الجربا: محاولات تغييب العرب عن المسألة السورية

نظام الأسد جرّ إلى سوريا جميع الميليشيات المذهبية لمحاربة الثورة..

فتحت الثورة السورية عند انطلاقتها في مارس، آذار، 2011، أملا كبيرا للسوريين والعرب، لعودة البلاد من ارتهانها لحكم الملالي في إيران، إلا إن نظام الأسد وبحكم طبيعته وطبعه جرّ الثورة إلى صراع مذهبي لا ناقة لشعبنا السوري فيه ولا جمل، فاستجر التدخل الخارجي باستجلاب ميليشيات حزب الله الطائفية بكل حقدها الأسود وتبعيتها ل” ولاية الفقيه” الإيراني، كما صرّح ، حسن نصر الله، بوضوح ومنذ أكثر من عشر سنوات إنه يفتخر بأن يكون ” جنديا في حزب ولاية الفقيه…” الفارسي.
تدخل حزب الله منذ اللحظات الأولى في قمع الانتفاضة السلمية للشعب السوري وبإشراف مباشر من عناصر الحرس الثوري الإيراني المدججين بالحقد الأسود على العرب والسوريين بكافة انتماءاتهم، استجرّ ردة فعل موازية في الظلامية والحقد الذي لا يمكن أن يصل إلى نتيجة، فكان ظهور الميليشيات التي تدّعي الإسلام الحنيف قناعاً لها، فكان ولادة جبهة النصرة ” فتح الشام حاليا” و وتنظيم داعش، كقيمة متوازية لميليشيات إيران وحزب الله الشيعية، فوصل الأسد ومن خلفه عمائم إيران إلى غايتهم في نحر الثورة بتحويلها من ثورة على الظلم والطغيان ومن أجل الحرية إلى صراع شيعي سني لا أفق لنهايته.

إقرأ أيضاً: من خان داريا: تركيا من جرابلس أم السعودية التي تخطط بالشمال؟
طرفان لا يمثلان الشعب السوري بكافة انتماءاته، طرف يأتمر بأوامر ملالي إيران بكل المحمول التاريخي للحقد الفارسي الأسود على العرب وأطماعهم في القضاء على فكرة الحرية والوطنية والبعد العربي لسوريا، وطرف يجمع شُذاذ الأفاق وعاهات العالم يأتمر بأمرة أجهزة عابرة للقارات لها أطماعها في إدارة الحروب وديمومتها، فيما يكاد الطرف السوري الذي حلم ويحلم بالحرية والديمقراطية والسلم الاجتماعي والذي خرج من أجل ذلك إلى شوارع المدن والقرى السورية يهتف ” واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” ” حرية حرية” هو الغائب الأكبر وهو الضحية الوحيدة في هذه المعمعة.

إقرأ أيضاً: مَن يقاتل مَن في سوريا.. وما هي التحالفات على الأرض؟
التطورات اليومية التي تغطي المقتلة السورية بملاءة سوداء توجب صرخةً سورية مدوية تلزم جبهات الشذوذ الإنساني ” التطرف ” عن التوقف والخروج من حياتنا ومن أرضنا ووقف كل الدعم الذي يستمدونه من خلف الحدود، لا بد من العودة إلى حل يجمع السوريين كلهم بإشراف عربي يضع حدا لنزيف الدماء المتواصل، لا بد من حل سياسي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية السورية التي هي أبعد من أن تكون فارسية شيعية الهوى أو داعشية قاعدية كما يحلو لبعض التفسيرات المغرضة وصف الثورة السورية بوصفها ثورة سنية.

*رئيس تيار الغد السوري

السابق
الساحلي:ما يحصل بسوريا هو حرب عالمية على محور المقاومة
التالي
الجيش التركي يعلن عن قتل 25 كردياً ارهابياً بغارة في جرابلس