عبد السلام كريمة نجح بإبداع توفير الكهرباء

عبد السلام كريمة
في وقت لا يفسح مجال للمبدعين في لبنان ان يعبروا عن انجازاتهم وابداعاتهم في ظل غياب البيئة الحاضنة لهم، فاز إبن طرابلس من منطقة البداوي المهندس عبد السلام كريمة بالمرتبة الأولى، ضمن إطار برنامج "الأفكار الإبداعية" الذي تُعلن عنه سنوياً إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) التي يعمل فيها كريمة، بعد ان نجح في ابتكار جهاز لتوفير الطاقة الكهربائية.

وفي خطوة تعتبر فاتحة خير لبنانية في عالم الصناعة، نجح عبد السلام كريمة في إقناع شركة “الريجي” بتبني وتنفيذ مشروعه نظرا لجدواه وأهميته إذ ساهم استخدامه في خفض فاتورة الكهرباء والحد من استهلاك المازوت للمولدات بسبب تخفيض الطاقة الظاهرة Apparent Power KVA” . إلى ذلك ساهم في زيادة القدرة الاستيعابية للشبكة الكهربائية في مصنع “الريجي” بما بين 20 و40 في المئة، وأيضًا إلى استقرارية جهد الشبكة، وتخفيض الطاقة الارتكاسية KVAR الى اكثر من 90 في المئة، وساهم الجهاز كذلك في تحسين معامل القدرة PF ( لا يقل عن 0,98) لتقليل الفاقد والاستفادة الكاملة من المعدات.

اقرأ أيضاً: فوضى الضاحية (3): مافيا الكهرباء.. إدفع ثمن 7 أمبير واحصل على 3

وبهدف الإضاءة أكثر حول هذا الإبتكار عرّف كريمة لـ “جنوبية” جهاز توفير الطاقة الذي يحمل اسم” Power Factor Correction” بأنه “في الواقع جهاز لتعديل ورفع الكفاءة والفاعلية في النظام الكهربائي، ما بين الأجهزة الكهربائية الحدثية ومصدر الكهرباء. ويتم ذلك بامتصاص الطاقة الارتكاسية العكسية (KVAR) من الأجهزة الكهربائية والأسلاك وتخزينها في المكثفات الموجودة في الجهاز”.

وفيما تحوّلت معظم دول العالم الى الطاقة المتجددة والنظيفة، واعتمدت الطاقة الشمسية كطاقة بديلة ، ولا يزال لبنان عالقا في أزمة الكهرباء والتقنين وطرق إستغلالها. قال كريمة “هناك حلول أخرى غير البحث عن الطاقات البديلة للخلاص من أزمة الكهرباء من خلال ترشيد الاستخدام ووقف هدر الطاقة الكهربائية التي تستطيع كل المصانع اللبنانية الاستفادة منه حتّى أصحاب المولدات الكهربائية يمكنهم إستخدامه بزيادة أعداد المشتركين فبدلا من مئة مشترك ممكن أن يزيد إلى الـ 120.

ناصيف سقلاوي
مدير عام شركة الريجي المهندس ناصيف سقلاوي

وأوضح كريمة أن هذا “المشروع ليس اختراعا بل هو جهاز الكتروني موجود، لكنه غير متداول كثيرا كان يتطلب العمل على تطويره من جميع الجهات”. وشرح ” أنه أنجز الجهاز “ضمن مشروع تخرجي في كلية الهندسة – جامعة المنار- طرابلس، قسم الهندسة الكهربائية عام 2015. وكان الهدف منه خلق توازن بين مصدر الكهرباء والأجهزة الكهربائية، عبر امتصاص الطاقة الارتكاسية العكسية (KVAR) من الأجهزة الكهربائية والأسلاك، ثمّ تخزينها في المكثفات الموجودة في الجهاز، بعد تعديلٍ يرفع فاعلية النظام الكهربائي”.

وأشار كريمة في هذا السياق، أن “الحاجة أصبحت الآن إلى مشاريع واقعية تحاكي الواقع اللبناني وحاجة السوق الفعلية لمشاريع انمائية ولو كانت بسيطة لما لها من انعاكسات ايجابية وحاجة فعلية أكثر من المشاريع الابداعية الغير قابلة للتنفيذ في لبنان، وذلك عن طريق مقاربة المناهج التعليمية مع الواقع، إضافة الى التواصل والتنسيق الدائم بين شركات الهندسة وكليات الهندسة والخريجين الجدد “.

اقرأ أيضاً: حقائق ومعلومات بالأرقام تفضح فسادا في «ملف النفط»

وخلص كريمة بالتنويه بخطوة شركة “الريجي” التي يعمل ضمنها وبمديرها المهندس ناصيف سقلاوي  لاهتمامهم بتطوير قدرات العاملين وتحفيزهم لأجل ابتكار وتقديم أفكار ومشاريع تساهم في زيادة انتاجيتهم وانتاجية المصنع مما يرتد بالتالي ايجابا على خزينة الدولة “.

السابق
استياء في حلب بعد ذبح حركة «الزنكي» لطفل فلسطيني
التالي
العثور على جثة ضابطة أمريكية في فندق بالإمارات