مصطفى بدرالدين: عصيّ في الحياة وفي الممات!

شهر مرّ على إغتيال القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين بظروف غامضة أثارت عدّة شبهات، وهو المطلوب للمحكمة الدولية بتهمة انه رئيس المجموعة التي نفذت إغتيال الرئيس رفيق الحريري، فما مصير المحكمة الدولية؟ وهل ستستمر مع ثبوت مقتل المتهم الأول في القضية؟ ولماذا لم تطلب المحكمة من سوريا التعاون معها لتأكيد وفاة بدر الدين على رغم صلاحيتها؟

يبدو أن قضية “مصطفى بدرالدين” المطلوب دوليا بتهمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ستكون معقدة في مماته أكثر منها في حياته.

قتل بدر الدين في سوريا وراح معه سر اغتيال الحريري، وترك وراءه محكمة ما زالت تبحث عنه رغم غيابه عن الدنيا، ومع أن مكتب الادعاء والدفاع والممثل القانوني عن بدر الدين «قدم أدلته أمام هيئة المحكمة خلال جلسة الاستماع في ١٧ أيار (مايو) الماضي بعد التقارير الإعلامية عن وفاة بدر الدين»، لكن على رغم ذلك «أصدرت هيئة المحكمة قرارها الشفوي» بعدم اقتناعها بإثبات الوفاة.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر دولية مواكبة لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ”الحياة” أن عمل المحكمة جاري وأن وفاة بدر الدين، سواء أثبتت أم لا، “لن يعيق أو يؤخر عمل المحكمة، لا سيما لجهة إثبات ضلوعه بالتهم الموجهة إليه في تدبير اغتيال الحريري”، ولن يوقف التحقيق أو يؤخره لأن هناك ٤ متهمين آخرين، و٣ اعتداءات متصلة باغتيال الحريري، استهدفت كلاً من النائب مروان حمادة والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي والوزير السابق الياس المر.

لكن، اللافت أن المحكمة لن تتقدم حتى الآن بأي طلب رسمي إلى الحكومة السورية للاستيضاح عن صحة ما أُعلن عن وفاة بدر الدين أثناء وجوده على الأراضي السورية، علماً أنه المطلوب الأول للمحكمة بتهمة تدبير عملية اغتيال رفيق الحريري وتنفيذها.

إقرأ أيضاً: وجوه من الحراك المدني تنعي «الشهيد» مصطفى بدر الدين

وكان الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال بعد إعلان مقتل بدر الدين إن «على كل الحكومات بما فيها الحكومة السورية أن تتعاون بالكامل مع المحكمة» وهو أمر «يتوقعه الأمين العام بان كي مون من هذه الحكومات».

مصطفى بدر الدين

وإلى جانب ذلك، يبقى السؤال الابرز هو عن “قوة مبرر استمرارالمحكمة وفاعليتها في حال ثبوت وفاة أبرز المتهمين بارتكاب الجريمة التي كلفت المحكمة لكشف فاعليها”، علماً أن المحكمة “تستهلك موازنة كبيرة” من خزينة الدولة اللبنانية.

في هذا السياق، قالت الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان إن مكتب المدعي العام في المحكمة “يتحرك على وجه السرعة لتقديم أدلته في قضية عياش وآخرين، ضد المتهمين الخمسة بالمسؤولية الجرمية عن الاعتداء”. لكنها أضافت، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع “الحياة” ، إنه في حال إثبات وفاة أحد المتهمين، فإن “الإجراءات القضائية ستستمر في شأن المتهمين المتبقين، فضلاً عن الاعتداءات الإرهابية الثلاثة الأخرى التي وُجد أنها مرتبطة بالاعتداء على الحريري”.

وعن مسؤولية الحكومة السورية في التعاون مع المحكمة وعما إذا كانت المحكمة تعتزم الاتصال بالسلطات القضائية السورية لطرح أسئلة حول وفاة بدرالدين في سورية، بينت رمضان «أن المحكمة تعمل الآن على إثبات الوفاة، كإجراء أول، على أن يُترك إجراء الاتصال بالحكومة السورية إلى شأن منفصل». ولم تُحدد ما إذا كان سيتم أو لا.
إقرأ أيضاً: هكذا قال إعلاميون لبنانيون في اغتيال بدر الدين..
وأشارت رمضان إلى أن المحكمة منكبة الآن على البحث في «نوع الأدلة المطلوبة التي يمكن أن يُعتد بها لإثبات وفاة بدر الدين»، وإلى أن «قضاة المحكمة سيصدرون رأيهم النهائي في مسألة الوفاة في قرار مكتوب ومعلل، وهو لم يصدر بعد».

وعن أهمية استمرار عمل المحكمة ومبرر وجودها، قالت رمضان إن «المحكمة ملتزمة أداء ولايتها، ولم تفقد مبرر استمرارها لأن المحاكمة ستستمر تحت أي ظرف ضد المتهمين المتبقين»، في حال إثبات وفاة بدر الدين، الذي لا يزال بالنسبة إلى المحكمة على قيد الحياة إلى حين إثبات وفاته بالأدلة.

إقرأ أيضاً: غموض يحيط باغتيال بدر الدين.. إسرائيل ام رفيق الحريري؟

وعن تشكيك جزء من الرأي العام اللبناني بجدوى المحكمة أو ضرورة استمرارها قالت رمضان إن «قياس مدى نجاحنا أمر صعب قبل الوصول إلى نهاية المحاكمة، وما علينا سوى فعل أفضل ما في وسعنا للقيام بمهمتنا. ومن المبكر جداً الخروج بأي خلاصات» في هذا الشأن.

السابق
The impressively awkward hugs and handshakes of India’s Narendra Modi
التالي
جمهور المستقبل يترقب: هل يطلق الحريري غدا مبادرة تجاه أشرف ريفي؟