غاز لبنان مهدد بالسطوة عليه من قبل إسرائيل؟

كتب جان عزيز في” الاخبار”: غاز لبنان: إسرائيل شفطت الثامن والحق ليس على الطليان

كان الطليان، جيراننا المتوسطيون، يحققون تقدماً غازياً كبيراً في جوارنا. في مصر سيطروا على القطاع عبر شركة ENI الإيطالية. والشركة نفسها شغالة في قبرص أيضاً. أرسلت الشركة الإيطالية إلى بيروت أكثر من موفد ووسيط وصديق. حملوا جميعاً رسالة واحدة إلى المسؤولين اللبنانيين: الوقت ينفد بسرعة بالنسبة إليكم. أمامكم سنتان أو ثلاث سنوات على أبعد تقدير. إن لم تصبحوا خلال هذه الفترة حاضرين في سوق الغاز الفعلية في الحوض الشرقي للمتوسط، فستبقون خارجها إلى الأبد، أو إلى أمد بعيد بشكل مؤكد. إذا أسرعتم، يصير غازكم ثروة مستقبلية قابلة للتسعير بمئتي مليار دولار. أما إذا لم تفعلوا، فسيتحول غازكم ــ عند استخراجه بعد عمر طويل ــ لمجرد الاستهلاك المحلي فقط. تصبح قيمته مساوية تماماً لكلفة قوارير غاز منازلكم لا غير. مليار دولار بهامش بسيط صعوداً أو نزولاً. ففي وقتكم الضائع هذا، سيكتمل استخراج الغاز المصري الوفير أصلاً، وكذلك القبرصي. ويرتبطان معاً. وتتجسد سكة تسويقهما في الغرب. وستنخفض كلفة استخراج الغاز الصخري حول العالم، ويكمل الاقتصاد الدولي ركوده. وبالتالي يتواصل تراجع الأسعار كما الحاجة إلى الطاقة، فيما تتقدم بشكل مواز عمليات الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة… أكثر من ذلك، نقل الطليان إلى اللبنانيين كلاماً آخر تحذيرياً. على هامش تشجعيهم، تذكروا فجأة: بالمناسبة، نسينا أن نحذركم بأن اسرائيل بدأت الاستخراج. لا بل أصابت أحد مكامن غازكم. ما تسمونه بلوك 8 صار اسرائيلياً. طبعاً لم يعتدوا عليه عند سطح البحر. ولم يبلغوا مكمنه بواسطة الحفر الأفقي. لكنهم أصابوا مكمناً ضمن منطقتهم الخالصة، يشترك مع البلوك 8 اللبناني في المكمن الجوفي العميق. فخذوا علماً بذلك.

السابق
التفاهم النفطي.. لا جلسة حكومية في الأفق
التالي
تجدد الاشتباكات بين «النصرة» و«حزب الله» في القلمون