سمير قانصوه يعرض في الجنوب: دعوا أطفالكم يلونون جدرانكم

ولصيدا مساحات فنية منها ما يتمثل بالرسم التشكيلي، وهو ما يبدعه الفنان التشكيلي سمير قانصوه الذي درس في مدرسة الراهبات وقدِم إلى صيدا نازحاً من الأوضاع الأمنية التي عايشها الجنوب اللبناني لسنوات عديدة.

سمير قانصوه الذي تبلورت هويته كفنان تشكيلي في العام 1986، ونظّم العديد من المعارض، ها هو يستعد لمعرضه الجديد والذي يتم افتتاحه في الـ15 من أيلول في بلدة سيدة مغدوشة الجنوبية ويستمر حتى الـ25 من الشهر نفسه، قانصوه الذي أكدّ لـ”جنوبية” أنّ المعرض الذي يحضر له “يستند الى نظرة دينية و نظرة مدنية حيث أنني رسمت اللوحات المتعلقة بقداسة المكان كأشكال للرهبان والمتعلقة ايضاً بالطبيعة، وهذه اللوحات تعتمد على الزخرفة ونسق الفن التشكيلي ”

وعن مشاركته بمعارض عربية، أوضح “شاركت بمعرضين و لكن هذا لا يعني لي الكثير، حيث أنني كنت اغادر المعرض قبل أن ينتهي و أعود فأنا بطبيعة الحال لا أحب الخليج، أنا فنان لبناني من النبطية، تتلمذت على يد الراهبات، وهذا الجو المزدوج بين المدرسة و البيت كوّن مني انسانا تجاوز الزاوية الطائفية
أما فيما يتعلق بما يميز لوحاته، أشار قانصوه “لوحاتي تميزت حينما بدأ المشاهد يعلم أني أنا من رسمها حتى لو لم تكن تحمل توقيعي، فتمييز الأسلوب وريشة الرسام وإن تنوعت المواضيع هو دليل بصمة فنية تمكن من خلقها”.
مضيفاً “أنا لست ممن يبقون في اللوحات سنوات، فحينما أنوي الرسم أدخل إلى المحترف وأظلّ بها ما يقارب الشهر ولا أغادره حتى أنهي اللوحة لأني أضع بها كل ما قمت بتخزينه من مشاعر وأحساسيس تُبلور فكرتي بالريشة”.

لوحة لسمير قانصوه

ولفت قانصوه أنّ “يد الرسام هي أداة تجسد ما يريد الدماغ قوله، من خلال الخط واللون، والاختزال”.
مردفاً”أنا أتفادى إرسال الرسائل الموجهة للمشاهد ولا أضع عنواناً للوحات حتى لا أتحكم بمخيلته، باستنثاء هذا المعرض إذ طلب مني وضع لمحة صغيرة لكل لوحة”.

وتوقف شارحاً اللونين الأسود والأبيض في لوحاته لاسيما في مرحلة البداية، معلقاً “الشخص الذي لا يتقن الرسم بالأسود والأبيض لا يبصر لا الظل ولا النور، وبالنسبة لي فالسواد هو الحزن في ضيعتي وفي بلدتي الجنوبية، كما أنّ اللونين هما انعكاس لرداء الراهبات اللواتي كن معلماتي في مرحلة الطفولة، هذا الجو انسكب بشخصيتي وانعكس باللوحات”.

وأكدّ قانصوه “الفن التشكيلي بالنسبة لي متعة، ولم أفكر يوماً باحترافه إلا أن شجعني بعض النقاد ومتذوقي الفن، فنظمت أول معرض عام 1986 وفي حينها شعرت بالخوف والارتباك، إذ انّ ذلك جعل مني فناناً وفرض علي مسؤوليات”.

إقرأ أيضاً: لمسات إبداعية تشكيليّة تحول الأماكن المهمّشة إلى لوحات رائعة

وفيما يتعلق بثقافة اللبناني الفنية، لفت أنّ “لبنان يفتقر لهذه الثقافة التي كان متواجدة في السبعينات من القرن المرض وكان في ذلك الوقت حضوراً للفن التشيكلي وكل رسام لديه أسلوبه ونمطه الخاص، ولكن بعد الحرب لم يعد هناك أي اهتمام لا باللوحات ولا بفن الرسم ولا المعارض، ولم تعد بالنسبة للعديد اللوحة تشكل أكثر من زينة يعلقها فوق السرير دون أن يفهم خطوطها وألوانها، وهي بالطبع زينة مزيفة يبدلها ربما كل شهر”.
وتابع “الفن تحوّل لتجارة والمعارض لم تعد للمتذوقين وإنّما تحوّلت لوكالات تبيع الفن وتشتريه”.

لوحات سمير قانصوه
وعن الحلول لفت أنّ “الحل في تحديث المناهج الدراسية والاهتمام أكثر بالرسم ومنح الطفل الحرية وعدم تقييده، فالموهبة حينما تقيد تقتل”.
مبيناً “كما تقع على الأهل مسؤولية التثقيف الفني وترك الطفل على سجيته في الألوان وتعويده على تقدير اللوحة الأصلية وتقييمها بما تستحق”.

إقرأ أيضاً: المسرحي منير أبو دبس يسدل ستارته الأخيرة.. شهادات في الراحل
أما عن الدولة اللبنانية فأوضح “غائبة تماماً ولا تعلم لا بالفن ولا بالفنان ، و وزارة الثقافة أيضاً غير معنية ولا تتابع، وهم يستخدمون الغاليري فقط للاستثمار وبأوقات محدودة من السنة”.

وختم مشدداً على ضرورة تثقيف الأجيال الصاعدة بالرسم قائلاً “علموا الأطفال الفن ولا تكبلوهم، ليرسموا على الجدران، خارج الأوراق، وليلونوا ايديهم، فالطفل من خلال ما يرسمه يوجه رسائل على الأهل أن يفهموها”.

السابق
نبيه برّي أمام ربع مليون شيعي: المشاركة في الحرب السورية تخدم إسرائيل
التالي
سعيد يرد على وزير المال: نريد شيئاً عملياً وملموساً