التيار الوطني يشهر «سلاحه».. الحكومة تواجه خطر الشلل

جاءت خطوة "التيار الوطني الحر" التحذيرية بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء غداً مطابقة للتوقعات التي سبقته. وبدا واضحاً ان "التيار الوطني الحر" الذي سيغيب وزيراه جبران باسيل والياس ابو صعب عن "كرسالة اعتراضية تحذيرية" رداً على الاتجاه الى التمديد للقيادات العسكرية اراد من خطوته اختبار حلفائه قبل خصومه في منحى تصعيدي متدرج لا يزال يفتقر الى مظلة هؤلاء الحلفاء.

بدأ “التيار الوطني الحر” أولى خطوات التصعيد السياسي، بإعلانه مقاطعة جلسة مجلس الوزراء المقرّرة غداً الخميس، وهي خطوة ترَكت تساؤلات حول توقيتها ومغزاها والجدوى منها، وكذلك حول ماهيّة الخطوات التالية والمدى الذي ستبلغه “العاصفة السياسية” لضربِ الواقع السياسي. والواضح أنّ “التيار” ألقى الكرة بشكل أساسي في ملعب رئيس الحكومة تمام سلام، مقرونةً بدعوة غير مباشرة إلى عدم عقدِ جلسة الخميس، وبإشهار سلاح “الميثاقية”، قطعاً للطريق أمام أيّ محاولة لعقدِ الجلسة واتّخاذ قرارات وتعيينات أمنية أو إدارية في غياب المكوّن المسيحي.

وكان باسيل قد أعلنَ بعد اجتماع تكتّل “التغيير والإصلاح” مقاطعة وزراء “التيار” جلسة اليوم “كرسالة اعتراضية تحذيرية للحكومة لتتوقّفَ عن مخالفة القانون”. وأشار إلى أنّ “القضية متعلقة بميثاقية الحكومة” وسأل: “هل تجتمع من دون حضورنا؟ وهل سيتمّ تغييب القوى المسيحية؟”، وقال: “يمنعون الرئيس الميثاقي وقانون الانتخاب الميثاقي، فهل يريدون أن تصبح الحكومة أيضاً غيرَ ميثاقية؟”. لفتَ إلى أنّه “في ضوء الجواب المنتظر من رئيس الحكومة ومكوّناتها قد نصبح بعد الخميس أمام أزمة نظام نحن اليوم مَن يدافع عنه عبر المطالبة بتطبيقه السليم”.

إرباك حكومي

من المؤكد ان الموقف الناجم عن قرار تكتل الإصلاح والتغيير أحدث ارباكاً اضافياً، ليس للوزراء المسيحيين وحسب، بل لسائر الوزراء والكتل التي تقف وراءهم وباتت الأسئلة تتدحرج ضمن سياق لا معقول تعقد جلسة مجلس الوزراء غداً أو لا تعقد؟ هل التأجيل يساهم في معالجة المطالب العونية؟ هل الميثاقية الحكومية لا تتحقق الا عبر وزراء التيار العوني، وماذا عن سائر الوزراء الممثلين في الحكومة؟

اقرأ ايضًا: قيادة الجيش عودٌ على بدء: التمديد لقهوجي

سلام يرد: الجلسة في موعدها

إلّا أنّ اللافت بحسب المصادر أنّ سلام تلقّى الرسالة العونية، وجرى تشاور بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكذلك مع فريقه السياسي. وأكّدت مصادر سلام أنّ الجلسة ستُعقد في موعدها، والحكومة لن تتعطّل كلّما قرّر فريق مقاطعتَها احتجاجاً على ملفّ لا يُعجبه. ورفضَت الحديث عن غياب “الميثاقية” في جلسة الغد، مؤكّدةً أنّ “كلّ الطوائف ستكون حاضرة وممثلة”، وسألت: “هل الوزراء المسيحيون العشرة هم غير مسيحيين؟”.

برّي: لا للتعطيل

على أنّ الصورة كانت أكثرَ وضوحاً في عين التينة، حيث أكّد بري أمام زوّاره على رفض تعطيل الحكومة، كما على رفض تعطيل أيّ مؤسسة دستورية، وفي مقدّمها مجلس النواب. فقال إنّه يتابع كلّ الأمور وكلّ المجريات، وبمعزل عن أيّ شيء، فهو مع انعقاد الحكومة وليس مع تعطيلها تحت أيّ عنوان أو أي مبرّر، ومثل هذا الكلام أبلغَه أمس إلى وزير التربية الياس بو صعب.

وقالت مصادر نيابية في “التيار إن “كلام الرئيس برّي معاكس تماماً لموقفنا وللموقف الذي على أساسه تظاهرنا ضد حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة يوم خرج الوزراء الشيعة من حكومته”. وذكّرت بالمادة (ياء) من الدستور.

اقرأ ايضًا: التمديد لقائد الجيش أمر واقع… فلماذا الاعتراض العوني؟

“حزب الله” لا يتضامن مع عون

يترقب “التيار” موقفَ حليفه “حزب الله” الذي ما يزال يعتصم بالصمت، علماً أنّ مطّلعين يجزمون بأنّ الحزب قد لا يماشي حليفَه في موضوع مقاطعة الحكومة، مع احتمال أن يبادر الحزب إلى اتّصالات “لتبريد النفوس”.  وأوضحت مصادر وزارية ” أن “حزب الله” دخل على خط التواصل مع الرئيس سلام في محاولة لتأجيل الجلسة وتجنّب الإحراج مع الحليف العوني”.

اختبار للحلفاء

وبدا واضحاً ان “التيار” الذي سيغيب وزيراه عن جلسة مجلس الوزراء  اراد من خطوته اختبار حلفائه قبل خصومه في منحى تصعيدي متدرج لا يزال يفتقر الى مظلة هؤلاء الحلفاء بدليل ان حزب “الطاشناق” وحده قرر دعم التيار في خطوته بانضمام الوزير ارتور نظاريان الى وزيري التيار.

بكركي تحذّر.. وتنصَح

وفي المقابل، حذّرت بكركي من تجاوُز “الميثاقية” وتغييبِ المكوّن المسيحي، وذلك على لسان النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، الذي قال لـ”الجمهورية” إنّ “الرهان هو على حسِّ الرئيس سلام الميثاقي، إذ إنّه يَعرف التركيبة اللبنانية جيّداً ولا يمكنه أن يستمرّ بلا المكوّن المسيحي، لذلك يُفترض أن يتحرّك وفقَ ما تقتضيه المصلحة الوطنية”. لافتا الى خطورة أن “تستمرّ الحكومة من دون وزراء “التيار” والكتائب، فيما “القوات” غير مشاركة أصلاً، وبذلك يصبح المسيحيون خارجَ القرار”.

 

السابق
كبارة: للاسراع في حل حركة حماة الديار
التالي
المنافسة بين الشعار وريفي تحتدم