«حزب الله» مصمم على لعبة المقايضة: عون مقابل الحريري

سعد الحريري
لا يزال الوضع السياسي محكوماً بعطلة آب، بانتظار ما يمكن ان تنتجه جلسة الحوار في الخامس من أيلول، و"لعبة" المقايضة التي يمارسها "حزب الله" لتأمين المجيء بحليفه العماد ميشال عون رئيساً، ضمن عرض لتسوية تاريخية، يأتي بمقتضاها الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة.

ما زال “حزب الله” مصرّاً على طرحه عون في قصر بعبدا مقابل الحريري في السراي الحكومة، حسب ما أوضحت مصادر قيادية مطلعة على أجواء الحزب، والتي جزمت بأنه بمجرد أن ينزل الرئيس الحريري إلى مجلس النواب وينتخب عون رئيساً للجمهورية، فإنه سيتم تكليفه فوراً لترؤس الحكومة دون أي اتفاقات أو شروط مسبقة.

اقرأ أيضاً: بالفيديو سري الدين لـ«جنوبية»:«الجديد» انحازت لوهاب وهذا نص الحوار عن تهمة العمالة لإسرائيل

وفي حين أكدت مصادر بأن هذا الطرح هو نوع من فصل مسار السلة الكاملة عن موضوعي رئاستي الجمهورية والحكومة، وأنه يُشكّل فرصة حقيقية للحريري للعودة إلى السراي، أشارت في المقابل إلى أن الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالحكومة وتوزيع وزرائها وبيانها الوزاري والقانون الانتخابي سوف يأتي في مرحلة لاحقة تحت إشراف الرئيس برّي الذي وصفته بأنه يمكن أن يكون الضمانة وخط الدفاع الأوّل عن الحريري ظالماً كان أو مظلوماً.

وكان بارزا كلام عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي والذي أكد فيه أن “ظروف انتخاب العماد عون رئيساً آخذة في الاكتمال”.

ميشال عون

بين نصرالله وبري

وكان لافتاً للانتباه معلومات تحدثت عن لقاء حصل بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي والأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، في ضوء المواقف الأخيرة للإثنين، لا سيما موقف برّي والذي أكد فيه أنه “مع الرئيس الحريري ظالماً أو مظلوماً”، والذي فسّر بأن رئيس المجلس ما زال متمسكاً بترشيح رئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية، فيما أكد نصر الله في خطاب ذكرى انتصار المقاومة في حرب تموز التزامه بترشيح عون لرئاسة الجمهورية، طارحاً إمكانية المقايضة بين انتخاب عون وانفتاحه على أن يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة.

صمت الحريري إتجاه من المقايضة

حتى الآن، لم يتكلم شخصياً الحريري بحسب حول “لفتة” نصرالله، فهو حتى الآن، ليس في وارد أن يقدم على خطوة من نوع تبني “الجنرال”، بدليل تعمده طرح الأمر للمناقشة أمام كتلته النيابية، وهو أمر لم يكن بحاجة اليه، تماما كما لم يكن بحاجة الى فعله عندما تبنى ترشيح فرنجية منذ سنة.

مصدر وزاري في “8 اذار” يعتبر ان الحريري لا يزال صاحب الكلمة الفصل داخل التيار كما داخل الطائفة السنية. اضاف: “لا اتصور ان لدى الحريري شيئاً ليقوله في هذه المرحلة. وكما هو معروف فإن العلاقات بين الرياض و”حزب الله” سيئة جدا، بل هي علاقات صدامية، فكيف له ان يوافق على تضمين البيان الوزاري، وبأي صيغة كانت، ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”. ولا ينفي المصدر الوزاري ان رئىس تيار المستقبل بحاجة ماسة للعودة الى السرايا لانها خشبة الخلاص الوحيدة بالنسبة اليه، لكنه يفضل بقاء تمام سلام على رأس الحكومة لحين ان ينجلي الوضع الاقليمي فإما التسوية او الحرب التي لن توفر احداً في هذه الحال. ويلاحظ ان الحريري “تجنب او لم يتجرأ على التعقيب على “مبادرة” السيد نصرالله خشية ان يتم “القبض” عليه في مطار جدة”.

اقرأ أيضاً: مولدات الجامعة العربية تنفث السموم وأهالي طريق الجددة يحتجون

تفاؤل المشنوق

ولفتت “الجمهورية” إلى حالة ترقّب وانتظار السياسي يسود البلاد، مع كثرة الكلام عن توليفةٍ يجرى العمل عليها للخروج من الأزمة وتؤدّي الى انتخابِ رئيسٍ للجمهورية قبلَ نهاية السنة، وهو الأمر الذي عاد وشدّد عليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على هامش الجلسة التي انعقدت قبل ظهر أمس، حيث قال: “لا تستخفّوا بفترة أربعةِ الأشهر المتبقّية، فهناك متّسَع من الوقت لحصول أمرٍ ما”.

 

السابق
أسهم أوروبا تتجه لأكبر خسارة أسبوعية
التالي
سلهب: لا ازمة حكومية في المدى المنظور