الأحدب يُصارح «جنوبية» ويترشح لمواجهة عملاقي المال والسياسة في طرابلس‏

الانتخابات البلدية في طرابلس، بدلّت اللعبة السياسية، فتوافق الحريري - الميقاتي اصبح أكثر من مؤكد لترسيخ مجلس بلدي يؤمن النفوذ للطرفين.

هذا التوافق الذي يشكّل بالنسبة لأهل المدينة تكرارا لتجربة فاشلة دامت ست سنوات، يقابله تنافر المجتمع المدني الذي لم يتفق حتى اللحظة على لائحة واحدة منظمة، فبرزت به عدّة توجهات وعدّة أصوات.

وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، وفي هذا المعترك البلدي أعلن من جهته أنّه سوف يدعم لائحة المجتمع المدني، في حال قدّم مشروعًا واضحًا، إلا أنّ الفعاليات المعنية لم تستطع بعد أن تخلق قوّة مدنية واحدة قادرة على مواجهة سلطة الأمر الواقع.

في ظلّ هذا التلكؤ البلدي وهذه الضبابية في المنطق الإنمائي للمدينة، أعلن رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب ترشحه للانتخابات البلدية في طرابلس تحت شعار “طرابلس عامة” برفقة فريق عمل مؤلف من 17 شابة وشاب.
الاحدب وفي حديث لـ”جنوبية” عن أسباب إقدامه على هذه الخطوة، أشار “أنّ السلطة المركزية متقاعسة بحق طرابلس، وبحق الإنماء، فلا تملك حتى المقدرة لجلب موظف للضمان الاجتماعي الذي لا يُدفع إلا بعد عامين”.

مضيفًا، أنّ “طرابلس بطبيعتها هي بلدية غنية وتملك كلّ المقدرات لأخذ خطوات مهمة لحماية أبنائها في هذه الظروف ، إلا أنّ التحضير البلدي الذي يتم حاليًا هو على أساس المحاصصة السياسية فيما يغيب الطرح الإنمائي والأسس الواضحة”.

وأكد أنّ “المطلوب هو تنفيذ أمور بديهية عبر بلدية طرابلس، وأنّ هذه البلدية هي بمثابة السلطة التنفيذية، فالمجلس النيابي (مسخرة) معطّل وعاجز عن الانتخاب والتشريع، وإن حصدنا مقعدا به جلّ ما يمكننا هو الكلام، بينما في الإطار البلدي نستطيع التنفيذ”.

وأردف الاحدب أنّه ولائحته “تركوا المجال للجميع للحوار،وهناك انفتاح للتوافق و طرح مشروع، إلا أنّه ما من مشروع قد طرح، ويبدو ما سوف تصل إليه هذه الانتخابات هي المحاصصة أو حرب أحجام وطرابلس بأبنائها ليست معنية بهذا الصراع”.

وأوضح الأحدب انه ليس بمقدوره دعم لائحة مباشرة دون أن يترشح، فكان الخيار أن يشكل هو فريقًا وأن يقدّم ترشيحه شخصيًا، لتكون الحظوظ أقوى في تحقيق النجاح”.

النائب مصباح الاحدب يترشح لرئاسة بلدية طرابلس
النائب مصباح الاحدب يترشح لرئاسة بلدية طرابلس

 

وفيما يتعلق بالواقع البلدي المزري منذ ست سنوات، وقد كانوا قادرين على الانتقال بطرابلس من مرحلة التهميش لمرحلة الإنماء، أكدّ الأحدب “أنّ المطروح هو تسع نقاط واضحة يتم توزيعها ببرنامج لجميع أهالي المدينة، والتعهد بها وبتنفيذها في حال حُقّقت لائحته النجاح وهي:

1- انشاء صناديق تعاضدية في بلدية طرابلس إسوة ببعض البلديات من شانها تأمين تغطية صحية لكل أبناء طرابلس بمختلف مشاربهم ممن لا يملكون أي تغطية صحية.

2- إقامة مراكز للبلدية في مختلف أحياء المدينة تؤمن حماية مصالح وحاجات أبناء طرابلس الصحية والأمنية والبيئية.

3- توظيف ما يزيد عن ألف شاب وشابة في مصالح البلدية الإدارية والشرطة البلدية والحرس الليلي والشرطة البيئية والسيادية.

4- وضع مخطط توجيهي للمدينة بالتعاون مع مختلف فعاليات المدينة ونقاباتها وجامعاتها وتجارها.

5- نشر الموازنة والمحاضر وكلفة المشاريع واطلاع الرأي العام عليها، كحق اصيل للناخبين والمواطنين.

6- التعاون مع القطاع التعليمي المهني والجامعات لتطوير مستوى المدارس والمعاهد والكليات.

7- إعادة وضع طرابلس على خارطة السياحة اللبنانية والعالمية، والتواصل والتعاون مع الاغتراب الطرابلسي في شتى أنحاء العالم.

8- حماية تراث طرابلس وإطلاق ورشة ترميم شاملة في المدينة لإبراز معالمها التاريخية والعمرانية.

9- إطلاق ورش إنمائية وبيئية وصحية، والإستفادة من المساحات لإنشاء حدائق وخلق متنفس لأبناء المدينة”.
وأضاف الأحدب أنّ “الفريق الذي تمّ اختياره يضم كل الطوائف لأن طرابلس عاصمة والعاصمة لا تقتصر على لون واحدٍ.”

إقرأ أيضًا: التوافق الطرابلسي ينهي الإنتخابات البلدية ويكشف المجتمع المدني

وعن الحلفاء والخصوم في هذه المعركة البلدية، قال “حتى الأن نحن نملك برنامجًا واضحًا إلا أننا لم نسمع من الأخرين برنامجهم لنعلم مع من يتقاطع مشروعنا”.
وإن كان أحد الأطراف قد مدّ يد العون لبرنامجهم، علّق “ما حدا مد اليد وما بعتقد حدا حيمد اليد لان هن عندهم اهتمامات اخرى”.

وتابع الأحدب”نحن لسنا بصدد معركة ضد أي طرف كان، فالمتماهيين مع ميقاتي أو كرامي أو الصفدي أو كبارة أو ريفي أو الجسر، جميعهم أبناء طرابلس، وبالتالي بإمكاننا التعامل مع الجميع على أسس واضحة والتوافق يكون على أساس المشروع وإلا أصبحت محاصصة”.

إقرأ أيضًا: المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية انتهت… والأحزاب انتصرت
مشيرًا إلى أنّ “المعارك الانتخابية بين هذه الأطراف هي حرب أحجام وهو ليس معني بها، إذ لا يهمه أن يكون مع ريفي ضد الحريري أو مع الحريري ضد ميقاتي”، مردفًا “كل فريق يتفق معنا على ما طرحناه من مشروع واضح نحن على استعداد للتوافق معه ولا فيتو على أحد”.
وعمّا إذا كانت هوية المعركة البلدية سياسية، أكد الأحدب في النهاية أنّه “حينما يجتمع السياسيون لفرض محاصصة لا بد من خوض معركة سياسية معهم لفرض انماء.”

السابق
قاتل زياد القاصوف: انا قواتي وابن عيلة
التالي
عرسال اختارت التغيير…وعلي الحجيري يخسر ويتهم حزب الله