الارهابي عماد ياسين هل هو فعلاً «أمير داعش»؟

فيما لاقت العملية النوعية للجيش اللبناني بالقاء القبض على رأس داعش في مخيم عين الحلوة أمس ترحيب لدى معظم الأوساط اللبنانية والفسللسطينية، شككت أوساط متابعة بدقة السيناريو المداهمة لما فيها من تناقد بين حجم الارهبي عماد ياسين وخطورته وبساطة العملية وسلاستها.

منذ أمس يطغى الانجاز الأمني الذي حققته مخابرات الجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة  بإعتقال الارهابي عماد ياسين أو كما سموه أمير داعش داخل المخيم. اعتبرت هذه العملية انجاز نوعي غير مسبوق للجيش لأهمية عنصر المباغتة فيها والسرعة إذ تم القاء القبض على احد اهم الارهابيين في منطقة الطوارىء في التعمير والمطلوب بنحو 40 مذكرة قضائية دون سقوط نقطة دم واحدة .

وفور اعلان قيادة الجيش ان أمير داعش في قلب عين الحلوة اصبح في قبضتهم، حتى بدأت السيناريوهات الأمنية تتصاعد، لكن المفارقة كانت سرعة اعترافات المدعو ياسين بالمخططات الارهابية التي كانت تعد لضرب الاستقرار الامني بالتحضير لعمليات أمنية وتفجيرات إرهابية ضدّ مراكز الجيش، ومرافق حيوية وسياحية وأسواق تجارية وتجمعات شعبية وأماكن سكنية في أكثر من منطقة لبنانية، وذلك بتكليف ومساعدة من قبل منظمات إرهابية خارج البلاد.

إقرأ ايضًا: خفايا موجة تسليم المطلوبين في مخيم عين الحلوة!
مصدر متابع للحدث إستبعد في حديث لـ”جنوبية” أن يكون ياسين أمير داعش كما روّج في الاعلام. قائلا “لا شك أن ياسين ارهابي خطير  الا ان المعطيات الامنية تشكك بان يكون أمير داعش بهذا الضعف وهذه السذاجة جعلته خلال برهة من الزمن في قبضة المخابرات يقرّ بالسناريوهات الأمنية التي كان بصدد اعدادها مع التنظيم في الخارج، هذا عدا أن توقيفه أيضًا جاء عقب ليلة ساخنة شهدَها المخيم،  تخلّلتها اشتباكات مسلّحة بين مجموعة الارهابي بلال بدر وعناصر من حركة “فتح” على خلفية جريمة اغتيال الفلسطيني سيمون طه منذ أيام عدة. فكيف لأمير داعش أن يتنقل داخل المخيم دون حراسة مشددة سيما أنه بحسب الرواية الأمنية كان برفقته مرافق واحد لا غير”. وأنهى المصدر تساؤلاته المشروعة التي تشكك بالرواية الرسمية بالسؤال عن الهدف لما جرى وتم تداوله”.

ويعتبر عماد ياسين (47 عاما)  احد القادة الاسلاميين المتشددين، ولد في مخيم المية ومية في صيدا، ويحمل عدة ألقاب منها أبو هشام، أبو بكر، وعماد عقل. تجمع الاوساط الفلسطينية على شراسة ياسين وخطورته فكان أحد عناصر عصبة الأنصار الاسلامية لينشق عنها عام 2003، مشكلاً مع مجموعة من رفاقه تنظيم جند الشام.عام 2008 تعرض لمحاولة اغتيال، وقد أصيب جرّاءها إصابة خطيرة، وتمت معالجته. واتهم في المرحلة الأخيرة بمبايعة داعش والتخطيط لعملية امنية كبيرة خارج المخيم حيث ابلغت القوى الفلسطينية من الجيش اللبناني بعزم بعض المجموعات الارهابية تنفيذ عمليات امنية انطلاقا من المخيم الى العمق اللبناني وحددت ياسين واحدا من المخططين لها قبل أشهر.

وفي هذا السياق، صرّح مدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية الباحث الفلسطيني هشام دبسي لـ”جنوبية” انه “بغض النظر عن أي جماعة يعمل ياسين تحت رايتها، وإن كان أميرا لداعش او مهما كان المنصب فان القبض عليه انجاز امني فعلا لمدى خطورة هذا الرجل”. وأضاف “ياسين معروف عنه انه شخص شرس مجرم، قاتَل في العديد من المنظمات الارهابية وكانت مهمته الاساسية الاشتباك مع فتح وكنا نتعامل معه على انه مسير من قبل أجهزة معادية ان كانت اقليمية او اسرائيلية”.

وأشار دبسي أن “ياسين ظاهرة داخل المخيم قبل ولادة داعش، كان دؤوب على اخلال امن المخيم هو و وغيره من الجماعات الارهابية كجماعة بلال بدر وأوسامة شهابي الذين يعملون على تحدي منطمة التحرير الوطنية وحركة فتح”. لافتا الى أن “ليس أمر غريب أن ينقل ياسين البارودة من كتف لكتف وان يحمل شعار داعش اخيرا كما قيل”.

واكد اعلى أنه “لديه القناعة الكاملة ان الاجهزة الشيطانية تقوم بتجنيد هؤلاء الجماعات الارهابية المتطرفة الذين تتبدل ادوارهم بحسب المتطلبات الدولية والأكيد انهم لا يعملون من تلقاء نفسهم”.

إقرا ايضًا: كنز معلومات في حوزة مخابرات الجيش بعد اعتقال امير داعش.. وهذه تفاصيل العملية

إلى ذلك، أكّد على أهمية التعاون المشترك بين القيادات الفلسطينية والجيش التي أسفرت عن القاء القبض على ياسين فضلا عن تعليمات الرئيس الفلسطيني “ابو مازن” بتنفيذ حرفيا كل ما تطلبه الدولة اللبنانية للحفاظ على أمن المخيم، وهذا ناتج عن قناعة الفلسطينيين بالتخلص من هذه الجماعات سيما أن هناك بعض الجهات مصرة على الباس الفسطينيين أي لباس ارهابي”. وأضاف “الشعب الفلسطيني رافض استمرار تفلت السلاح بأيدي الناس وهذه القاعدة الرئيسية التي تضغط على هذه الجماعات المتطرفة “.

وعن السيناريو المشكك بربط الارهابي ياسين بداعش ومبايعته اميرا لهذا التنظيم في المخيم قال العبسي ” هذا الانجاز ممكن طالما تلاقت القدرات الفلسطينينة مع الاجهزة الامنية اللبنانية “. وخلص بالتأكيد أن “التوافق اللبناني – الفلسطيني يهدف الى انهاء اي حالة شاذة والتي ممكن بحال وقع الاتفاق القضاء عليها خلال 24 ساعة “.

وهنا تبقى هذه السيناريوهات مجرد شكوك لا تقلل من انجاز الجيش اللبناني ولا حتى تهدف لتبرئة الارهابي عماد ياسين بقدر ما هي تساؤلات مشروعة..

السابق
التطبيع العربي مع اسرائيل يخدم إيران
التالي
غولن: ساعود الى تركيا اذا طردتني الولايات المتحدة