الميلشيات تجهز على الجامعة اللبنانية

الجامعة اللبنانية
تطحن اللغة الميلشياوية كل مفاصل الجامعة اللبنانية بحيث يعتبر بعض الشبان الممثلين لاحزابهم داخلها أنهم قادة الجامعة وزعمائها. ويفرض أولئك الشبان سلطتهم على الطلاب والأساتذة والمدراء وتستمر للآن عملية تهميش وتصغير وإخضاع لقرارات إعتباطية تسيء لحرم الجامعة.

فقد بات واضحاً بعد التجربة المريرة للجامعة اللبنانية مع سلطة الأحزاب المتفشية داخل كلياتها أن الهدف الرئيسي لتلك الأحزاب هو تخريب الحياة الجامعية وإخراجها عن سياقها الطبيعي ونشر الشرخ الطائفي من خلال التفرد بقرارها وتحويلها إلى “كاباريه للنزاعات الضيقة”.

ففي فرع الحدث الذي أتعلم به، فان مشاكله تشبه مشاكل الفروع الاخرى، حَول كل من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية الصرح الجامعي إلى مسرح لعرض العضلات الدينية والسلطوية. واتت عملية تأجيل الإنتخابات الطلابية في الحدث كشاهد حي على الإنحرافات الخطيرة المتولدة عن الفكر المليشياوي المعتمد من قبل الأحزاب المهيمنة.

إقرأ أيضاً: طلاب «أمل» يعتدون على مدير كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية!

إن إستخدام العنف المباشر وغير المباشر، دفع مجموعة الحراك المدني إلى الإنسحاب من المعركة الإنتخابية التي كان مقرراً إجراؤها منذ شهرين. ولعبت حركة أمل الدور الأبرز في تأجيل هذه الإنتخابات إلى أجل غير معلن، ذلك أن مجموعات أمل داخل الكلية، بدأوا بتهديد خصومهم ومنافسيهم لتقليم أظافر القوة الجديدة الصاعدة في الجامعة، الأمر هذا، أجبر الحراك المدني على تقديم التنازل الطوعي بعد حملة التخوين وإفتعال مشاكل كان استمرارها سيؤدي الى عواقب خطيرة. وللان لم تجري الإنتخابات ولم يستطع الطلاب إنتخاب ممثلين عنهم في المجالس الطلابية.

حركة امل

إقرأ أيضاً: اشكال بين «حزب الله» و«أمل» في «الجامعة اللبنانية»

يوما بعد يوم، تثبت الاحزاب المهيمنة أنها الجهة التي ترتكب المخالفات وتفتعل للمشاكل، وهي القادرة على إشعال فتيل الفتن وإخمادها للإستفادة منها من أجل إعادة تدوير سلطتها ونفوذها مستغلة ضعف الطلاب وغياب سلطة الدولة. ويقع على عاتق الأجهزة الرقابية الرسمية ووزارة التربية المسؤولية الكبرى في التواطؤ على عملية اقصاء الجامعة والتساهل مع الأوضاع المخلة بأمن وسلامة الحياة التعليمية فيها، وهو مؤشّر على تحولات في المستقبل لن تزيد الأوضاع فيها الّا ترديا.
إن الجامعة اللبنانية تحتضر ونحن شهود زور على ذلك.

إقرأ أيضاً: ولتكن الأمور بمسمياتها: هذا هو الدكتور المتحرش في الشمال… وهؤلاء من يغطون عنه!

السابق
العلاقات السودانية – الصينية قديمة متجدّدة لكنها تفتقر إلى العمق الإستراتيجي
التالي
الآحادية السنية: أسماء الفائزين في لائحة «قرار طرابلس».. والمسيحيين خارجها