لعبة ترامب العنصرية تهدد حياة الأميركيين

دونالد ترامب
شهدت أميركا في الآونة الأخيرة موجة من الأحداث العنصرية، وذلك على خلفية الشعارات التي رافقت حملة المرشح الأميركي للرئاسة الأميركية دونالد ترامب. ويرى محللون أن حملات العنصرية هذه بدأت تهدد سلامة وأمن الولايات الأميركية.

عندما اعلن موت أدولف هتلر عام 1945 صدرت قرارات عن مؤتمر بوتسدام لإجتثاث الفكر النازي وإعادة تعليم الفرد الألماني وفق معايير جديدة، بدا خلال النصف الثاني من القرن العشرين أن تلك القرارات قضت تماماً على دهاليز الفكر النازي.

اقرأ أيضاً: قراءة في مستقبل الشرق الأوسط الجديد بين دول لامركزية، إتحادات فدرالية أو كونفدرالية

ومع الأسف، لم تسر الأمور كما يجب. فقد سجل العقد الأخير تحركات جديدة للنازيين الجدد، وتمكنوا من السيطرة على قرار بلدة ألمانية تدعى هالبرشتادت حين منعوا المغني «قسطنطين فيكر» من اقامة حفلته الموسيقية لأنها تتبنى أفكارا معادية للنازية. حينها إستنكرت الصحف الألمانية حالة الخضوع لأوامر النازيين في البلدة فإعتبر هؤلاء ما حدث إعلانا صريحا عن إستسلام سلطة ميركل الموكل لها محاربتهم.

غير أن روح الشر لدى أحفاد هتلر بقيت تقض مضجعهم حتى عادوا إلى المطالبة بإرجاع ألمانيا إلى مجدها. ولكنها حرب دعايات يقودها النازيون الجدد على التاريخ. فأي مجدٍ يسعون لإسترجاعه، ما دام أغلبه ملطخ بدماء الأبرياء وقذارة سمعة مخيمات الإعتقال والتوسع الإستعماري والقتل «الممنهج» ليهود أوروبا.

اخذ مصطلح «الاعتداء الممنهج» مساحة واسعة من ردود فعل المعترضين على الاجواء العنصرية في أميركا. لقد نشر «موقع إرم» العربي مقالاً حمل عنوان «هل تثأر الشرطة الأميركية من أوباما بتعنيف السود» وعلاوة على وقع العنوان المبالغ به، إستطاع مضمون المقال نقل صورة للواقع الذي تعيشه أميركا اليوم عبره شرحه تفاصيل الجنون العنصري «الممنهج» من أصحاب البشرة البيضاء ضد البشرة السوداء.

يكثر دونالد ترامب من إستخدام مصطلح «تاريخ المهاجرين» و«تاريخ الهجرة إلى أميركا». أثناء خطابه الذي أعلن به ترشّحه رسمياً عن الحزب الجمهوري، فقد بنى ترامب لمحة عن السياسة الأمنية التي ستعتمدها أميركا خلال فترة توليه الحكم، وسيكون للشرطة الدور الاكبر في فرض الأمن.

هذا ما أعلن عنه الرجل يوم قال «الهجمات التي تستهدف قوات الشرطة في بلدنا، والإرهاب في مدننا تهدّد نمط حياتنا، والمهاجرون غير الشرعيين ينتهكون القانون ويقتلون رجال الشرطة».

إن أغلب اصحاب البشرة السوداء قدموا من أفريقيا إلى أميركا، وبالتالي فإنهم ينتسبون إلى «تاريخ الهجرة إلى أميركا» التي يتحدث بكثرة عنها ترامب ويجيّش الآلاف لمحاربتها، وحتى الآن يثبت نجاحه بذلك.

الشعب الأميركي السود

في فيديو عرضه موقع Mic الأميركي، صرخ احد مناصري ترامب داخل ميترو في مدينة نيويورك بوجه إمرأة سوداء طالباً منها إطاعة أوامره وبدا الرعب جلياً على وجه المرأة.

إن الرعب نفسه يسكن المتظاهرين السود المناهضين لتصرفات الشرطة الاميركية، المُطالبة أساساً بإحقاق العدالة لأكثر من 187 مواطناً أسوداً قتلوا في عام 2016.

ويعتقد الكثير من السود أن لا أمان لهم في حال وصول الرجل العنصري الأبيض إلى الرئاسة الأميركية، فمن المؤكد أنه سيطلق يد الشرطة الأميركية داخل أحيائهم ومناطقهم والتي بدورها ستحصد المزيد من الأرواح في لعبة التمييز العنصري التي يقال أن نيرانها أخمدت منذ عقود طويلة.

اقرأ أيضاً: مَهْرُ المدنيّة والديمُقراطِية المُعجّل والمُؤجّل

ولكن ترامب لا يعير إهتماماً بدماء المواطنين السود، طالما أنه كرس مبدأ هيبة الشرطة فوق كرامة المواطنين الذين بدأوا يشتكون من تفشي الإحساس العنصري. وبالنسبة له فإن هؤلاء المواطنين «السود» جاؤوا إلى بلده من خلف البحار ويجب ضبطهم، وكبح طموحهم لعدم تكرار المشهد الذي أدى إلى تزعم الرئيس أوباما للبيت الأبيض.

إن ترامب ليس مسؤولاً عن خلق العنصرية بين العرق الأسود والأبيض ولكنه مسؤول عن إعادة تحريك المياه الراكدة بينهما. ومع ان احتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض في واشنطن ما زالت حظوظه غير قوية إلا أن المشاكل التي أشعل نارها ستصل إلى حقبة هيلاري كلينتون، وحينها ستحتاج أميركا إلى إعادة تعليم افرادها دروس تاريخية لمضار العنصرية وخطرها على سلامة وحدة الأمة الأميركية.

السابق
عدّ يا أبي
التالي
سويد: تحسين خياط لديه تشويش في الرأس.. وهذا ما ينتظره منّا