رابط عون – المحكمة الخاصة بلبنان – حزب الله

في لبنان يكاد كل شيء أن يكون زعبرة، كذب، تكاذب، نفاق، مواربة، دجل، زيف، تعصب، عهر ودعارة سياسية …. ويمكن للقارئ أن يضيف أي صفة أخرى من أخواتها يراها مناسبة قد تكون سقطت سهوا أو عمدا للوصول إلى ما أريد قوله.

اللبناني عموما تاجر، إنها في جيناته الإجتماعية النفسية. يسعى دائما لإسعادك بهدف واحد: أن تشتري بضاعته، ويسخِّر لهذا الهدف مسوقيه وجهابذة إعلامه وخبراءه وحتى عمداء جيشه المتقاعدين.

خذوا مثلا سلعة “الرئاسة” اللبنانية. لكل حزب مرشحه المعلن أو المخبأ الذي قد يطرح في السوق في الوقت المناسب.

إقرأ ايضًا: المحكمة الدولية: مصطفى بدر الدين لم يمت!

في هذه الأيام ووصولا إلى جلسة 28 أيلول، وربما بعدها، لانتخاب رئيس يُطرح كثيرا إسم الجنرال ميشال عون كرئيس عتيد للبلاد والعباد. المواقف المعلنة من انتخابه ، في القاموس السياسي اللبناني مصطلح انتخاب يعني تعيين، لا تتطابق بالضرورة مع المواقف المضمرة والأسباب غير المعلنة. ومن هنا تبدأ المراوغات والمزايدات بالظهور رويدا رويدا قبل أن تسقط مطرقة الدلال تماما كما في سوق الحراج، وقد لا تسقط دقماقة نبيه بري حتى أجل غير مسمى.

إليكم بيت القصيد. سلعة الرئاسة اللبنانية لن تباع لصالح عون برغم هرج ومرج سوقها ولن ينزل سعد الحريري ممثلا بتيار المستقبل إلى البرلمان لانتخاب، عفوا تعيين، عون إلا إذا أعلن الرجل، أي عون، موقفه الواضح، الصريح و النهائي اللاضبابي الذي لا عودة عنه من المحكمة الخاصة بلبنان بتأييد تلك المحكمة وما قد تتوصل إليه من أحكام نهائية مبرمة قبل جلسة 28 أيلول، وهذا مستبعد. لكن عون يدرك، كما يهمس في أذنه حزب الله المحكوم بوسواس المحكمة المذكورة، أنه لو فعل ذلك فلن ينزل الحزب وحليفه بري الأضعف شيعيا إلى البرلمان وسيدوران أسطوانة الميثاقية المعروفة. أي مكانك سر!

إقرأ ايضًا: قناة الجديد تقصف حزب الله: عماد مغنية قتل رفيق الحريري

وعليه فإن أحلام عون، وغيره، الرئاسية ستظل معلقة في سوق الحراج اللبناني حتى يتم تنضيد خرزات الرئاسة-المحكمة الخاصة بلبنان-حزب الله في سلك واحد، وهو شيء مستحيل طالما أن لبنان لم يبلغ رسميا تحت الفصل السابع من اغتال رفيق الحريري في 2005 أو قبل أن يتم فك لغز اغتيال الحريري رسميا عندما يستقر غبار الحرب السورية. وإلى ذلك الحين ستظل سلعة الرئاسة وغيرها من السلع اللبنانية مطروحة في سوق النفاق والقفز فوق الحقائق البديهية…. وقد تطرح سلعة مزورة في السوق، من يدري، وعلى عينك يا تاجر!

السابق
«تنازلات كيري» لا تأتي بهدنة ولا بحلٍّ سياسي
التالي
الريجي تقدم مساهمة مالية لإقامة ملعبين في العباسية