هل قاتل داعش في جرابلس.. أم سلّمها لتركيا؟

جرابلس الرقة
خرجت عدة سيناريوهات تتحدّث عن أسباب سقوط مدينة جرابلس السريع على يد الجيش الحر المدعوم من القوات التركية أول أمس، وفرار تنظيم داعش بسرعة من المدينة السورية المحاذية لتركيا.

في بضع ساعات فقط سقطت معاقل التنظيم الإرهابي بيد قوات المعارضة السورية على إثر الضربات الجوية والمدفعية التي نفذتها تركيا وطائرات التحالف الدولي على مواقع داعش في جرابلس، ولم تتحدّث المعلومات عن سقوط ضحايا من الطرفين كما لم ترد أنباء عن حصول معارك عنيفة تسببت بدمار داخل المدينة.

 

وكانت التقارير أفادت ان عدد عناصر داعش داخل جرابلس يبلغ حوالي الألفي مقاتل، وإستطاع التنظيم إحكام سيطرته علىيها بمراكزه الامنية ومعاقله العسكرية التي نشرها في كامل أحياء المدينة.

 

لم تقنع رواية الحكومة التركية على لسان وزير خارجيتها ووزير الدفاع كافة أطياف المتابعين لاحداث جرابلس. واثار المرصد السوري لحقوق الإنسان قضية الإنسحاب السريع لمقاتلي داعش من مدينة جرابلس وتساءل: كيف يمكن لآلاف المقاتلين أن يخرجوا بهذه السرعة خفية عن المهاجمين من المدينة ويتوجهوا نحو مدينة الباب ونحو معقلهم الأساسي مدينة الرقة؟

 

وتساءل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، كيف اختفى مقاتلو داعش بظرف لحظات اثناء دخول قوات المعارضة السورية إلى المدينة، وأشار عبدالرحمن إلى أنه لم يسجل إشتباكات حقيقية بين داعش وتركيا في محيط أو داخل جرابلس ما عدا الضربات الجوية والمدفعية لتركيا والتحالف. كما أورد أن الإشتباكات الحقيقية حصلت بين القوات المدعومة تركياً ومجلس جرابلس العسكري المدعوم من الاكراد.

 

في السابق أشارت بريطانية وفرنسا مع سياسيين أميركيين إلى وجود علاقة سرية تجمع تركيا بتنظيم الدولة، وخرجت روسيا بوثائق مع صور وفيديوهات تظهر تورط الحكومة التركية بملف شراء نفط من داعش ومرور خزانات النفط عبر حدودها.بالإضافة إلى أن صحيفة “كلاسكامبن” النرويجية أفادت العام الماضي إلى أن كافة منتجات داعش النفطية تمر عبر تركيا وبيع عبر وسطاء رأسماليين بصفقات زهيدة جداً ومربحة.

 

ويرجّح المراقبون أن يكون ما حصل خلال عملية دخول الأتراك إلى مدينة جرابلس مسرحية تسلّم وتسليم، على غرار تمثيلية النظام في تدمر حين سلمت الدولة الإسلامية المدينة إلى النظام السوري وأشيع بعدها أخبار عن حصول معارك ضارية بين الطرفين.

 

منذ نشوء داعش ظهرت عدة وثائق تثبت تورط حكومتي العراق وسوريا بتسليم أراضى وإسترجاعها من داعش تماماً كما فعلت الحكومة العراقية بقيادة نور المالكي عام 2013 عندما سمح لقيادات وعناصر داعش بالتسلل إلى داخل مدينة الموصل الخاضعة حالياً إلى سيطرة تنظيم الدولة. وقالت ويكليكس حينها ان اهالي الموصل ارسلوا نداءات إستغاثة لمحافظ الموصل وللشرطة العراقية يناشدون فيها التدخل وردع عناصر داعش بعد ظهورهم العلني في شوارع واحياء المدينة دون استجابة.

 

وكان قد ظهر سابقاً إسم النظام السوري عبر ووثائق أميركية سربت عام 2014 كشفت قيام الأجهزة الأمنية للسجون السورية بتهريب عدد كبير من قيادات داعش إلى خارج سجونهم، لتعود وتظهر تلك الشخصيات كقيادات للتنظيم الإرهابي في الرقة.

 

 

السابق
المشنوق يؤكد ان الانتخابات النيابية ستجري بموعدها
التالي
داريا المقاومة توأم بيروت.. وجنود النظام توأم آلـ صهيون