السباق السعودي الإيراني للوصول إلى البوابة الإسرائيلية

لم تتوضح للآن الصورة الحقيقية من اللقاء الذي جمع الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي بالمسؤولين الإسرائيليين في القدس. وأتت البيانات الصادرة من الطرف السعودي متباينة تماماً وتختلف عما جاء في التقارير الرسمية السعودية.

حصدت زيارة الجنرال عشقي ردود فعل سلبية عبرت عن إستيائها من محاولة السعودية عبر خطوطها غير الرسمية بناء جسور تواصل مع اسرائيل في محاولة صريحة للتطبيع معها شأن الأتراك. بينما يراها اخرون خطوة مهمة لكسر جدار النزاع العربي – الإسرائيلي.
إلتقى الجنرال عشقي مدير عام الخارجية الإسرائيلية دوري غولد. وعُرف غولد بموقفه المعادي للمملكة السعودية بعد مجموعة أبحاث ومقالات صدرت له تناول فيها علاقة السعودية بتغذية التطرف الإسلامي. وخلال الفترة التي كان بها سفيراً لإسرائيل في الامم المتحدة صدر له كتاب بعنوان “مملكة الكراهية: كيف تدعم المملكة السعودية الإرهاب الدولي الجديد”. إضافة إلى ذلك، نشر غولد عدة مقالات واحدة منها حملت عنوان “السعودية تدعم الإرهاب الدولي” إتهم فيها السعودية بتغذية العقل المتطرف الضالعة بأحداث 11 أيلول.

وفي تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قال عشقي أن لا تعاونا أمنيا يجمع إسرائيل والمملكة السعودية بما يخص مكافحة الإرهاب على رغم من وجود نقاط مشتركة في ملف الإرهاب ولكن الإختلاف في كيفية مكافحة الإرهاب. كذلك تحدث عشقي خلال مقابلة له مع قناة 24 عن حاجتهم لرئيس «قوي ومنطقي» كرئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو، داعياً نتنياهو إلى القبول بالمبادرة العربية للسلام.

الجنرال عشقي

وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن إستنكار حزب حداش الإسرائيلي للخطوة السعودية واصفاً إياها بغير الإعتيادية، لأنها تهدف إلى إفراغ مبادرة السلام العربية والتخلص من طرح حل الدولتين القائم على حق الفلسطينيين في تحديد مصيرهم. أما صحيفة «معاريف» الإسرائيلية فجاءت إفتتاحيتها بعنوان «إن شاء الله، السنة القادمة في الرياض» وهو وعد أطلقه عشقي لنواب في الكنيست الإسرائيلي.

وأثناء البحث عن إسم انور عشقي في موقع قناة العالم الإيرانية، بدا جلياً اهتمام القناة بأخبار الرجل السعودي. إن اللغة العدائية لقناة العالم الإيرانية ضد اللواء عشقي دفعتها في كانون الثاني من العام الفائت إلى عنونت إحد الفيديوهات بـ«فضيحة: صحفية تمسح الأرض بالجنرال السعودي أنور عشقي» ويظهر الفيديو قيام المحللة رولا جبريل بتوجيه كلاماً قاسياً جداً إلى عشقي، قالت فيه أن السعودية لا تفقه في الديمقراطية وأنها متورطة بتمويل الإرهاب العالمي.

يرى بعض المحللين أن بناء علاقات بين إسرائيل والسعورية هو فحوى الرسالة التي أرادت الأخيرة توجيها لتل أبيب عبر إنشاء علاقات ذات أسس جديدة على ضوء التسوية السورية القادمة.

تسعى إيران بدورها إلى الفوز بقطعة من التسوية السورية. إن مجريات الحدث السوري والتطبيع التركي ـ الإسرائيلي الأخير يصب في سيناريو إعادة صياغة الصراع العربي ـ الإسرائيلي وقبول إسرائيل على قاعدة أنها دولة واقعية ويجب التعاون معها لحل نزاعات منطقة الشرق الأوسط عموماً وسوريا وفلسطين خصوصاً.

إقرأ أيضاً: جريدة «الأخبار» تتهم السعودية بالتحالف مع اسرائيل

ويبدو أن السعودية قررت أن تسابق ملالي إيران بالوصول إلى البوابة الإسرائيلية. أما عن الإنزعاج الإيراني من الخطوة السعودية، فقد برز صراحة عندما هاجمت الصحف الإيرانية والمواقع الموالية لإيران زيارة عشقي. وخصصت قناة العالم ما يقارب الثماني مواد لإستعراض تداعيات زيارة عشقي لإسرائيل وسلبياتها على الموقف والشارع الفلسطيني.

وكانت كشفت حركة حماس عن وجود تفاوض غير مباشر بين إيران وإسرائيل يقود دفته رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير.
في السنة الفائتة أعلنت روسيا عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع إسرائيل لمراقبة سير العمليات العسكرية فوق الأراضي السورية وكشفت موسكو في الأيام الماضية عن إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل ستشمل قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.

إقرأ أيضاً: الجنرال عشقي لاذاعة جيش الاحتلال: اسرائيل والسعودية «شركاء» ضد ايران والارهاب

تفهم إيران مدى تورطها في الملف السوري وكمية التنازل الذي يجب أن تقدمه في حال إختارت لبقاء في سوريا. فاستمرار تهديدها العلني لإسرائيل في الوقت الراهن لن يستلطفه فلاديمير بوتين الموكل إليه إنشاء مناخ أمن للدولة العبرية.

وكي لا تخرج ايران خالية الوفاض من اللعبة السورية في حال توصل الروس والأميركيين إلى حل. فانها تحاول الإستفادة من الثغرة التي فتحتها روسيا مع حكومة بنيامين نتنياهو كي تطل برأسها على الساحة السورية وتوجه رسائل حسن نية لإسرائيل، فطهران تعلم ان تل أبيب باتت هي المعبر الرئيسي لأي خل للأزمة السورية، مع الإشارة إلى ان حزب الله والميلشيات الشيعية المنضوية تحت البيرق الإيراني يقاتل أفرادها أينما وجهتهم بوصلة الحرس الثوري.

السابق
مورينيو يمنع لاعبي مانشستر يونايتد من لعبة «بوكيمون غو»
التالي
اسرائيل في احسن حالتها