أحد المتهمين بتفجيري برج البراجنة… خارج السجن

تفجير برج البراجنة
علم موقع "جنوبية" أن المدعو دريد صالح أحد المتهمين المعتقلين بنقل وبيع المواد المتفجرة بتفجيري برج البراجنة، خرج من السجن بشكل مفاجئ في وقت أن 43 شهيدا سقطوا نتيجة للمواد المتفجّرة التي باعها لداعش بعلم أو غير علم بوجهة إستعمالها.

قبل مرور عام على المجزرة الداعشية التي ضربت منطقة برج البراجنة والتي كانت حصيلتها الدموية 43 شهيداً و239 جريحاً، وبعد الاعلان عن القبض على الشبكة الارهابية التي قامت بعملية التفجير بأمر من “داعش”، تحدّثت معلومات عن خروج احد المتهمين بالقضية وهو دريد صالح من السجن، فما هي اسباب اطلاق سراحه المفاجىء.

اقرأ أيضاً: هدر وفضيحة قانونية في بلدية برج البراجنة

هذه المعلومة التي أكدها مصدر من داخل البلدة رفض ذكر إسمه لـ”جنوبية” أن صالح خرج بشكل مفاجئ من السجن منذ حوالي الأسبوع، ولولا هذا المصدر لكان إلى حد الآن جاري التكتم عنه. إذ خرج دريد دون توضيح القرار الذي تم بموجبه إطلاق سراحه أو إخلاء سبيله، فكل ما يعلمه أبناء البلدة أنه تبين أن لا علاقة له بهذه القضية مع الإشارة أن المدعو صالح محمي من قوى الأمر الواقع في البلدة. مع العلم أن محاضر التحقيق والتي تم نشرها آنذاك تدين المدعو صالح بتهمة بيع المواد المتفجرة لأحد أعضاء داعش المتورطين بتفجيري البرج.

وللتذكير، فقد صدر القرار الاتهامي آنذاك بحق المتهمين الـ30 في قضية التفجيرين المزدوجين في البرج بإتهام 20 شخصا بجنايات تصل عقوبتها الى الاعدام ، وعقوبة تصل حتى ثلاث سنوات لـ15 شخصا من بينهم دريد صالح بتهمة بيع وتجارة المواد المتفجرة.

هذه المحاضر التي نشرت والتي تضمنت إعترافات المتهمين كاملة من بينهم صالح وإعتراف المتهم الآخر ابراهيم رايد (بتهمة نقل إرهابيين ومتفجرات إلى طرابلس) بشرائه من المتهم الأول المواد المتفجرة بعد تأمينها له وتسليمه إيّاها على دفعات مقابل أكثر من 15000 دولار أميركي من فايز الدبس ومن مختار عربصاليم مصطفى موسى الذي يملك رخصة باستيراد المواد المتفجّرة والفتيل والصواعق لأصحاب الكسارات والذي من الواضح أنه لم يتقيّد بشروط الرخصة والقوانين، حتى وصلت هذه المواد إلى تنظيم «داعش» الذي نفّذ بها التفجير المزدوج وخطّط لتفجير جبل محسن.

لكن صالح ومع اعترافه ببيعه “رايد”، المواد المتفجرة “وبأن الأخير طلب منه بأحد المرات تأمين 8 ربطات فتيل سريع، و15 صندوق كبسون، لبيعها من اصحاب الكسارات، فلبّى طلبه وجلب له الكمية المذكورة. على أن عمليات البيع هدفها جني الارباح ولم يكن على علم انها ستستخدم بأعمال تفجير داخل لبنان.

لكن رايد أكد في إعترافاته المدونة في محاضر التحقيق أنه إشترى “لصالح شتيوي” من دريد صالح 1500 صاعق كهربائي، و12 لفة فتيل وخمسة بنادق حربية نوع كلاشنكوف مع مماشط وذخيرة، وعشرة صناديق مواد متفجرة، ونقلها داخل مخبأ سري بسيارة فان هيونداي، ووضّبها دريد صالح داخل المخبأ، ودفع له مبلغ 8000 دولار.. وغيرها من المواد المتفجرة والذخائر والأسلحة وبعد استعراضها.. أكد رايد أن صالح كان على علم بوجه استعمالها «احزمة ناسفة» وعبوات لتنفيذ اعمال ارهابية في الداخل اللبناني، وان عملية برج البراجنة التي حصلت في 12/11/2015 كانت من ضمن المخطط لتلك العمليات.

تفجير برج البراجنة

وحول معرفة دريد صالح بشتيوي اجاب لم يكن يعرفه، انما كان يتواصل معه عبر الهاتف الخليوي، وانه كان يعلم بانتماء سطام الى تنظيم داعش وان المتفجرات ستصل الى التنظيم داخل سوريا.

الخبير الدستوري والقانوني المحامي أنطوان سعد، قال لـ “جنوبية” أن “المفترض أن يكون القرار الظني عرض على النيابة العامة ولم يتم إستئنافه وأنه عندما يأتي موعد مثوله أمام النيابة المحكمة العسكرية يتم إستدعائه مجددا”.

وتساءل سعد “هل يعقل لتاجر مخدرات أن يحكم بخمس سنوات فيما من يتاجر بمواد التفجير يخلى سبيله بهذا الشكل؟”

هذه اللمحة المختصرة من محضر التحقيق الذي أصدره أبو غيدا والتي يتضح من خلالها أن المدعو دريد صالح لم يقم فقط بتأمين المواد المتفجرة المستخدمة في تفجير الصخور في الكسارات فقط، إنما باع الإرهابيين أيضا بنادق حربية نوع كلاشنكوف مع مماشط وذخيرة!

وبعد كل هذا لم يعلم بعد ما هي الوجهة القانونية التي أصبح فيها صالح اليوم خارج السجن، في وقت لم يمر على توقيفه ثمانية أشهر فقط علما أن هذه التهمة ليست بجنحة صغيرة إنما تتعلق بتجارة الأسلحة، والتي وصلت بعلم أو غير علم إلى ايدي ارهابيي داعش.

اقرأ أيضاً: هل تتمدد مستشفى الرسول وتمحو سوق برج البراجنة؟

فكيف يتم التعامل معه وكأنه متهم بتهريب سجائر دخان؟ ولماذا لم يعلن في وسائل الإعلام خبر خروجه من السجن؟

السابق
السعودي: الحملات ضدّ مهرجانات صيدا حملة دعائية لإنجاحها
التالي
أحمد بعد عمران من تحت الركام: عطشان جيبولي ماي!