لهذه الأسباب «الثلث المعترض» في بنت جبيل صفعة لحزب الله

قراءة الانتخابات البلدية في بنت جبيل بعيدًا عن ديموغرافيتها الحزبية تسقط العديد من الإيضاحات. 30 % من أصوات المعترضين على تحالف حزب الله وحركة أمل في بنت جبيل لا تشبه 30 % في أيّ بلدة أخرى، والفارق الضئيل بين آخر الرابحين وأول الخاسرين، إنّما له دلالات لا بدّ من التوقف عندها وهي الأكثر بعدًا من الإنمائية والأقرب للسياسية.

“بنت جبيل”، البلدة التي تمّ تنصيبها عاصمة للمقاومة ومنها انطلقت عبارة “أوهن من بيت العنكبوت”، تشكّل الحاضنة الأولى لحزب الله بكونه العائلة الكبرى فيها منذ تحرير الـ2000، ومع توّجه المقاومة الذي يفرض ثقله عليها، إلا أنّ لهذه البلدة الجنوبية خصوصية ذاتية شيوعيًا ويساريًا، يُضاف إليهما المستقلون.

مقابل كل 3 أصوات لحزب الله، أظهرت عملية الفرز صوتًا معارضًا توزع بين لائحة الحزب الشيوعي، وبين السبعة المستقلين. هكذا فإنّ 1500 مقترع لم يلتزموا بلائحة الثنائية الشيعية وإنّما وجهوا رسالة قاسية في صناديق الاقتراع.

بنت جبيل

هذه النتيجة تطرح إشكاليات عديدة لا بدّ من التوقف عندها، أوّلها، أنّ رمزية بنت جبيل لم تدفع الحزب إلى التوافق مع الأصوات المعارضة ولضمهم إلى لوائحه. وإنّما دخل في معركة إثبات وجود. ولعّل الفرضية التي يريد الحزب تأكيدها أنّه يأتي أولا. غير أنّ 30 % ممّا أفرزته الصناديق دحض ادّعاءاته وخلطت الأوراق كلها.

إقرأ أيضًا: بلديات حزب الله: عميل لحدي يحكم عاصمة المقاومة والتحرير بنت جبيل

الإشكالية الثانية، تمسّك حزب الله بذاتية القرار، وتهميشه سائر المكوّنات، على رأسها المستقلون واليساريون وأصحاب البيوت المفتوحة ورجال الأعمال وكلّ من له رأي من غير الحزبيين.

بنت جبيل، بهذا الاستحقاق لم تسلّم لعائلة “حزب الله” بأنّها العائلة الكبرى، كذلك نال عضو المجلس البلدي السابق أمين مروة، والمعروف بمواقفه المعارضة، 1500 صوت، أي ثلث عدد المقترعين، في بلدة نصف أهلها يتوزعون بين بيروت وبلدان المهجر.

لم يقترع أبناء البلدة لمروة لأنه مستقل وإنّما لقولا “لا” كبيرة بوجه حزب الله.

إقرأ أيضًا: بنت جبيل: هكذا انقلبت عاصمة حزب الله عليه.. بـ «الثلث الضامن»

ومن النتائج التي خلصت إليها مصادر مواكبة لهذه الانتخابات، أنّ الصوت المعترض سياسيًا ضد حزب الله والمتمثل بالمكوّنات الاخرى، من مستقلين وشيوعيين ويساريين وأصحاب بيوت عتيقة، وكذلك الصوت المعترض تحت راية “الإنماء”، تشكل في معظمها رسالة سياسية إلى حزب الله، من خارج الإنماء.

هذه الأصوات التي مثّلت 30 % من أهالي “عاصمة حزب الله”، ضربت استرخاء حزب الله واستخفافه بالتنوّع في هذه البلدة وغيرها من بلدات الجنوب والبقاع والضاحية.

السابق
مرافق نصرالله ينشر صوره على الجبهة السورية….
التالي
من أصغر مختار في «كفررمان» لأوّل وأصغر مختارة في «البداوي»: هل تنال سراء الضناوي اللقب؟