«اللجوء السوري» من افرازات الحرب على الإرهاب

اللاجئين السوريين
إنها أسوأ أزمة لجوء في العالم، بهذه العبارات شَجَبت منظمة العفو الدولية في تقريرها الفصلي تراخي المجتمع الدولي عن معالجة مأساة كبرى لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

ذكر التقرير الدوري الصادر عن منظمة العفو الدولية أن نسبة العنف في أماكن إيواء اللاجئين في ألمانيا إرتفعت 16 ضعفاً عن احصائيات السنوات السابقة. ففي عام 2015 رُصِدَ 1.295 إعتداء على اللاجئين في ألمانيا.

اقرأ أيضاً: إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

موجات اللجوء تتسارع يومياً من الدول التي تتعرض للعنف الحربي. في سوريا تسبب الحصار الاخير الذي فرضته قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج المسيطر عليها من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بنزوح 200 ألف سوري.

وللآن لم تجد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حلا للنازحين السوريين القاطنين في خيامهم في منطقة عرسال اللبنانية، ورفع قدرات الصمود لديهم بوجه العواصف الشتوية التي تحول بيوتهم الورقية إلى سماء عارية.

كان موقع “vise News” قد خصص عدة مواد مصورة توثق قيام اليمين المتطرف في أوروبا بتظاهرات ضد المسلمين والوافدين الجدد إلى بلدانهم.

ففي وثائقي يحمل عنوان «تظاهرات ضد المسلمين في بريطانيا: الكره في أوروبا»، قالت إحدى منظمات تظاهرات Pegida المناهضة للمسلمين: «مؤمنة تماماً بأن المسلمين سينشرون دينهم في بريطانيا. لا أريد أن تنهزم المرأة ولا أريد لبس البرقع ولا زواج الأطفال».

إن السوريين المسلمين يفضلون اللجوء إلى الأراضي الأوروبية لا إلى الأراضي العربية. سابقاً رفضت السعودية إستقبال النازحين السوريين، وبرر مسؤول إماراتي أن السوريين عاجزون عن العيش وفق معايير الحياة الخليجية الباهظة الثمن.

معاناة اللاجئين السوريين

جزء من الأوروبيين أيضاً يفضلون دولهم خالية من اللاجئين. إحدى أعضاء منظمة «بغيتا» في ألمانيا قال «أنا متأكد بأن اللاجئين جلهم مسلمون وعدم محاربة الإسلام سيؤدي إلى حكم المسلمين لألمانيا».

وأكثر من مرة ذَكَرتْ المستشارة الالمانية بما يجب على اللاجئين السوريين الإلتزام به في حال قدومهم إلى ألمانيا. عليهم الإلتزام بالقوانين والأعراف الألمانية وعلى أصحاب الأطماع لنشر الدعوة الإسلامية ردع أنفسهم عن الإعتداء على طبيعة الحياة الألمانية المقدسة غير القابلة للإنحراف أو التعديل.

عام 2014 تجمع 5000 الاف ألماني من الهوليغنز في ساحة كولن ورددوا هتافات مناهضة للسلفية الإسلامية ولسياسة ألمانيا المتبعة مع ملف اللاجئين إلى بلدهم.

لطالما حملت عبارة «اللجوء» العديد من روايات الحرب. الكثير من القصص مروعة. مسألة هرب السوريون عبر البحار وإجتياز المحيطات بزوارق صغيرة فقط كي يبقوا على قيد الحياة.

إن اللاجئين الذين قصدوا اوروبا وأميركا وأستراليا وتركيا والأردن ولبنان تركوا بيوتهم وممتلكاتهم لإنقاذ أرواحهم من هدير الطائرات المتعددة الجنسيات وجرائم نظام الأسد، والميلشيات الشيعية واطماع جبهة النصرة وإطباق الدولة الإسلامية على أرواحهم.

الغرب لم يسمع الرواية الكاملة عن اللاجئين السوريين، وهذا سبب رئيسي لإستمرار قدوم المتطرفين من الدول الغربية للقتال إلى جانب التنظيمات المتطرفة في سوريا.

أولئك المتطرفون القادمون من أوروبا يبررون قدومهم إلى سوريا بهدف إزالة الظلم الذي دفع اللاجئين السوريين إلى التوجه نحو فرنسا والسويد وألمانيا والمجر.

ولكن المحاربين الأوروبيين يحلمون أيضاً بأن تصير الخريطة الممتدة من سوريا إلى مضيق جبل طارق دولة إسلامية.

ومن النتائج الجانبية للروايات المجتزأة في أوروبا عن الحرب السورية، حماسة الصحافي الفرنسي جوليان روشيدي ـ المعادي للإسلام والعرب ـ لإلتقاط صورة مع بشار الأسد والتفاخر بها على مواقع التواصل الإجتماعي في العام المنصرم.

أميركا أعلنت الحرب عليهم، ونظام الأسد كذلك، وتشارك فرنسا في الضربات ضد المتطرفين في سوريا ومات مئات المدنيين السوريين في هذه الضربات.

في 16 حزيران الحالي أخطأت طائرات التحالف الدولي هدفها فقتل بالغارات إمرأة و3 أشخاص من عائلة واحدة.

إن غارات وبراميل طائرات النظام السوري بالإضافة إلى الطائرات الروسية تخطىء اهدافها أيضاً. ويومياً تسجل الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد القتلى عبر براميل المروحيات السورية وصواريخ روسيا.

فالصورة النمطية عن اللجوء في أوروبا والدول العربية يجب ان تتغير. 5 مليون سوري غادروا أراضيهم بسبب الحرب وليس بدوافع أحلام فتح الدول الأوروبية ونشر الإسلام بها. ومن المساوئ الأخلاقية تحميل اللاجئين السوريين أوزار حروب يريد شنها عدة جيوش على الأرض التي وُلدوا وعاشوا بها.

الأمم المتحدة تقول أن سوريا بحاجة إلى عقدين من الزمن لإعادة إعمارها كذلك تحدثت عن توطين السوريين في الأراضي الجديدة التي وطئتها أقدامهم ولم تأت على ذكر عودتهم إلى سوريا.

اقرأ أيضاً: فرن لبناني يبيع على الهوية المذهبية.. حصراً لابن الطائفة

إن السوريين يشعرون بالامان في البلدان التي لا تحلق في سمائها طائرات حربية، وأراضيها ليست محروقة كما أراضي بلدهم.

السابق
في لبنان.. أحلامنا صعبة المنال
التالي
من هو الفنان الذي ضربه صابر الرباعي… وبقسوة؟