القوميون الإجتماعيون الجدد وعشق قومية الاسد!

ماذا يريد أن يقول الحزب القومي السوري الإجتماعي بفرعه اللبناني.
أو حتى ماذا يريد هذا الحزب الواقف إلى جانب نظام قام في سنواته السابقة بإعتقال رفاقهم ووضعهم بالإقامات الجبرية وملاحقة الكثيرين منهم بتهمة زعزعة إستقراره وتهديد الأمن القومي العربي في سوريا ومنعهم من إنشاء أحزاب.

فمن غير الوارد العبور على إسم الحزب القومي السوري الإجتماعي بدون التوقف على ضخامة الخلاف الذي وقع بينهم وبين المنظومة الممتدة من حافظ الأسد وصولا إلى الابن الأبدي بشار الأسد.

فقد ضحى «ابناء» أنطون سعادة صاحب مشروع «الهوية السورية» لا «العربية» بكامل الارث الأيديولوجي للرجل بدافع العمل مع زعيم العرب بشار الأسد في محاولته للحفاظ على الجمهورية “العربية” السورية.

عندما تنظر حاليا في أدبيات القوميين السوريين لا تجد حضوراً حصرياً إلا لزعيم العروبة بشار الأسد.

أين ذهب يا ترى أنطون سعادة؟ وأين ذهبت العقود الطويلة من الخلاف مع آل الأسد.

مع الأسف لم يعد حاضراً انطون سعادة إلى في المناسبات الرسمية والإحتفالات السنوية. كذلك فإن أبناءه الأوفياء لا يستذكرون زعيمهم إلا عند ترداد مقولة تحيا سوريا”.

إقرأ أيضًا: تشبيحات زعران «القومي» في الحمرا

إن أبناء سوريا الطبيعية” يشاركون الأسد يومياً بإعادة صياغة مفهوم جديد لسايكس بيكو في رحلة ترسيم الساحل العلوي كإمارة للأسد. فالقوميون الجدد يتحدثون عن المصالح المشتركة التي تجمعهم مع النظام السوري في حربه الحالية ضد الإرهاب وتغيب عن ذكارتهم بشكل “طوعي” أن السجون التي مكث بها رفاقهم قبل الثورة السورية هي معمل أساسي لإنتاج التطرف. كذلك فإن سياسة الإلغاء الناعمة التي إعتمدها النظام السوري بحقهم هي نفسها من تحول بعد عام 2011 إلى وحش لا يرى الحلول إلى عبر البراميل المتفجرة.

في مقالة “الظلمة إلى النور” العائدة إلى عام 1942 تطرق سعادة إلى أن مشروع النهوض بالمجتمع الممتد من منطقة الأهواز الإيرانية إلى حدود فلسطين بات جاهزاً. ولكن القوميون الجدد بعد رحيل قائدهم لم يفعلوا شيئا سوى تخييب أمل سعادة عبر التحالف مع إيران التي تضم منطقة الأهواز كما أنهم أصدقاء جداً مع الحكومة العراقية، وحلفاء الأسد في معركة الإرهاب التي تحكيها.

إقرأ أيضًا: إلى الحزب القومي السوري: الحمرا ليست «درعا»

يصعب جداً مناقشة أفكار «ثقيلة» بحجم عقيدة حزب ممتد بأرثه الفكري الى المرحلة التي نشأة بها في الحرب العالمية الثانية.

في السنوات الماضية، وجهت المحاكم العسكرية في سوريا تهم عدة إلى الرفاق القوميين ومن ضمنها تهديد الأمن القومي وروح الوحدة العربية وكانت محاكم الأسد تجيد ربط تهديد الأمن القومي لها بالعمالة مع الكيان الصهيوني وقد وقع رئيس الحزب القومي علي حيدر ضحية إتهامات مشابهة. هل هذا كافياً؟

يبدو أنه فات الأوان كي نسأل علي حيدر عن الروايات الحقيقية للنظام السوري الذي عينه حالياً وزيرا للمصالحة السورية.

السابق
المستقبل وميقاتي: هزمنا بسبب الخطاب السياسي وريفي ليس مرجعًا!‏
التالي
صفعة سياسية.. رفضا لاحتقار «الناس» في طرابلس