زيارة شكري: استطلاع مصري بلا مبادرة

وزير خارجية مصر سامح شكري
برز أمس اهتمام مصري بالشأن اللبناني عموماً والاستحقاق الرئاسي خصوصاً، تجلّى بزيارة وزير خارجية مصر سامح شكري الذي أجرى محادثات مع المسؤولين الكبار تناولت ما يمكن مصر أن تقوم به للمساعدة على حلّ الأزمة.

انشغلت الساحة المحلية أمس بتتبع خيوط محاولة مصر من انتشال لبنان من أزمتها المؤسساتية المستفحلة، فتم متابعة ورصد ما يحمله وزير خارجية مصر سامح شكري إلى بيروت من مساعٍ للمساعدة على حلحلة العقدة الرئاسية فكان التقاطع سياسياً وديبلوماسياً حول رسم عنوان عريض للمبادرة المصرية يضعها في سياق الدفع باتجاه تحقيق التوافق بين اللبنانيين أنفسهم باعتبارهم أهل الحل والربط في أزمة بلادهم.

اقرأ أيضاً: انشقاق في حزب وئام وهاب وسري الدين يحمل على سرايا المقاومة

فجال شكري على المسؤولين اللبنانيين، وعبّر لرئيس مجلس النواب نبيه برّي عن تطلّع بلاده “لأداء دور إيجابي في معاونة الأطراف كافّة على التوصّل إلى تسوية للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذه الأزمة”.

وأوضَح بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام أنّ هدف زيارته “هو تأكيد اهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين”، وقال إنّ بلاده “تعمل دائماً لتحقيق مصلحة مشتركة، بعيداً من ممارسة أيّ نوع من الضغوط أو النفوذ”.

كما أكّد بعد لقائه وزيرَ الخارجية جبران باسيل، أن ليس لدى مصر “أيّ نوع من التفضيل أو التوجيه أو التزكية لطرف على حساب آخر”.

وليلاً أقام شكري في منزل السفير المصري محمد بدر الدين زايد في دوحة الحص عشاءَ عمل، شاركَ فيه الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميّل، وزير المال علي حسن خليل ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزير ريمون عريجي ممثّلاً النائب سليمان فرنجيه ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

الفراغ الرئاسي في لبنان

وعلم ” من مصادر المجتمعين أنّهم تطرّقوا إلى كلّ القضايا الداخلية المطروحة وأنّ شكري كان مستمعاً، ووجّه أسئلة كثيرة إلى الحاضرين حول ما هو مطروح على طاولة الحوار الوطني والمخارج التي يرونها لإنهاء الأزمة من دون أن يدخل في أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهورية، وفي المختصر استطلعَ شكري آراء الحاضرين ورؤيتهم للحلول المطلوبة للأزمة.

وفيما أكد عون أنه يمثل الأكثرية المسيحية داعياً إلى استفتاء شعبي في حال رفض انتخابه، فيما تمسك سليمان والجميل والسنيورة وعريجي بوجوب العودة إلى الدستور، أما جعجع فاعتبر أن الأزمة معقّدة مقترحاً دعم عون للخروج منها. وأضافت المصادر أن عون وباسيل شددا على وجوب أن يكون القرار في الخيار الرئاسي “مسيحياً”، فيما أكد السنيورة من جهته ما سبق وأعلنه على طاولة الحوار لجهة أن يكون الرئيس مقبولاً في طائفته ولدى الطوائف الأخرى.

وأوضح بيان للسفارة المصرية في لبنان أنه “تأكيداً لمواقف مصر الثابتة في شأن الأوضاع اللبنانية والتي عبَّر عنها السيّد الرئيس عبد الفتّاح السيسي في أكثر من مناسبة استقبل فيها سيادتُه مسؤولين لبنانيين، فقد احتلّت مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان المحورَ الأهم في حديث أطراف الطاولة، حيث أكّد الوزير سامح شكري اهتمامَ مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتّفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت، رابطاً بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطرَ النزاعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظاً على مصلحة شعبه الشقيق”.

وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة ان الجهود المصرية لكسر حلقة الجمود في الاستحقاق الرئاسي، لا تبدو أكثر من محاولة محكومة “بالستاتيكو الاقليمي”، مشيرة إلى ان زيارة شكري لا تحمل أية مبادرة بالنسبة لرئاسة الجمهورية بقدر ما هي تأكيد على استعادة دور مصر بالنسبة للأشقاء العرب.

وعلم من مصادر وزارية ان محادثات شكري في بيروت جاءت بالتنسيق مع السعودية وفرنسا والفاتيكان وروسيا والولايات المتحدة الاميركية وستنقل حصيلتها الى هذه الدول. وقالت إن توقيت الزيارة أهم من نتائجها نظراً الى بعدها العربي في مرحلة كان الغياب العربي عن لبنان قبل الزيارة كاملاً.

اقرأ أيضاً: نصرالله…والتسوية مع داعش!

واعتبرت مصادر أخرى ان المبادرة المصرية تجاه لبنان انطلقت منذ مطلع السنة الجارية، لكنها جمدت بعدما لمس السفير المصري ان الظروف لم تكن مهيأة لها، وان القاهرة اعادت تحريكها في اطار اعادة تفعيل دورها العربي.

السابق
«جنوبية» من شبعا إلى الصرفند لكشف حقيقة المحاصصات الاستشفائية والإشكالات الأمنية
التالي
مياومو الكهرباء اعتصموا امام مقر عين التينة مطالبين بلقاء بري