احرار الشام: التفاوض لم يعد مجديا والمجتمع الدولي خذل السوريين

خلال زياراتي الى تركيا قمت بلقاء احد القادة العسكريين المؤسسين لحركة احرار الشام الاسلامية بعيداً عن الإعلام وتناولنا في حديثنا المعمق الأبعاد الأيديولوجية والسياسية والعسكرية للحركة.

جاء في الحديث بأن الحركة في بداياتها نشأت كحركة جهادية إسلامية ومرت بعدة مراجعات فكرية خصوصاً بعد عملية اغتيال معظم قادتها من الصف الاول والثاني في عام ٢٠١٤ وهي اليوم تمثل حركة سورية إسلامية شعبية ثورية أكثر ممّا هي حركة عقائدية جهادية إسلامية فهي لا تقوم بأيّ عمليات عسكرية خارج الأراضي السورية على غرار جبهة النصرة التي تعتبر حركة إسلامية جهادية عالمية من خلال ارتباطها بتنظيم القاعدة.
تتكون حركة أحرار الشام من أبناء الشعب السوري فقط من كافة المناطق السورية ولها جناح عسكري ومكتب سياسي ومؤسسات اجتماعية ومراكز دراسات وهيئات شرعية وقضاة يترأسون عدد من المحاكم الشرعية في إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة الحركة.

تقف الحركة على مسافة واحدة من فصائل جيش الحر وجبهة النصرة علماً أنّ كل هذه الفصائل تشارك في عمليات جيش الفتح العسكرية ولكن الاختلاف عامة هو في إدارة شؤون الناس اليومية في المناطق المحررة.

احرار الشام

وجاء في الحديث أنّ مكتب العلاقات الخارجية السياسية والعسكرية للحركة التقى بعدد من ممثلي الدول الأوروبية والاقليمية والعربية بناءً على طلبهم لتبادل وجهات النظر في مجريات الأحداث في سوريا في شقيها السياسي والعسكري. وفي كل مرة تقدم الحركة وجهة نظرها على أنّها مستعدة للتواصل مع المجتمع الدولي من أجل إسقاط نظام الأسد وإقامة دولة سورية تعددية ديمقراطية تستمد شريعتها من الدين الاسلامي. وكان الاستياء من هذه المحادثات واضح على وجه القيادي حينما قال: هم يحاضروننا بالديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد وعندما يسمعون كلمة تطبيق الشريعة يخافوننا وينظرون إلينا نظرة ارهاب. هم يكذبون. عن أيّ شرعة حقوق انسان وتقرير المصير يتكلمون ولا يسمحون لنا بإقامة دولة تعددية تحفظ حقوق جميع ابنائها تحت راية الشريعة؟ من قال ان الاسلام لا يحفظ حقوق الأقليات المسيحية والعلوية والعرقية ولا يحمي التعددية؟ ولكنهم لا يريدون اي نظام حكم في سوريا الا نظام مفصل على قياس الغرب. وهذا ما لا نقبل به.

إقرأ أيضاً: حركة احرار الشام تسيطر على معبر باب الهوا

بعد عدة محاولات اقناع من قبل الحلفاء الإقليميين وافقت حركة احرار الشام، على مضض، الدخول في العملية السياسية وذلك عبر مشاركتها في مؤتمر الرياض لقوى المعارضة الذي انبثقت عنه هيئة التفاوض العليا برئاسة رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب. بذلك تكون حركة احرار الشام وافقت على مضمون الوثيقة المنبثقة عن المؤتمر التي تنادي بتعددية وديمقراطية سوريا المستقبل. وما كان مصير هذه الهيئة في مؤتمر جنيف ٣ الا الفشل في الوصول الى اي صيغة سياسية انتقالية تستثني وجود الاسد.

فشلت الهدنة وفشل المسار السياسي وعادت حركة احرار الشام الى ساحات القتال ولكن العبرة الاساسية من هذه المرحلة هي ان الحركات الاسلامية في سوريا عبّرت عن رغبتها وجديتها في الانفتاح على العرب والغرب والتعامل مع القضية من منطلق سياسي يجنب الشعب السوري المزيد من القتل والدمار والالم.

إقرأ أيضاً: الاستثمار الاسرائيلي في سوريا: آخر الخيط معركة الحزب ضد النظام

مبادرة حسن النية من قبل المعارضة المسلحة الإسلامية جوبهت بتخاذل عربي وغربي وعدم مقدرة الأخير على انتزاع اي تنازل من النظام لصالح المعارضة.

هذا التخاذل سيؤدي الى المزيد من التشدد من قبل الجماعات الاسلامية وسيصعب على الوسطاء إقناع هذه المجموعات في المستقبل بالقبول بأي عملية سياسية انتقالية مما سيؤدي الى اطالة الأزمة وزيادة سفك دماء السوريين في محافظتي ادلب وحلب.

السابق
رئيس بلدية مدوخا أنا مقاوم مع نصرالله والحريري ولست سرايا مقاومة‏
التالي
الكشف عن مصير مجموعة حزب الله التي فقدت بحلب