رنّو إلى مستشفى حمود الجامعي بتاريخ 21/9/2016 مساء وهي تعاني من إلتهابات حادة في اللوزتين، وكانت قد تلقت في الأيام السابقة علاجاً بالمضادات الحيوية خارج المستشفى.

اقرأ أيضاً : صدمة في صيدا.. هل الاهمال الطبي وراء وفاة تيا ابنة الـ8 سنوات؟

ولكن بعد يومين من العلاج المذكور وبالنظر إلى تدهور ملحوظ في حالتها واكبها أهلها إلى طبيب الأطفال المعتمد لدى العائلة. تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من حرارة وقيح باللوزتين وأعطيت وصفة بالعلاج اللازم ولكن حالتها لم تتحسن. فطلب الطبيب من الأهل التوجه فوراً إلى طوارئ المستشفى خوفاً من أن تكون الإلتهابات قد انتقلت إلى الدم وأصبحت بحاجة للعلاج بالمضادات الحيوية بالمصل (IV).

بعد ساعتين من ذلك أحضرت الطفلة المريضة إلى قسم الطوارئ حيث أجريت لها الفحوصات اللازمة وأدخلت إلى المستشفى تحت إشراف طاقم من أطباء الأطفال والأمراض الجرثومية وأعطيت العلاجات من مضادات حيوية وغيرها. لكنها لم تستجيب للعلاجات بالشكل المتوقع مما استدعى نقلها إلى قسم العناية المركّزة من أجل المراقبة الدقيقة وتلقي العلاج اللازم لحالتها”.
وأشار البيان أنّ “المريضة في حالة حرجة من جراء الإلتهابات الحادة التي أدت إلى هبوط في ضغط الدم (Severe Refractory Septic Shock). وقد أجريت لها الإسعافات الضرورية والسريعة وتلقت العلاج الكامل. كما تمت متابعة كامل الفحوصات المخبرية الشاملة لمواكبة تطور وضعها ومراقبة تفاعلها مع العلاج. كانت الطفلة قيد المعاينة بواسطة فريق متكامل من أطباء استشاريين ومتخصصين بالأمراض الجرثومية والعناية الفائقة وطب الأطفال والقلب والرئة والكلى والأعصاب”.
لافتاً أنّه “بعد مرور ساعات على العلاج المتواصل، لم تستجب الطفلة لكل ذلك فتدهور وضعها الصحي وضعت على الجهاز التنفسي الإصطناعي بسبب تعثر جهازها التنفسي (Acute Respiratory Distress and Failure). وبالرغم من كل هذه التدابير للمعالجة لم تستجب فحصل توقف في نمط القلب بتاريخ 23/9/2016 صباحاً فأجري لها الإنعاش (CPR) لكنها لم تسجب. فأعلنت الوفاة الساعة 10:45 صباحاً”.

اقرأ أيضاً : جديد مأساة موت الطفلة سيلين ركان: الإثيوبية تكشف معطيات خطيرة

وختم البيان أنّ ” إدارة المستشفى تقدر جهود الطاقم الطبي والمخبري والتمريضي ووزارة الصحة والتعاطف والتعاون لإنقاذ الطفلة والتفاعل مع الأهل في هذا الوضع العصيب وتؤكد الإدارة أن الطبابة والعناية والتحاليل والمعالجة تمت جميعها على أكمل وجه وفق الأسس الطبية المعتمدة عالمياً. ما تزال المستشفى بانتظار نتائج تحاليل اخرى بالتعاون مع وزارة الصحة لجلاء الموضوع. هذا واجبنا تجاه الاهل و المجتمع”.
مؤكداً أنّ “إدارة المستشفى تبقى على حرصها وعهدها ومسيرتها بتقديم كل الخدمات الطبية المتاحة كصرح جامعي ثابت على قيم وأنظمة الجودة العالمية والقواعد المعتمدة لدى وزارة الصحة اللبنانية.

السابق
المحكمة العسكرية تحكم بالإعدام على المولوي ومنصور
التالي
حزب الله: تعميم الفساد لإضعاف مفهوم الدولة