بين مكة وكربلاء الصراع الطائفي يحتدم

الشيعة كما السنة ينتظرون موسم الحج للرحيل إلى مكة والطواف حول الكعبة والقيام بواجبات الفريضة، ولكن الشيعة أيضا لديهم شعائر دينية شبيهة بالعمرة لا الحج، كزيارة المراقد الدينية التابعة لسلالة الأئمة الإثني عشر المتفرعة عن الإمام علي ابن أبي طالب الخليفة الرابع وهو ابن عم النبي وزوج ابنته السيدة فاطمة الزهراء.

بعد سقوط صدام حسين على يد إدارة جورج دبليو بوش، تنفس الشيعة الصعداء، غير ان ايران تمكنت من فرض هيمنة شبه مطلقة على المراقد الشيعية في النجف وكربلاء والكاظمية، وذلك عبر تسليح مليشيات شيعية موالية لهم فرضت سيطرتها على تلك المراقد.

اقرأ أيضاً: الإنتحار الجماعي مستمر عند السنة والشيعة

وسنوياً يتوافد مئات الاف من الشيعة من كافة أنحاء العالم إلى مزارات أئمتهم. العام الماضي أشارت تقارير رسمية صادرة عن وزارة الداخلية العراقية إلى إستقبال مدينة كربلاء 9 ملايين زائر في مناسبة إحياء مراسم عاشوراء، التي تمثل للشيعة احد الاركان الأساسية لخلافهم مع السنة.

في الفترة الاخيرة وبعد احتدام الصراع الايراني السعودي في المنطقة واضطرام العصبيات الطائفية المذهبية التي خلفها هذا الصراع، إشتدت الهجمات الاعلامية بين الطرفين، ووصف المرشد الأعلى لإيران السيد علي خامنئي للعائلة الحاكمة في السعودية ووصفها بالشجرة الملعونة، وسارعت عدة قيادات إيرانية في العزف على نفس منوال التصريحات النارية لأعلى رأس في هرم السلطة في الجمهورية الاسلامية.

واول امس، لم يتردد الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الذي كان يعلّق عليه الآمال كونه رمزا للاعتدال السياسي في بلده الى القول أن السعودية تدعم الإرهاب.

جاءت كل هذه الردود الإيرانية الغاضبة بسبب كلام مفتي المملكة عبدالعزيز أل الشيخ لصحيفة “مكة” والذي وصف فيه الإيرانيين بالمجوس، وانهم غير مسلمين.

بعد أسبوع، ستنتهي مناسك الحج في مدينة مكة السعودية، وقد غاب الحجاج الايرانيون عن هذا الموسم وطالبوا بإنشاء “ادارة اسلامية للحج” كاسرين بذلك “الجرة” مع السلطات في المملكة ومستعيضين على ما يبدو عن الحج الالزامي الى ارض الحجاز بالحج الإستحبابي لزيارة العتبات المقدسة في العراق.

السنة والشيعة في لبنان
السنة والشيعة في لبنان

فبعد أسابيع ومع لداية العام الهجري القادم، يستعد الشيعة لإحياء مراسم عاشوراء، وتم تسجيل حجوزات لمليوني إيراني سيتوجهون إلى الاراضي العراقية وكما العام الماضي شاهد متابعو عاشوراء كيف ردد بعض الشيعة شعارات تطالب بموت آل سعود داخل مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس، هذه اللهجة التصعيدية ضد السعودية تطورت بشكل ملحوظ بعد إعدامها الشيخ نمر النمر.

هذا التصعيد بين قطبي المسلمين السنة والشيعة أفسح المجال لقادة هذين المذهبين الروحيين والسياسيين منهم، لنعت بعضهما البعض بأوصاف تظهر حقداً تاريخيا دفيناً.

اقرأ أيضاً: السنّة والشيعة.. من يوقف المذبحة؟

ولا شك انه من الخطورة بمكان ان تستمر القطيعة بين ايران والسعودية لتأخذ الشكل الديني العصبي الحالي، خصوصا مع الاحتقان المذهبي الذي يسود الأوساط الشعبية بين الطرفين بحيث يخيّل للمراقبين أن العودة الى الوراء باتت ما أصعب المستحيلات دون حسم أو حلّ سياسي شامل يحدّ من الخسائر في الدين والأخلاق قبل النفوس.

السابق
المخابرات الأميركية: داعش والقاعدة باقيان ويتمددان!
التالي
أجمل 10 مكتبات في العالم