حولا التي لعبت دورًا أساسيًا في تاريخ لبنان المقاوم وتعرضّت لمجزرة راح ضحيتها حوالي 90 شهيدًا نفذتها العصابات الصهيونية عام 1949 بسبب نضال أبنائها إلى جانب الفلسطينيين، وكانت معقلاً للحزب الشيوعي في جنوب لبنان تعاني اليوم من استئثار الثنائية الحزبية (امل وحزب الله) بقرار بلدتهم وإضغاء النفس الالغائي على شرائح وازنة في البلدة لاخفاء تاريخ نضال أبنائها، وذلك بحسب أحد أبناء بلدة حولا لجنوبية.
وأضاف أنّ «تاريخ حولا النضالي العريق لا يمكن حصره بشهداء حزب الله، ففي حولا حوالي 140 شهيدًا للحزب الشيوعي والقوميين ومنظمة التحرير الفلسطينية..فلماذا عندما قامت البلدية ببناء ملعب لكرة القدم في مشاع في البلدة أطلق عليه إسم “ملعب شهداء المقاومة الاسلامية”؟ فلماذا هذا التصنيف بين الناس، كان أجدى عليهم إطلاق ملعب شهداء المقاومة فقط ليطال جميع الشرائح التي تتكون منها بلدتنا”.
وتابع المصدر «أمّا الحسينية التي يجب أن تكون صرحًا لجميع أهالي الضيعة، هي اليوم ممسوكة من قبل حزب الله الذي علّق صور شهدائه داخلها، وغير متاحة لعموم أهل البلدة إلاّ بعد موافقة منهم. هذا عدا عن التمييز في دفن الموتى، فمدافننا أصبحت مقسمة بين مقابر مطلية بحجارة الرخام والزخرفة والانارة ومساحة واسعة لشهداء حزب الله، ومدافن ضيقة لعموم الناس».
إقرأ أيضًا: كفررمان تستعيد «كفرموسكو» وتخوض المعركة البلدية مقابل الثنائية
كل هذه اسباب وغيرها دفعت مجموعة من المستقلين واليساريين والشيوعيين إلى تشكيل لائحة «لقاء العمل البلدي الديمقراطي» التي سيعلن عنها يوم الجمعة المقبل، والتي ستحمل شعار «حولا هي الناس» بالإشارة إلى تركيز البلدية الحالية على بناء الحجر وعدم الالتفات إلى هموم الناس ومحاولة إشراكهم في تنمية بلدتهم.
يقول أحد المرشحين في حديث لـ«جنوبية» أنّ «قرار تشكيل اللائحة لمواجهة الثنائية الشيعية ليست بجديدة، فحولا واجهة لائحة التوافق في 2001 وكان الفارق عشرات الأصوات لصالح لائحة التوافق، وفي 2010 وصل الفارق لحدود 100 صوت لصالح لائحة التوافق أيضًا، أمّا اليوم في 2016 فان أجواء التغيير تطغى في البلدة».
إقرأ أيضًا: النجارية: لائحتان لحركة أمل…ولا تسوية حتى الآن
وعن سبب عدم التوافق مع حزب الله وحركة أمل في لائحة واحدة قال المرشح «هم يريدوننا أن نشارك ونكون شهود زور دون أن نشارك بالقرار،وهم اقترحوا نتوافق معهم بـ5 مرشحين من أصل 15 عضو وأن تكون الرئاسة لهم، أي أن نشارك من دون أي دور إداري لذلك رفضنا المحاصصة التي اقترحوها مقابل توافق الكفاءات الذي اقترحناه عليهم».
وتابع «حولا تحتاج إلى مشاريع إنمائية، وخدمات وأبرزها المياه وحل جذري للنفايات، ومسح الأراضي والحفاظ على الملكية العامة بوجه بعض تعديات بعض المستقوين على الأملاك العامة».
حولا التي حافظت على جوّها اليساري وتنوعها الحزبي تستعد اليوم لخوض معركة ديمقراطية وتنافسية بامتياز بعيدًا عن العصبيات الضيقة، وهذا يعود لخصوصية هذه البلدة بسبب التوازن والوعي في مزاج أهلها والتنوع السياسي والحزبي فيها.