هل يحصل «حدث أمني كبير» يوصل ترامب الى البيت الأبيض؟

دونالد ترامب
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لا يزال ترامب المرشح الأوفر حظًا على الرغم من تصريحاته التي وصفها هولاند بالمثيرة للإشمئزاز، وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة الي يتعرض لها من قبل الجمهوريين!

لا تزال حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2016، تتأرجح خصوصًا بعد تصريحاته بشأن العائلة الأميركية المسلمة التي قتل ابنها الجندي في الحرب على العراق عام 2004. الأمر الذي رفع وتيرة الانتقادات الحادة داخل الحزب الجمهوري لترشيح ترامب، ووسع الانقسام بين الجمهوريين في خضم المنافسة مع الديموقراطيين واشتعال الحملة الانتخابية لنيل منصب الرئاسة.

اقرأ أيضاً: ترامب معنا أم ضدنا؟

فبعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي بدأت مؤشرات الاستطلاع ترتفع لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بواقع تسع نقاط بحسب آخر استطلاع للرأي صدرت نتائجه يوم أمس الاثنين. فبحسب الاستطلاع حظيت هيلاري بـ 52% من الأصوات مقابل 43% لدونالد ترامب. ويرى 60% من المستطلعة آراؤهم أن ترامب غير مهيّأ لمهام الرئاسة مقابل 60% يرون أن كلينتون مهيأة لذلك.

البيت الابيض

ولكن خوف غالبية الشعب الأميركي المتصف بالاعتدال ونبذ العنصرية، من وقوع الكارثة الانتخابية بوصول رجل الأعمال والملياردير في نيويورك الى البيت الأبيض تتزايد. فالستة أشهر ما قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تعتبر شهور الفضائح بحسب ما اعتيد على توصيفها، ومن المتوقع استمرار خروج المزيد من فضائح المرشحين في الوسائل الاعلامية للتأثير على الرأي العام، أمّا الحدث الذي سيحدد مصير الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة هي ما اصطلح على تسميته بـ«مفاجأة تشرين الأول» التي اعتاد الأميركيون الاعتماد عليها لتحديد خيارهم، والخوف هو أن تتعرض أميركا إلى حدث أمني كبير يمكن ان يحسم النتيجة لصالح ترامب.

المحلل السياسي الدكتور سامي نادر أكّد في حديث لـ «جنوبية» أنّ «ترامب لا يزال الأكثر حظًا في الوصول الى البيت الأبيض، سامي نادروهذا يعود لعدّة أسباب أبرزها تبني ترامب الخطاب العنصري الذي يعلم جيدًا أنّه الخطاب الشعبوي الذي جذب الطبقة العاملة التي تأثرت باليد العاملة المهاجرة إلى الولايات المتحدة، خصوصا مع تراجع النمو وتضاؤل فرص العمل، وتراجع الخدمات الاجتماعية».

وتابع نادر «توجّه القاعدة الشعبية لانتخاب ترامب الذي يتبنى مبادئ بعيدة عن مبادئ الحزب الجمهوري، سببه تنامي الموجة الأميركية والعالمية ضدّ النخب السياسية والاقتصادية..والتخوف من الارهاب الذي ضرب عمق اوروبا وينتشر في العالم» ولفت نادر إلى أنّ «تزايد الاعتراض على ترشيح ترامب داخل الحزب الجمهوري لا يغير موقف الحزب من تبني ترشيحه لأنّ الحزب ملزم بتبني ترشيحه بعدما اكتسح منافسيه عبر أصوات القاعدة الشعبية».

وعن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط رأى نادر أنّه «من الصعب توقع السياسة الخارجية للولايات المتحدة إذا وصل ترامب للبيت الأبيض، فإن حكَمنا على أقواله، فإن ما سيحصل هو كارثة، ولكن ما يتبعه ترامب في خطابه قبل الانتخاب يهدف إلى جذب الناخبين، لذلك لا يمكن البناء على خطاباته. أمّا هيلاري كلينتون فإن سياستها التي تنوي انتهاجها واضحة لأنها من المنظومة الأميركية القائمة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تعود للسياسة التقليدية عبر أخذ مسافة من ايران ونظام الاسد، وترميم العلاقة مع تركيا وتقوية العلاقة مع اسرائيل…».

اقرأ أيضاً: لعبة ترامب العنصرية تهدد حياة الأميركيين

وبالاستنتاج مما ورد، فإن تصريحات ترامب المثيرة للجدل، وعنصريته الفظّة جعلت الرئيس الاميركي باراك أوباما يقول أمس بأن ترامب «لا يصلح أن يكون رئيسا»، فيما ندد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند بـ«تجاوزات» ترامب التي وصفها «بالمثيرة للإشمئزاز»، إلاّ أنّ هذه التصريحات من قبل النخب السياسية إن العالمية أو داخل الحزب الجمهوري لن تستطع تغيير رأي الطبقة العاملة التي دعمت ترشيح ترامب بسبب خطابه المحلّي القوي الذي تبنّاه، ولو أنه يتسم بالعنصرية، ويؤكد متابعون لمزاج الرأي العام الأميركي، أن أي حدث أمني كبير ليس في أميركا فحسب، ولكن حتى في أوروبا مثلا، سيكون له ردود فعل عنيفة تؤثّر سلبا على هذا المزاج، الذي سيشعر بحاجته لحماية ترامب القوي، فيأتي به رئيسا يحتل المقعد الأول في العالم.

السابق
مصدر في الخارجية لـ«جنوبية»: علمنا من الإعلام بترحيل اللبنانيين في السويد!
التالي
تعرض الإعلامي سالم زهران لحادث سير مروّع على طريق إدلب – بيروت