إطلاق التحالف المدني الإسلامي في لبنان

التحالف المدني الاسلامي

أطلق التحالف المدني الإسلامي في لبنان خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر التحالف بطرابلس (الكائن في مركز الشبكة اللبنانية للتنمية – اطار)، بمشاركة أعضائه الذين حضروا من بيروت والجنوب والبقاع وجبل لبنان والشمال وعكار.
بعد آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ حسن أبو بكر، والنشيد الوطني اللبناني، قدم للمتحدثين عضو التحالف رئيس جمعية اراء الثقافية احمد قصيراوي.
وكانت كلمات للأعضاء القياديين في التحالف، عامر ارناؤوط عن طرابلس ومحمد هاشم عن شبعا والعرقوب، ومحمد ضايع عن البقاع الغربي، تناولوا فيها الاوضاع السياسية والتنموية في الشمال وشبعا والعرقوب والبقاع الغربي متعهدين بحمل ملفات الحرمان والتهميش ورفض الاستكانة للامر الواقع.
ألقى منسق التحالف في لبنان احمد الأيوبي كلمة قال فيها: “منذ ما يزيد عن السبعة أشهر، انطلقت رحلة تأسيس التحالف المدني الإسلامي في لبنان، على يد ثلة من الشباب العاملين في مواقع سياسية واجتماعية وإنسانية وإعلامية، للبحث عن مخارج للمأزق الذي بات يحاصرنا على المستوى الإسلامي، ويضرب عميقا في ساحة اللبنانيين السنة الذين لم يتركوا طريقا للتأقلم مع الواقع إلا وسلكوه، لكن طغيان السلاخ غير الشرعي والخلل في التوازن الوطني، جعلهم في حالة تقهقر عجزت قياداتهم عن الحدّ منه، مما ولّد احتقانا غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية حتى اليوم. وسط هذا التلاطم في أمواج السياسة اللبنانية، والتحوّلات الإقليمية، برزت الحاجة إلى قـوة مدنية في الوسط السني، تعمل على استجماع الطاقات وتوفير الجهود من خلال العمل المشترك، وتعزيز العلاقات داخل الصف الإسلامي والتعاون والتكامل مع كل مكوّنات الشارع السني، على قادة رفض الاستفراد بالدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والأمنية والتنموية، والتصدي لتغوّل الأمن في الحياة العامة”.
أضاف:”تقوم فكرة التحالف على نظرية بسيطة قوامها: استجماع طاقات اللبنانيين السنة في إطار مشروع سياسي تنموي ثقافي جامع، يحمل أوجاع أهلنا وأنينهم، ويجعل أولويته الانتصار لقضاياهم المحقة والعادلة.
ويُعتبر المشاركون في هذا المؤتمر قيادة تأسيسية تتولى أعمال القيادة ريثما يتم التحضير خلال ستة أشهر للمؤتمر العام وانتخاب قيادة للتحالف في لبنان.

التحالف المدني الاسلامي
يفتح التحالف أبوابه كل حركة أو تجمع أو جمعية أو مؤسسات ذات نفع عام وأفراد يوافقون على مبادئ التحالف، على أساس عمل مؤسساتي بعيد عن كل أشكال الفردية والارتجال. نحن تحالف مدني إسلامي نتمنى أن يكون مفتوحا للجميع، ولكن الأولوية الآن لبناء البيت السني، وسنكون على تنسيق مع كل القوى المشابهة لنا في المجتمع المدني اللبناني. نريد للهيئات والجمعيات والمؤسسات ولتجمعات الناشطين، أن تحافظ على إنجازاتها، وأن تتوحد لتشكل جسدا واحدا من شبعا إلى عكار ومن البقاع إلى جبل لبنان، ومن صيدا إلى المنية، ومن عرمون إلى سير، ومن بيروت إلى طرابلس… ونعتبر دارَ الفتوى المرجعية الصالحة للانطلاق من ثوابتها الإسلامية والوطنية وموقعها الجامع، في صياغة الاستراتيجيات الكبرى للبنانيين السنة، ويعتبر التحالف نفسه في حالة تعاون مع كل القوى الحية، مع احتفاظها بحق النصح والنقد البناء والاختلاف في الرأي الذي لا يفسد للودّ قضية”.
تابع: “في أهداف التحالف
ــ المشاركة في الحياة السياسية والانخراط في آليات التغيير المحلية: البلدية والنيابية والنقابية، ودعم مشاركة المرأة في الاستحقاقات الانتخابية كافة.
ــ الحفاظ على السيادة اللبنانية ورفض السلاح غير الشرعي، وإدانة كل انتهاك لسيادة الدولة، من أي جهة أتى، داخلية كانت أو خارجية.
ــ التأكيد على الانتماء العربي للبنان ورفض التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني.
ــ التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على اتفاق الطائف والدعوة والعمل لاستكماله، وصولا إلى إنشاء مجلس الشيوخ وتأمين تمثيل عادل ومتوازن للطوائف.
ــ السعي إلى تطبيق اللامركزية الإدارية باعتبارها المدخل الأفضل للتنمية المتوازنة ولتطوير المناطق اللبنانية، وتعزيز الشراكة الوطنية.
ــ الاهتمام بالمشاريع الإنمائية ومتابعة تنفيذها في المناطق المحرومة والسعي إلى تأمين مشاريع مكمّلة للمشاريع العامة، بالتعاون مع الجهات المانحة، المحلية والخارجية.
ــ التركيز على تأمين التوازن في مؤسسات الدولة ورفض الإخلال بالحقوق المشروعة للمواطنين اللبنانيين، مهما كانت انتماءاتهم الدينية أو المناطقية.
ــ العمل على إعلاء شأن الحريات والعدالة وحقوق الإنسان ومتابعة هذا الشأن من خلال فريق متخصص ومحترف، يتولى العناية بقضايا السجناء وعائلاتهم ورعايتهم وإرشادهم.
ــ إيلاء ملف حقوق الإنسان العناية الفائقة واتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين حماية هذه الحقوق على جميع المستويات.. وتبني القضايا العادلة والدفاع عنها، واعتبار أي انتهاك لحقوق الإنسان أينما كان، وأيا كانت الجهة التي تقف وراءه، عملا مُدانا ومرفوضا، والتعاون مع الجهات الحقوقية المختصة لإعلاء شأن الحق الإنساني في كل المحافل والمواقع.. ودعم إنشاء مركز متخصص في مجال حقوق الإنسان.
ــ الاهتمام بأوضاع السادة العلماء، والعمل على تأمين الحصانة القانونية لهم ضمن مشروع يتم طرحه على المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في إطار صلاحياته التشريعية الخاصة بتنظيم أوضاع أهل السنة في لبنان، على غرار القوانين الناظمة لأوضاع رجال الدين في الطوائف الأخرى.
ــ تأسيس قناة فضائية تنطق باسم الأحرار وتشارك في التصدي لما يواجهه اللبنانيون والعرب من تحديات إعلامية وسياسية وتربوية واجتماعية.
ــ الاهتمام بالسلامة العامة وتشجيع الشباب على التطوع في مجالات الخدمة المدنية، كالإغاثة والإنقاذ والإرشاد البيئي والاجتماعي، وتنظيم الدورات التأهيلية للشباب في هذه المجالات.
ــ الاهتمام بالناشئة والشباب ورعايتهم وتوجيههم وإرشادهم تربويا واجتماعيا ودينيا وبيئيا ووطنيا.
ــ تنظيم الدورات التدريبية للشباب في مجالات الخدمة البيئية والاجتماعية والإنسانية، وخاصة الإغاثة والإسعافات الأولية والدفاع المدني، والإرشاد البيئي والاجتماعي والنفسي.
ــ الاهتمام بالشأن الإسلامي على جميع المستويات والسعي إلى تطوير الخطاب الديني والمؤسسات الاجتماعية والتنموية وفق رؤية معاصرة.
ــ تشجيع الاستثمار في التعليم وايلاء العناية التربوية المطلوبة للأجيال الإسلامية الناشئة والعمل على مكافحة الفشل الدراسي والتسرب المدرسي وتشغيل الأطفال.
ــ تنظيم المؤتمرات والندوات وإصدار المطبوعات حول مختلف القضايا التي يتصدى لها التحالف.

التطوير الدعوي والعلاقات الإسلامية – المسيحية

ــ الاهتمام بالعلاقات الإسلامية – الإسلامية، وعقد مؤتمر سنوي تحت عنوان مؤتمر الوئام والتغيير.
ــ تقديم مشروع ثقافي إسلامي حضاري، قوامه ثوابت دار الفتوى، وإطلاق رؤية إسلامية معاصرة للتنمية في الإسلام، تشمل رؤية الدين الحنيف في مجالات: البيئة، التعليم، السلامة العامة، الدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، السياحة الدينية، التوعية من المخدرات والانحرافات الاجتماعية والأخلاقية..

ــ الاهتمام بثوابت العيش المشترك، وإطلاق مشروع متكامل لتطوير العلاقات الإسلامية – المسيحية ونقلها من الحوار النظري الفلسفي، إلى التعاون في مجال التنمية وخدمة الإنسان.

العلاقات الخارجية
ــ الانفتاح على المحيط العربي والإسلامي، وخاصة المملكة العربية السعودية ودعم خياراتها الإقليمية والدولية، وتحديدا في مواجهة الخطر الإيراني المهدّد للعالم العربي، كما يبدي التحالف تقديره للجهود التي تبذلها دولتا تركيا وقطر في نصرة الشعب السوري وحمل قضيته العادلة.
ــ التواصل مع القوى الحية في العالم العربي والإسلامي، والانخراط في حركة التغيير والتطوير التي تخوضها الشعوب وتناضل لأجلها، واعتبار “التحالف المدني الإسلامي” في لبنان، قوة تغيير ذات عمق عربي وإسلامي وسطي حر، وترى أن لموقعها في لبنان أهمية في التأثير الفكري والمعنوي لنشر الفكر الوسطي، والحفاظ على الثوابت والحقوق المشروعة، التي تتعرض للانتهاك.
ــ الدعم الدائم للقضية الفلسطينية والتواصل مع الجهات والمؤسسات العاملة لنصرة القضية الفلسطينية.
ــ تبني حق الشعب السوري في تقرير مصيره، ورفض كل أشكال التطرف والعنف ضد القوى الشعبية الحية”.
وختم:”في الموقف من تداعيات الانتخابات، فإننا نحيّي الحراك المدني الذي تجلى في معظم المناطق، وسجل اعتراضا واضحا على منطق التسلط والهيمنة، والاستهتار بإرادة الناس، من بيروت مدينتي إلى بعلبك مدينتي، وصولا إلى انبلاج فجر التغيير في طرابلس. ونؤكد في هذا السياق تمسكنا بتأييد المصالحة بين قيادات السنة في لبنان، والعمل على إنجاحها، واعتبارها من عناصر الحفاظ على مصالح اللبنانيين السنة في إطار معادلة الدولة العادلة.
ــ ان هذه المصالحة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الرسائل والدروس المستفادة من انتخابات طرابلس وغيرها من المناطق، وصولا إلى تغيير الأداء بما يتواءم مع ما أنتجته من واقع سياسي وتغيير في الإدارات المحلية.
ــ نحن لسنا جزءا من أي صراع سني – سني، وندعو الجميع إلى الكف عن تسعير نار الخلاف داخل البيت الواحد، وندعو إلى العودة إلى لغة الحوار وإلى التواضع والتعاون، ونضع هذا الموقف تحديدا في مقاربة الخلاف الدائر اليوم بين الوزير أشرف ريفي وتيار المستقبل، وكذلك نرى أنه لا بد من صياغة تحالف سيادي جديد يعيد الحياة إلى ثوابتنا الوطنية، بعيدا عن الحسابات الضيقة، ونبدي الاستعداد للقيام بأي مبادرة ايجابية في هذا المجال.

السابق
«حكايات من قصر منصور» وعن حزب الله… لشريف الحسيني
التالي
الفارق بين الاستقطاب الشيعي والسنّي