مستشار الرئيس سلام لـ«جنوبية»: لا مادة تلزم بقبول إستقالة وزيري الكتائب

وزيري حزب الكتائب
نكسة جديدة تتعرض لها الحكومة اللبنانية تمثّلت في إعلان حزب "الكتائب" استقالتَه منه، فهل يستطيع المجلس الصمود في وجه اختلال التوازن الحكومي؟ وهل ستجعل هذه الخطوة الحكومة آيلة للسقوط أم أنها ستكونغير مؤثرة كإستقالة اللواء اشرف ريفي؟

في خطوة مفاجئة أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي جميل أمس إستقالة الوزيرين الكتائبيين سجعان قزي وآلان حكيم من الحكومة اللبنانية اعتراضًا على أداء المجلس. لترتفع بذلك الاستقالات في الحكومة إلى ثلاثة وزراء.

اقرأ أيضاً: الحكومة بعد إستقالة وزيري الكتائب: ما هو مصيرها؟

هذه الخطوة التي تشكل كوة في جدار الخلافات بين القوى السياسية وضربة من شأنها أن تزيد الارباك والاهتراء الحاصل في مجلس الوزراء الغير منتج، تستدعي طرح تساؤلات تتعلق بامكانية استمراية هذا المجلس، وما الذي أرادت الكتائب اثباته من خلال استقالة وزرائها لا سيما وأنّ الميثاقية لن تتأثر، ولا النصاب، ولا شرعية الحكومة؟ وأخيراً هل سيكون مصير استقالة وزيرا الكتائب مثل استقالة ريفي التي بقيت حبراً على ورق دون أي تأثير؟

عبد الستار اللاز
مستشار رئيس الحكومة تمام سلام عبد الستار اللاز

وفي حديث لموقع “جنوبية” صرح مستشار رئيس الحكومة تمام سلام، عبد الستار اللاز أن “لا شك أن الرئيس سلام منزعج لما آلت اليه الأمور سيما أن الوقت غير مؤاتٍ للقيام بخطوة الاستقالة “. وأضاف “لا شك أن الاستقالة ستؤثر على التوازن وستضاعف الارباك في عمل المجلس، إنما الحكومة مستمرة والنصاب الميثاقي موجود”.

وعن قبول الرئيس سلام استقالة وزيري الكتائب قال ” ليس هناك أي مادة في الدستور تلزم رئيس الحكومة بقبول إستقالة أيا من الوزراء وأن الاشارة الوحيدة في الدستور هي أن يقبل الاستقالة رئيس الجمهورية بالاشتراك مع رئيس المجلس”. و

تابع “في المسألة ثغرة وهناك موضوع إشكالي في الدستور ظهر عند استقالة اللواء أشرف ريفي”.

زياد أسود
النائب زياد أسود

أما موقف التيار الوطني الحر الذي يعتبر المستفيد الأول من استقالة وزيري الكتائب والتي تؤدي إلى تعزيز موقعه المسيحي في الحكومة، فقد صرح عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب زياد أسود لـ “جنوبية” أنه “في اعتقاده أن الاستقالة ليست ذات أهمية ولن تؤثر على عمل مجلس الوزارء”.

ورأى أن “المواقف التي أعلنها الجميل تتناقض مع اتجاه الكتائب في الحكومة السابقة التي كان فيها سليم الصايغ وزيرا، وأن حجج الاستقالة غير حقيقية وهي مناقضة لسياسة الحزب”.

كما اعتبر أسود أن “الاستقالة لا تقدم ولا تؤخر وأن تعطيل عمل المجلس في ظل غياب رئيس الجمهورية هو أمر غير مجدٍ وخطير”. لافتا إلى أن “الإستقالة لن تتخطى الموقف وأن هذا أقصى ما يمكن أن تفعله الكتائب”. مضيفا “الاستقالة ليست أكثر من موقف دعائي سياسي ينتهي مفعوله في اليوم التالي”.

ولجهة إستفادة التيار الوطني من هذا الجوّ قال أسود ” أن المسألة ليست مسألة تعزيز قوة وأن موقف التيار واضح اتجاه هذه الحكومة بأنها غير منتجة إلا أن الاستقالة في الوقت الراهن أمر خطير ولن يؤثر”.

كمال ريشا
الصحافي والكاتب كمال ريشا

إلى ذلك، أكّد الصحافي والكاتب السياسي كمال ريشا أنه “مما لا شك فيه أن الاستقالة مؤثّرة، لا سيما أنه أضيف وزيرين على لائحة الاستقالة التي بدأها أشرف ريفي”.

وأشار إلى أن “الاستقالة ستؤثر بإحداث خلل على التوازن الحكومي وذلك لأن حزب الكتائب مثلّ 14 أذار مسيحياً في الحكومة في ظلّ غياب القوات اللبنانية، وسيصبح بذلك التمثيل محصوراً بالتيار العوني والمستقلين”. مضيفاً إلى أنّ “خللاً سيصيب التمثيل المسيحي بغياب كتلتي الكتائب والقوات”.

وفيما يتعلق بسؤالنا حول غاية الكتائب من استقالة وزرائها أجاب ريشا بأنه ” بحسب ما قاله الجميل أمس بأن الحكومة تحوّلت لمجلس إدارة مقاولات لدى كل فريق، وهم لا يريدون أن يكونوا شهود زور”. وفي هذا السياق لفت ريشا إلى أن “انتخابات البلدية مكنت الكتائب من أن تحصد مواقع ليست لها، في الجو السائد للتصدي للثنائية المسيحية، فكان من الطبيعي تصعيد المواجهة إضافة إلى النبض الشبابي الحالي في الحزب”.

ولفت ريشا أيضًا إلى أن “الكتائب قرأت نتائج الانتخابات البلدية واعتبرت أن الناس يواجهون الثنائية المسيحية والشيعية، كذلك ما حصل مع تيار المستقبل وباقي القوى السياسية، وكان حزب الكتائب رأس الحربة في الانتخابات في وجه حلف عون-جعجع، لذا كان الاتجاه باعلان الاستقالة كي لا يتحمل الكتائبيون مسؤولية الفساد و الملفات العالقة في مجلس الوزراء لاسيما أن مطالب الحزب لم يكن لها تأثير على طاولة المجلس”.

اقرأ أيضاً: هل قرّرت «الممانعة» التحالف مع إسرائيل؟

وخلص إلى أن “الخلل يتمثل فقط بالتوان الطائفي وفي التمثيل، انما على صعيد عمل الحكومة فهي مستمرة والميثاقية لن تتأثر وسيتم بالتالي تعيين وزراء بالوكالة”.

السابق
في العيد الـ 17 لجريدة المستقبل: تحيّة لكم أيها الأوفياء..
التالي
السيد محمد حسن الأمين: الاختلاف حول هلال رمضان ابتعاد عن الهموم الح‏قيقية