ليلة القبض على القليلة وارهابها والسطو على بلديتها‏

الهدوء الذي خيم أمس على الأجواء الانتخابية في محافظة الجنوب لم ينسحب على بعض البلدات حيث شهدت خروقات وتجاوزات جسيمة جرى التكتم عنها كانت من شأنها أن تبطل شرعية الاستحقاق. لكن بطش الأحزاب والقوى المسيطرة حسمت المعركة البلدية لصالحها من دون الاحتكام لأصوات الصناديق.

في “القليلة” قضاء صور، حيث خاضت اللائحة التنافسية برئاسة منفذ منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور محمود ابو خليل والمدعومة من بعض الأحزاب المعركة البلدية بوجه لائحة الائتلاف المؤلفة من “حزب الله” و “حركة أمل”، لم تشهد البلدة رصاص ابتهاج بالنتائج انما شهدت رصاصا من نوع آخر، حيث اقتحم  مسلحون مراكز الاقتراع وعمدوا على اخافة المندوبين ورؤساء الأقلام وقاموا بسرقة صندوقي الاقتراع المتبقيين على مرأى من القوى الامنية، ليعلن بعدها  عن فوزٍ مشبوه لصالح لائحة التنمية والوفاء بثمانية اعضاء، فيما اعلن عن حصول اللائحة المنافسة برئاسة الدكتور محمود ابو خليل والمدعومة من بعض الأحزاب على سبعة اعضاء.

أحتجز رئيس اللائحة المنافسة الدكتور محمود ابو خليل أمس في منزله جراء الهجوم والترهيب بالسلاح الذي مارسته لائحة الائتلاف على أساس أنه خسر فيما ان هناك صندوقين سرقا قبل فرزهما.
وقد كشف أبو خليل ملابسات الحادثة لـ”جنوبية” بالقول “كنا نعتقد  أن “القليلة” تخوض معركة ديمقراطية وتنافسية لخدمة الأهالي على أساس أن تنتهي العملية الانتخابية كما بدأت بشكل سلمي بعد أن يتمكنالأهالي من ممارسة حقهم في الاقتراع”. وتابع ” لكن، حزب الله وحركة أمل لم يتحملا أن يتجرأ أحد غيرهما على الترشح للانتخابات البلدية مع العلم أنّ البلدة متنوعة حزبيًا”.  واستنكر أبو خليل “هذه “المعادلة” السائدة عند الثنائي الشيعي بأن كل من ليس معنا حزبيا وتنظيميا ولا يخضع لاملاءاتنا هو عدو لنا” .

وعن تفاصيل ما جرى قال “قبيل فرز الصندوق الأخير من الماكينة الانتخابية، كانت اللائحة متقدمة بنتيجة 9-6، الا أن حشودا كبيرة من المسلحين ما يقارب الـ “200” وفقا لتعبير أبو خليل، هاجمت المدرسة الرسمية حيث قلم الاقتراع فهرب المندوبون عن لائحتي على مرأى قوى الأمن وقد قاموا بتمزيق لوائح الفرز”. وتابع أن تزوير الأرقام مكنهم بعدها ان تحظى اللائحة المستقلة بـ 7 أعضاء فقط من أصل 15″. مذكرا أنه من “المفترض ان يكونوا 8 أعضاء الا أن المرشح الثامن وبما ان اخترناه موظف في الهيئة الصحية الاسلامية لحزب الله فقد نسبوا الفوز لهم وفي وقت كنا رابحين أصبحنا خاسرين”. لافتا إلى أنه ” أبلغ الأجهزة المختصة  في صور بهذه الاعتداءات التي انتهكت الانتخابات”.

إقرأ أيضًا: فضيحة جويا..التي استباح بلديتها حزب الله من هو المسؤول؟
واعتبر أبو خليل أن “أسوأ قرار اتخذه الحزب وأمل حين قررا الدخول إلى العمل البلدي”. وقال إن “أي تنظيم مهما كبر ومهما علا يظل بأمسّ الحاجة لحاضنة شعبية”. وأضاف “سئمنا في هذه الثلاثة أسابيع التي سبقت يوم الاستحقاق الضغط والتهديد والوعيد والتجييش الذي مورس على الأهالي بالقول “الشهيد بدر الدين ومغنية يناديكم  وكأنّنا نحن لم نتحمل معهم أو نحن خارج المقاومة”. وتابع “نحن أحزاب المقاومة قبل أن تتأسس، وما زلنا نقول نحن حلفاء لكن بالسياسة العامة وليس بالتفصيل البلدي”.

الانتخابات البلدية
كما لفت إلى ” هذه التجربة في الانتخابات البلدية هي من أسوأ التجارب التي خاضها”. مع العلم أن ابو خليل حصد في ثلاث دورات متتالية أعلى نسبة أصوات”.
كما أكّد أبو خليل قائلا “لا أحتاج لمركز بلدي ولم أكن أنوي الترشح” وكشف أنه “كان هناك فيتو على اسمي من قبل أمل كي لا أترشح لكني ترشحت للقول كفى استئثارا بقرارات الناس”. وتوجه بالقول “الناس هم حاضنتهم الشعبية واذا ما استمروا بهذا الشكل سيفقدونها حتما “. وتابع “الموضوع أصبح أن هذا النظام الفاسد يجب القضاء عليه  مشيرا إلى أننا “نحن من لبسنا واسسنا مشروع المقاومة”.

إقرأ أيضًا: قاسم حجيج لـ«جنوبية»: البلدية لأبنائها… وجرى تطويق حادث اطلاق النار
وخلص إلى ان “البلدة اليوم وكأن فيها مأتما شعبيا وأن من يؤيدنا ومن لا يؤيدنا مغلوب على أمره لقوة الأمر الواقع”.
ما جرى في “القليلة” بمثابة ابلاغ للمسؤولين وهو بمثابة فضيحة كبيرة خصوصا أن ما جرى حصل أمام مرأى القوى الأمنية، وإلى الآن لم نشهد أي تدخل من السلطات المعنية، والأكثر من ذلك أن الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات “LADE”  قالت أنها لم تكن على علم بما جرى في “القليلة” حين اتصل بها موقع “جنوبية” للاستفسار، مع العلم أنه كان يوجد مراقب من قبلها في البلدة كما أكدت الجمعية في الاتصال.

السابق
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الاثنين 23-5-2016
التالي
الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية؟