الخريبة العكارية تكسر التقاليد: ثلاث نساء للبلدية!

الخريبة عكار
في خريبة الجندي "العكارية" وفي سابقة هي الأولى من نوعها على صعيد مشاركة المرأة بالشأن العام، ترشحت. إذ، ضمت لائحة "حلمنا" المستقلّة إلى أعضائها الاثنى عشر ثلاث نساء لخوض معركة البلدية بمواجهة لائحة "الخريبة أحلا وأحلا" المدعومة من تيار المستقبل.

بشكل عام، يمكن القول أن إقبال العنصر النسائي على الانخراط في المجال العام يتحسّن من سنة إلى أخرى. لكن في عام 2016 شهدنا تقدما ملحوظا علي صعيد مشاركة المرأة في العمل البلدي خصوصا في مناطق الأطراف.

اقرأ أيضاً: هل تنجح العائلات حيث فشلت الأحزاب في «البيرة»؟

وكما في محافظة الشمال أيضًا في محافظة الجنوب التي شهدت هذه الدورة ترشح امرأتين للمقعد الاختياري في قضاء النبطية هما سوزان عباس الرز في بلدة جباع وسعاد حسن طباجة في بلدة كفرتبنيت في محاولة لكسر الهيمنة الذكورية في جنوب لبنان، وفي عرسال بقاعا فازت ريما كرنبة بالمقعد البلدي.
ومن الجنوب إلى الشمال التي ستكون على موعد مع الانتخابات البلدية بعد غد”الأحد”، تنتظر كل من داليا ياغي، وعد العمر ورودينا الجندي المرشحات في لائحة “حلمنا” في “بلدة الخريبة” المعركة الحاسمة التي من شأنها ان تقرر مدى تقبل البلدة لفكرة مشاركة المرأة في العمل البلدي سيما أن النساء يشكلن نصف الكتلة الناخبة في اللوائح الإنتخابية، ما يدل على أن دورهن أساسيا في اختيار من يمثلهن وبالتالي حقهن بالمشاركة في صنع القرار.

طرابلس

عن هذه التجربة، قالت المرشحة داليا ياغي لـ “جنوبية” أن “تترشح ثلاث نساء للمجلس البلدي ضمن لائحة واحدة في البلدة وفي عكار عموما، لهي سابقة وهي تعد أول تجربة لي”. وأشارت إلى أنها “لم تكن لتترشح لولا التشجيع التي حظيت به من الأهالي للترشح”.

وعن هدفها ومشروعها الانتخابي قالت ياغي العضو في جمعية “Beyond” المعنية بشؤون اللاجئين السوريين في عكار إنها “من منطلق أنها مهندسة ستبذل جهدها لافادة البلدة من ناحية الانماء والاعمار”.

وتابعت ويأتي “ضمن مشروع لائحة “حلمنا” المكونة من العائلات والمدعومة من جمعية “تنمية” لسد الثغرات في البلدة، كالعمل على انشاء مستوصف يستوفي الشروط الصحية يقع على مقربة من البلدة كون المستوصف الوحيد بعيدا جدا”.

وبدورها، أكّدت المرشحة رودينا الجندي على أهمية مشاركة النساء الفاعلات في المجتمع بالشأن العام، وأوضحت أن الهدف من اللائحة المستقلة هو انمائي واجتماعي بحت ان اللائحة ليست بمواجهة لائحة تيار المستقبل مؤكدة أن انتماءنا للمستقبل وللرئيس سعد الحريري أولا”.

وعن الهدف من الترشح قالت الجندي لـ “جنوبية” والتي عرفت عن نفسها انها تمتلك مكتبة في ساحة حلبا وهي تهتم بالشأن العام ومساعدة الأهالي ولها علاقات على الصعيد العام، أن “الخريبة بشكل عام لا تشكو من نقص في الخدمات وان البلدية قامت بعمل تشكر عليه ولم تقصر، إنما في الحقيقة هناك جزء من أهالي البلدة يقطنون في قرى معزولة وفقيرة لا أحد يلتفت إلى حالهم الا عند اقتراب موعد انتخابات البلدية، وهم يعيشون في أدنى مقومات الحياة”.

وتابعت “لذا، سيكون جزء من اهتمامنا الالتفات لهؤلاء عبر تأمين لهم تسهيلات للعمل وللحياة”. كما أوضحت أنها أيضا رشحت لتكون ممثلة عنهم كونها تعيش في هذه القرى”.

وفيما يتعلّق بتأييد العائلة والمجتمع لخطوتها هذه قالت الجندي أنه “في البداية، واجهت رفضا من قبل كبير العائلة وهو “عثمان الجندي” إلا أنه عندما اطلع على أعمالها ومساهماتها في البلدة تغيرت نظرته فشجعها وكان من أول الداعمين لها”.

وأضافت “بشكل عام، مجهودي كله سأضعه في سبيل التغيير والتحسين وسأعمل على تأمين كل ما ينقص بلدتي .

ويذكر انه كان الهدف ايضًا بترشيح المهندسة داليا ياغي للاستفادة من خبرتها في مجال الهندسة”.

وخلصت الجندي إلى أنه “هناك حماسة في الخريبة وجو إنتخابي ديمقراطي بامتياز موضحةً أنها “تطمح لنجاح لائحة “حلمنا” وأنها مرشحة لرئاسة البلدية وفي حال فوزها تكون سابقة في عكار”.

وعلى الرغم، من أن المرأة في بعض البلدات لا تزال تعيش تحت سطوة المجتمع وكبير العائلة إلا أنها بمجرد اتخاذ مبادرة المشاركة في الشأن العام ولو بعد موافقة كبير العائلة الا انها بذلك تكون في بداية شق طريقها نحو التحرر لانها ايقنت انها قادرة على الانتاج وخدمة الشأن العام.

اقرأ أيضاً: الميناء: ثلاث لوائح .. ومنفرد، والمال الانتخابي تحت صفة «مندوب»

ومن جهة أخرى، تبين وفقا لإستطلاع LADE أن المجتمع اللبناني بدأ بالتخلي التدريجي عن الأفكار الذكورية التقليدية، إذ أثبت استطلاع الرأي الذي قامت به الجمعية من ضمن حملة “البلدية نص البلد”، المطالبة باجراء الانتخابات البلدية في موعدها، أن مواقف المستطلعين من ترشح المرأة لرئاسة البلدية وفقاً للمحافظات كانت ايجابية. وبدا لافتاً في النتائج، التي نشرتها الجمعية مطلع هذا العام، ارتفاع أرقام المؤيدين لترشيح المرأة لمنصب رئاسة البلدية في المحافظات جميعاً، إذ وصلت أعلى نسبة من المؤيدين إلى 81% في محافظة جبل لبنان، بينما سجلت محافظة البقاع تدنياً لافتاً عن المحافظات الأخرى، حيث بلغت نسبة المؤيدين لترشيح المرأة فيها 48.6%.

السابق
يلوستون.. أول متنزه وطني في العالم
التالي
حذاري من الفينول لأطفالكم… وهذا مصدره‏