الليطاني في خطاب بري… على النهر السلام!

نبيه بري
بعدما كان الرئيس نبيه بري يعتلي منبره في الجنوب ليبشر "المحرومين" بتنفيذ مشروع الليطاني الذي سيروي الجنوب اللبناني، هذا العام وبعد فضح كارثة الليطاني،تراجع كلامه وتحول الى وعودٍ بإلغاء المرامل التي رخصت لها البلديات التي يسيطر اتباعه عليها... فكيف سينفذ الوعد؟

لم ينسَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي في إحياء ذكرى إمام المحرومين السنوية في مدينة صور أنّ يعلّق على التلوث الكارثي الذي يطال نهر الليطاني، واصفاً تلوث الليطاني «بجريمة الاغتيال» وقال «ان الحفاظ على بيئة لبنان تتطلب اتخاذ اجراءات لمنع التفجيرات لصالح الكسارات واقفالها بدون استثناء». مشدّدا أنّه «لا يمكننا السكوت على تعطيش القرى والبلدات وحرمان الناس من الماء، لعمل تعاوني بلدي وحكومي وتنظيف مجرى الانهر». فهل فعلاً ستتخذ اجراءات بحق المخالفين والمسببين بتلوث مجرى نهر الليطاني؟

اقرأ أيضاً: أسئلة إلى حزب الله وحركة أمل حول الإمام الصدر

ناشط بيئي استبعد في حديث لـ«جنوبية» تنفيذ دعوة بري لاتخاذ اجراءات لمنع التفجيرات لصالح الكسارات واقفالها بدون استثناء، واصفًا كلامه «بالبعيد عن الواقع، فكيف لمن يعطي تراخيص للمعامل والكسارات التي هي السبب الرئيسي بتلويث النهر أن يقول أنّه سيكافحها، فالبلديات التي تسيطر عليها حركة أمل وغيرها هم وراء ما وصلت الى مجرى نهر الليطاني من تلوث كارثي».

وفي السياق نفسه أكّد المسؤول في جمعية التنمية للانسان والبيئة فضل الله حسون أنّ «ما تتعرض له الطبيعة من جرح مفتوح منذ سنوات تتحمل مسؤوليته الاحزاب النافذة التي تعطي التراخيص لمسببيه عبر وزرائها ونوابها وبلدياتها». وأكّد أنّه على الرغم من االتصاريح والكلام الذي يدعو لوقف التعدي على الطبيعة ووقف الكسارات والمرامل «إلاّ أنّنا حتى اليوم لم نرَ أي تدابير عملية على أرض الواقع».

نهر الليطاني

الملفت أنّ بري لم يتطرق الى مشروع الليطاني الذي اعتاد أن يبشّر اللبنانيين ببدء تنفيذه، ليقتصر هذا العام كلامه بمحاسبة المتورطين بما وصل إليه حال الليطاني بعد أربع سنوات من بدء العمل فيه الذي كان اقرّ في شباط عام 2002 والمكوّن من 4 مراحل بتمويل كويتي يبلغ 650 مليون دولار، والذي كان من المفترض يهدف إلى إقامة مشاريع الشرب والري في انان والنبطية والزهراني وشرق صيدا، ثم تأمين مياه الشرب الى اقليم الخروب. وإقامة سدي الخردلي وكفرصير بتكلفة 150 مليون دولار. إلاّ أنّ النتيجة اليوم أنّ «مياه الري والشرب» تحوّلت إلى « مياهٌ ملوّثة بالجراثيم القولونية والنترات والسيناتو بكتيريا والفوسفات والرصاص والزنك وبقايا المياه المبتذلة وغيرها».

أبرز الأسباب التي جعلت نهر الليطاني يتحول إلى بؤرة بيئية خطيرة تكمن في التعديات التي تطاله من قبل المصانع والمؤسسات الكبرى والمواطن أيضًا الذين يرمون المخلفات في مجرى النهر، إضافة إلى الصرف الصحي لعدد من القرى الذي يصبّ في مجرى النهر، وذلك على الرغم من إقرار انشاء محطات تكرير لم تنفّذ بعد، هذا عدا عن وجود مرامل عدة منتشرة في خراج بلدة العيشية، حولت مياه الليطاني من مياه صافية الى مياه موحلة عكرة.

اقرأ أيضاً: في ذكرى غياب الامام الصدر: الطائفة الشيعية تحرم نفسها

أكثر من 800 مليون دولار يحتاج نهر الليطاني لتنظيفه هذا ما صرّح به وزير الصحة وائل أبو فاعور، وهذا يعني ان المهمة مستحيلة وعلى الجنوبيين العوض… وعلى “المشروع” السلام.

 

السابق
اللبنانيون في الغابون ضحايا للشغب… ولولائهم للرئيس بنغو
التالي
«داعش» استبدل تحكيم «الفيفا» في كرة القدم بالـ«أسس الشرعية»