كيف قدم ارهابيو القاع من الرقة؟ وما كان هدفهم؟

فيما تتواصل التحقيقات الأمنية لمعرفة هوية الإنتحاريين والجهة التي تقف وراء العمل الارهابي في بلدة "القاع" ظهر طرف الخيط معه لتبدأ معرفة هويات انتحاريي "القاع".

فقد تعرف متهمون على الارهابيين الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية حيت، فانكشف سبعة منهم وأكد الشهود ان هؤلاء قدموا من الرقة وأنهم سوريون ينتمون إلى تنظيم داعش“. وذلك حسب مخابرات الجيش. إلا أن الغموض لا يزال يكتنف كيفية وصول الارهابيين الى القاع، وما هو الهدف الحقيقي لعمليتهم.

لكن المفارقة إلى الآن ان داعش لم تتبنى بعد العملية الإرهابية في حين أنها تسارع عند أي عمل ارهابي بالتبني، وفي وقت أعلن التنظيم مسؤوليته عن العملية الاجرامية التي حدثت في أميركا حيث أقدم شاب بتفجير نفسه داخل ملهى ليلي للمثليين في حين تبين لاحقا أن القاتل “مثليّ” لا علاقة له بالتنظيم لا من بعيد ولا من قريب وأن العملية لم تكن إرهابية بأهدافها.
فما سبب عدم تسابق المنظمات الارهابية وفي مقدمها داعش بالاعتراف بالعملية؟ وهل فعلا أتى الانتحاريون من الرقة وما كان هدفهم الحقيقي؟

كشفت مصادر معنية بالتحقيق الجاري لـ “جنوبية” أن “القاع لم تكن الهدف من الهجوم الارهابي مستبعدا أن تقوم خلية ارهابية بالتفجير عند الساعة الرابعة فجرا ” وقال المرجع “الملاحظ أن الصدفة كانت كفيلة بكشف هؤلاء مما دفع بهم الى تفجير أنفسهم كذلك الهجوم الثاني وما رافق البلدة من حذر وتضييق أمني دفع بهؤلاء تفجير أنسفهم بالتجمعات بعدما لم يعد بامكانهم لا العودة إلى الوراء ولا حتى التقدم”.

بلدة القاع

كما أضاف ان التحقيق تمكن من تحديد الجهة التي ينتمي اليها الانتحاريون الثمانية الذين فجروا انفسهم باحزمة ناسفة ورمي قنابل يدوية وهي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). حيث تعرف متهمون موقوفون لدى الأجهزة على سبعة من انتحاريي القاع وأكدوا ان هؤلاء قدموا من الرقة وليس من مخيمات اللاجئين السوريين وانهم أتوا بهدف تنفيذ هذه العملية تحديداً وهم لا يقيمون في مشاريع القاع.

وعن سبب عدم تبني العملية الارهابية من قبل داعش أو النصرة قال المرجع أن “الفشل دائما يتيم خصوصا أن العملية باءت بالفشل ولم تتمكن بالرغم من عدد الانتحاريين الكبير من اسقاط أكبر عدد من الضحايا كما يهدفون”.

وفي السياق نفسه، أكّد العميد المتقاعد أمين حطيط في حديثه لـ “جنوبية” أنه “قد يكون من الأوائل الذين فهموا مقصد العملية الارهابية من اللحظات الأولى”. وأضاف “هناك هدفان للعمليات الانتحارية وليس بالضرورة يكون الهدف منها القتل وحصد الأرواح ، إنما الهدف من عملية القاع كان الترهيب وإثارة الذعر ودس الرعب بين الأهالي وتهجيرهم وحمل الأهالي على افراغ البلدة”. وتابع “كل هذا ليصبح لداعش قرية سكنية يتمركزون فيها مستخدمين اللاجئين السوريين غطاء لهم”.

إلى ذلك لفت أن “ما أفشل العملية التدابير واليقظة وإصرار الأهالي على المواجهة بالاشارة إلى الشاب من عائلة مقلد الذي مكان مفتاح احباطها وأجبرهم على تفجير أنفسهم”.

أمين حطيط

 

إلى ذلك استبعد حطيط ما صدر عن مخابرات الجيش أن الانتحاريين مدربين وقادمين من الرقة قائلا أنه “كلام غير دقيق لكن الأكيد أن الانتحاريين قدموا من محيط قريب من القاع سيما مع وجود أكثر من 150 منزل للسوريين داخل البلدة”. مشيرا إلى “طول المسافة بين الرقة والبلدة حيث تبعد 800 كلم وهي مسافة لا يستطيع هؤلاء عبورها”. وتابع “إذا القول أن الانتحاريين قدموا من الرقة لا يراعي واقع الحال وذلك بالاستناد أيضًا ما أعلن عن قيادة الجيش بضبط تفجيرات وأجهزة تصنيع في أحد المنازل في القاع“. مضيفا “يمكن القول أن التخطيط كان من الرقة لكن التنفيذ هو من الداخل”.

كما أكّد حطيط أن “السيناريوهات التي تثار هي خيال صحافي ولا علاقة لها بالتحليل الأمني والعسكري وهو كلام هواة مؤكدا أن الهدف من العملية هو القاع لا غير أما مقولة أن “القاع” كان محطة فكان فرضية قبل الهجوم الأول لكن الهجوم الثاني كان واضحا بدحض هذه الفرضية وأي كلام آخر هو تغطية عن الارهابيين”.

وعن الوضع الأمني أكّد أن “الأمن اللبناني مستهدف و طالما داعش محاصر ويعاني من الضغط في سوريا فمن الممكن أن يعوض عن ذلك في الخارج”. ورأى حطيط أن “الفترة صعبة طيلة الصيف مشبها صيف 2016 بخريف 2004 لكن مايستدعي الاطمئنان أن القوى الامنية تقوم بواجبها على أكمل وجه”.

وبدوره أكد العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن “من قال أن الانتحاريين قدموا من الرقة إن كان الجيش أو غير الجيش فمن المؤكد أنهم لا علم لهم في الجغرافيا”. وأضاف ” داعش ثوب واسع يطال الجميع وحتى لو أي جهة ظهرت أنها من قامت بالعملية أصبح يطلق عليها وصف داعش”.

وهبة قاطيشاإقرأ أيضاً: العمليات الإرهابية في القاع: هل هي داعشية أم مخابراتية؟
وأشار قاطيشا أن هدف هؤلاء لم يكن القتل ولو كان فعلا هذا الهدف لكانوا قدموا قبل يوم واحد وقاموا بتفجير الكنيسة لاسقاط أكبر عدد ممكن من الشهداء”. وأضاف “نظرا للظروف التي حصلت انكشف الانتحاريين بواسطة الشاب شادي مقلد”. لافتا أن الهدف من الهجوم الارهابي أن تصبح القاع مخيم نهر بارد ثان”. وتابع حطيط “كان المطلوب إحداث ذعر بين الأهالي للسيطرة على البلدة”.

وفي ظل عدم اعتراف أي منظمة ارهابية بهذا العمل أشار فاطيشا “عن وجود احتمالان فاما الجهة هي داعش الرقة أو تكون داعش النظام السوري”. ولفت إلى أن فرضية قدوم داعش من الرقة غير منطقية بسب المسافة الكبيرة إضافة إلى أن لا بد لهم أن يمروا عبر مناطق تحت سيطرة النظام وحزب الله كالقلمون والقصير وغيرها.. حيث يتواجد مراكز للجيش السوري في هذه المناطق”.

إقرأ أيضاً: تفجيرات القاع قسّمت اللبنانيين… ولا ترحيل للسوريين الى بلدهم

كما لفت قاطيشا إلى أن “هدف داعش القتل لغاية التهجير فقط ولكنه لا يؤمن تجمعا كبيرا بوجود 8 انتحاريين في نفس النقطة، فداعش تهدف إلى تشكيل خلايا نائمة لكن لا هدف لها سوى العمليات الارهابية والقتل ولا مشاريع كبيرة لها كتشكيل نهر بارد”.

وعن الوضع الأمني قال قاطيشا أن “حروب الشرق الاوسط دائرة ولبنان جزء من هذه المنطقة لذا يجب توخي الحذر”.

السابق
هل حصل الطلاق البائن بين ريفي والحريري؟!
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية لمساء 30 حزيران