بعد انتهاء شهر الاستحقاق البلدي الذي شهده لبنان، والذي حمل مفاجآت قاسية على صعيد النتائج التي اعتبرت أنّها بداية لمرحلة جديدة سيشهدها لبنان من تحالفات وترسيخ أو تحجيم زعامات وأحزاب.
اقرأ أيضاً: موظفو «المستقبل»: أوفياء للحريري.. وأزمته هي أزمتنا
هذا الحال طال أيضًا تيار المستقبل، فنتائج طرابلس التي هزّت البيت المستقبلي دفعت أقطاب المستقبل إلى الاعتراف بالخلل داخل التيار، وكان من نتائجها أيضًا بعد عاصفة تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق الأخيرة والردود عليها، وسط صمت من قبل الرئيس سعد الحريري التي كثرت الروايات المتناقضة في الصحف حول ردّة فعله من كل ما جرى داخل التيار وفي التصريحات.
إلاّ أنّ الحريري سيكسر هذا الصمت في اطلالات مرتقبة خلال افطارات طيلة الشهر الفضيل، أولها غدًا الخميس حيث تتجه الأنظار إلى الافطار الذي سيقيمه الحريري في “بيت الوسط” ومن المتوقع أن يطلق جملة مواقف وصفها مقربون بأنّها “استثنائية” ليضع النقاط على الحروف، كما أكّد في سلسلة تغريدات على موقع “تويتر” أنّ “سأتحدث عن كل شيئ وبصراحة في شهر رمضان “، ولكن لن تكون هذه المواقف دفعة واحدة بل مواقف سيطلقها الحريري في اطلالات متتالية خلال شهر رمضان.
النائب عن كتلة المستقبل النيابية الدكتور أحمد فتفت أكّد في حديث لـ«جنوبية» أنّ «لا أحد يعلم ما هي المواقف التي سيطلقها الحريري في إطلالاته» كاشفا أنّ هذه «المرحلة هي مرحلة لمّ شمل البيت المستقبلي، وإعادة العلاقة مع اللواء أشرف ريفي».
اذن يبدو ان الجمهور المستقبلي لديه اخبار سارة وهو الذي يترقب اعادة تصحيحج العلاقة مع جزئه الحريري الاخر في طرابلس، أي اللواء أشرف ريفي الذي برهن عن حيثية واسعة في الانتخابات البلدية التي جرت قبل عشرة أيام.
واستبعد فتفت كل ما يدور حول اطلاق الرئيس الحريري مبادرة رئاسية جديدة مؤكّدا أنّ «خيار أغلب الاقطاب بين تيار المستقبل لا يزال يصب نحو النائب سليمان فرنجية، وأنّ أي طرح لتبني ترشيح النائب ميشال عون هو أمر غير مقبول لاعتبارات عدّة تحدثنا عنها كثيرًا»، وتابع فتفت «أي مبادرة يمكن للحريري أن يطلقها في ما خصّ رئاسة الجمهورية لن تستطع أن توصل رئيس الى بعبدا طالما أن حزب الله يرفض انتخاب رئيس، وهو ينتظر أن يحصل على مقابل استراتيجي إذا وافق على أي طرح في هذه الخصوص، لذلك فإنّ انتخاب رئيس في الوقت القريب هو أمر مستبعد».
وعن علاقة تيار المستقبل مع المملكة العربية السعودية خصوصًا بعد كلام المشنوق أكّد «فتفت أن بيان كتلة المستقبل في الأمس كان واضحًا، وأنّ العلاقة مع المملكة لا يمكن أن تهتز وعلينا الاعتراف دائمًا بفضل السعودية على لبنان لما قدمته من مساعدات وساندت لبنان في كلّ المحن التي خاضها».
اقرأ أيضاً: الحريري «إن غرّد»…
إذًا غداً سيطلق الحريري أولى المواقف التي يضعها في جعبته، والتي يتوقع أن تترك طابعًا إيجابيًا لدى الجمهور الأزرق الذي يترقب عودة لمّ الشمل والمصالحه مع اللواء ريفي، والذي يحتاج اليوم لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تزعزع البيت المستقبلي..
