حزب الله يهشّم «سلّة برّي» وميشال عون ليس مرشّحه الوحيد

على الرغم من اجماع المراقبين أن الملف الرئاسي سيراوح مكانه، إلا أن تسجيل أي خرق إيجابي من أيّة جهة كانت يأخذ حيزه المطلوب على الساحة المحلية. وهذا ما انطبق على التصريح الأخير للشيخ نعيم قاسم.

يجمع المراقبون أنّ حزب الله سيبقى يناور في الملف الرئاسي بانتظار تغيير في الساحة الاقليمية يعزز تفوذ دويلته الراعية ايران، الا ان هذا الانتظار تحول الى ترقب من الخصوم والحلفاء بعد التصريح الاخير ذي المغازي والاشارات لنائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم.

فبعدما كان الشيخ قاسم يؤكّد في تصريحاته ان حل الازمة الرئاسية يكون بانتخاب النائب ميشال عون رئيسا، وان عون هو المرشح الاول والاخير لحزب الله واي طرح خارج هذا الاطار هو مرفوض قبل النقاش فيه، الا ان قاسم دعا في تصريحه الاخير إلى الاتفاق على “انتخاب رئيس للجمهورية ونحدد من هو شخص الرئيس بدل أن نضيّع الوقت في المواصفات والمعطيات والنظريات المختلفه”، أي بدون تحديد اسم الرئيس مسبقا والإشتراط ان ميشال عون هو المرشّح الوحيد.

اقرأ أيضاً: الكلمة الآن لـ.. القضاء في جويا

واضاف قاسم “بدل ان نناقش اذا كانت السلة جيدة أو الحلول جزئية فلنتفق اولاً على قانون الانتخابات الذي يصلح للبنان ويكون عادلاً بعدها نحدد اذا كان جزءاً من السلة أو وحده”.وأشار إلى أن “الاتفاق على شخص الرئيس “يفتح لنا الطريق للاتفاق على أمور أخرى أو ننجز هذا الاستحقاق بالطريقة المناسبة”.

اللافت أن نبرة الاتهام بالتعطيل والتخوين غابت عن تصريح قاسم الذي لم يكن يوفر تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية من أحكامه المسبقة، ففي تصريح له في تموز 2016 حمّل أزمة تعطيل الملف الرئاسي لتيار المستقبل حيث فقال “الآن أقول لكم: الرئاسة تحتاج إلى موافقة المستقبل ومن يأمرهم في السعودية، وإلا فهم يستمرون في تعطيل الرئاسة، فتش عن المستقبل والآمر السعودي لتجد الحل”!

الصحافي ولمحلل السياسي جوني منير قال أنّ «حزب الله لم يخرج بعد من مرحلة ترشيح عون، وكلام نعيم قاسم لا يمكن أن يفسر أنّه تخلي عن عون، وأعتقد أنّ نعيم قاسم سيخرج في تصريح قريب يوضح فيه هذه التأويلات ليؤكّد تمسك الحزب بمرشحه الرئاسي».

جوني منير

وكشف منير لـ «جنوبية» أنّ «معلومات أكيدة تتحدّث عن أنّ حزب الله والتيار الوطني الحر وضعا خطة عمل مشتركة إلى حين الانتخابات النيابية المقبلة».

أمّا الأكثر أهمية بالنسبة لحزب الله برأي منير «هو قانون الانتخابات، فهو متمسك بقانون انتخاب جديد على أساس النسبية ويمكن أن يفاوض بين النسبي والأكثري، لكن لأهم بالنسبة للحزب هو عدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة بقانون الستين، وعدالة التمثيل التي تحدث عنها قاسم هي تطبيق النسبية من أجل ولادة طبقة سياسية جديدة في لبنان».

طاولة الحوار

وفي المقابل رأى المحلل السياسي كمال ريشا رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «تصريح الشيخ نعيم قاسم الأخير يحمل ثلاث متغيرات أساسية، أولها ضرب سلّة الرئيس نبيه بري المتكاملة، فدعا الى تجزئة الحلول والاتفاق عليها بالتتابع، وأيضًا ضرب للاتفاق مع الجنرال عون عندما دعا الأفرقاء للاتفاق على اسم الرئيس، أي من الممكن أن يكون الرئيس عون أو أي شخص آخر، والاشارة الثالثة تراجع الحزب عن قانون انتخابات على أساس النسبية بعدما دعا الى قانون انتخاب عادل».

كمال ريشا

وأضاف ريشا «يمكن وصف انعطافة موقف حزب الله، وصول لبنان إلى هذا الوضع الاقتصادي غير المحمول والذي يصيب عموم اللبنانيين وليس فئة واحدة»، وعن دعوة حزب الله تيار المستقبل تحديدًا لعدم انتظار التطورات الاقليمية لأنها ستكون لصالح الحزب، تساءل ريشا لماذا يريد حزب الله إعطاء تيار المستقبل مكاسب في لبنان وهو يتقدّم في سوريا ويطور مكانته الاقليمية».

اقرأ أيضاً: دعوة الى تدويل الحج أم خطاب لسحب فتيل الغضب الداخلي؟

اذا يبقى الملف الرئاسي عالقا من دون تسجيل اي خرق ينذر بانهاء هذا الملف قبل العام الجديد بحسب الوعود التي تكررت سابقا.

السابق
جعجع يدعو الى طرد السفير السوري
التالي
برّي علّق جلسات الحوار قبل أن «يفرطها» باسيل