(أ.م)، القاصر المغتصبة ابنة السادسة عشر عاماً، لم تعد فقط ضحية الاعتداء الجنسي وإنّما ايضاً ضحية القضاء وسلطة النفوذ، وضحية الذكورية التي لا تترك ذريعة إلا وتستغلها لتجلد الفتاة بتهمة الشرف.
قرار إخلاء سبيل الشبان الثلاثة المتهمين بالجريمة، اثار ضجّة واسعة، فعلّق نقيب المحامين في الشمال فهد المقدم والذي قد تكفّل بهذا الملف دفاعاً عن حقوق الفتاة، عبر صفحته فيسبوك بتدوينة وتضمنت:
“استئناف قرار تخلية سبيل المدعى عليهم الثلاث في قضية القاصر المعتدى عليها استلمته الهيئة الاتهامية المناوبة الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر وكان امامها العديد من الملفات قبلها..
كيف استطاعوا قراءة الملف واتخاذ القرار بهذه السرعة ولماذا بت بالطلب قبل غيره وبسرعة لم تمكنهم من مناقشة الملف والاطلاع عليه..ومن هي الجهة التي اوعزت بذلك؟..”
هذا التعليق الذي يثير التساؤلات حول الشفافية في التعاطي مع هذا الملف، وحول الجهة الضاغطة لعرقلة القضاء وتسييسه، دفعنا للتواصل مع النقيب…
نقيب المحامين الذي أكدّ لـ”جنوبية” ما كتبه عبر صفحته فيسبوك وهو أنّ “قرار استئناف تخلية سبيل المدعى عليهم استلمته الهيئة الاتهامية المناوبة الساعة الواحدة و النصف بعد الظهر و كان أمامها العديد من الملفات قبلها”، متسائلاً “كيف تمّ البت وقراءة الملف واتخاذ القرار بهذه السرعة”.
كما لفت أنّ ” قرار التخلية قد تمّ تداوله عبر مجموعات الواتسأب قبل أن يصل إلينا”.
وأوضح المقدم أنّ “من يقوم بضرب شخص يتمّ سجنه لفترة أطول”، ليؤكد أنّ “إطلاق سراح المتهمين الثلاثة ليس براءة لهم من التهم المنسوبة وقد قمنا بتقديم استئناف بالقرار الظنّي والقرار سيصدق من الهيئة الاتهامية الأساسية في الأول من أيلول”.
وأشار أنّه “في حال صدر القرار بأنّ ما اقترفه الشبان جنحة سوف نطعن لأنّ هذه جريمة ارتكبت بحق الفتاة القاصر التي تمّ استغلالها”.
إقرأ أيضاً: عن الإعلام الداعر.. وقاصر «طرابلس» المغتصبة
ولم ينفِ المقدم أنّ هناك ضغوطاً سياسية تمارس في هذا الملف كما همس في التدوينة أمس، مؤكداً”هناك بالتأكيد تدخلات سياسية و لكن لن أكشف عن الأسماء الآن حتى لا يتغير مسلك الملف من قضية اجتماعية إلى معركة سياسية”.
وأضاف مؤكداً “سوف أتابع بهذا الملف وسوف أدافع عن الفتاة القاصر ضمن الأطر القانونية ولأسباب اجتماعية، ولن أتراجع حتى يأخذ القضاء مجراه”.
إقرأ أيضاً: بالصورة: بعد الإفراج عن المتهمين بقضية اغتصاب القاصر.. استقبلوهم كالأبطال!
ليختم المقدم معلقاً على الاحتفالات التي رافقت اخلاء سبيل المتهمين، إذ قال “من المحزن أن يقوم البعض بتشجيع هذه الافعال، ولا بدّ أن نشكر أهل السياسة الذين تدخلوا بهذه القضية الأخلاقية، وفي هذا السياق لا بدّ أن أشير أنّي في القريب سوف أجتمع مع نقيب المحامين في بيروت وسوف يكون هناك نقاش حول فصل السياسة عن القضاء”.
